رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أرض الخير.. خبراء يكشفون لـ«الدستور» كيف حوّلت مشروعات البنية التحتية توشكى إلى منطقة جاذبة للاستثمار الزراعى؟

توشكى
توشكى

اهتمام كبير وجهته القيادة السياسية للمشروعات الزراعية فى المناطق الجديدة، ومن أجل ذلك، عملت الدولة على توفير جميع الإمكانيات التى تساعدها على تحقيق النجاح، من بنية تحتية شاملة تضم مشروعات فى مجالات الكهرباء والمياه والطرق.

وأسهمت مشروعات الكهرباء والمياه والطرق فى منطقة توشكى فى تسهيل عملية الإنتاج فى المشروعات الزراعية التى تقام بها، حيث سهلت تشغيل الماكينات اللازمة للحصاد، كما يسرت عملية الإنتاج، وكان لها دور كبير فى تسهيل عملية النقل وتقليل تكلفتها، بعد أن كانت تمثل أزمة كبيرة فى الفترة الماضية.

فى السطور التالية، يتحدث عدد من الخبراء لـ«الدستور»، حول الفوائد المتعددة التى توفرها مشروعات البنية التحتية للإنتاج الزارعى فى توشكى، وكيف أضافت ثقلًا اقتصاديًا للمكان ليصبح أكثر جذبًا للمستثمرين.

جمال صيام: تطوير الطرق يسهل نقل المحاصيل إلى مناطق التصنيع والتصدير

أشار الدكتور جمال صيام، أستاذ الاقتصاد الزراعى، إلى أن البنية التحتية الجيدة تسهم فى إنجاح المشروعات الاقتصادية، إذ تساعدها على تيسير وتوفير عملية النقل للمحاصيل الزراعية، خاصة فى الأماكن البعيدة مثل مشروع «توشكى».

وذكر «صيام» أن مشروعات الطرق تساعد فى تقليل تكلفة عمليات النقل لهذه الأماكن البعيدة، التى تواجه دائمًا مشكلة فى ضعف القدرة على نقل المحاصيل منها لارتفاع تكلفتها أكثر من تكلفة الإنتاج.

وأضاف أن مشروعات النقل والمواصلات توفر الكثير على المستثمرين فى هذه الأراضى، من حيث عملية النقل، وتشجعهم على زيادة استثماراتهم هناك، لتسهيل عملية النقل، خاصة للمحاصيل التى تفسد سريعًا، لافتًا إلى أن توقيت ومدة النقل مسألة مهمة للغاية فى عملية الإنتاج الزراعى.

وأوضح أن تطوير الطرق يمنح المشروعات جدوى اقتصادية ويحدث نقلة فيها، وهو ما تحقق فى مشروع توشكى، الذى عانى كثيرًا من هذه الأزمة بعد إطلاقه منذ عام ١٩٩٧، إذ أثر عليه غياب مشروعات البنية التحتية من طرق وكهرباء وغيرهما، وكاد يفقد قيمته، لكن مع تطوير الطرق تشجّع المستثمرون للعمل هناك.

وذكر أن مشكلة الأراضى الزراعية الجديدة أنها تحتاج إلى بنية تحتية جيدة، وأهمها مشروعات الطرق والكبارى، التى تساعد فى نقل المحاصيل إلى مناطق التصنيع والتصدير، حتى لا تؤثر على اقتصاديات المشروع.

حسن مهدى: اهتمام القيادة السياسية سبب النجاح

أكد الدكتور حسن مهدى، أستاذ هندسة النقل والطرق بكلية الهندسة بجامعة عين شمس، أن الاهتمام بإنشاء الطرق هو أول خطوة نحو تحقيق التنمية الشاملة، موضحًا أن نجاح مشروع توشكى هو ثمرة اهتمام القيادة السياسية بهذه المدينة. وأوضح «مهدى»: «الاهتمام بملف النقل ضرورة للوصول إلى اقتصاد قوى فى أى دولة، لأن ذلك يسهل نقل البضائع من خلال شبكات الطرق، ما يزيد من فرص الاستثمار وينعكس فى النهاية إيجابيًا على الاقتصاد القومى»، وتابع: «بمجرد إنشاء أى طريق نرى مظاهر الحياة حوله، من مرافق وخدمات ووحدات سكنية، وهذا ما يحدث حاليًا فى توشكى بفضل الرئيس عبدالفتاح السيسى».

وأضاف: «منذ عام ٢٠١٤، أخذت القيادة السياسية على عاتقها تنمية هذه المدينة واستغلال مساحاتها الشاسعة فى الزراعة، وذلك لتقليل الفجوة بين نسبة المطلوب من بعض المحاصيل الزراعية ونسبة الإنتاج، لذا كان لا بد من إنشاء شبكة طرق على أعلى مستوى بها تمهيدًا لتيسير تحقيق التنمية، وهو ما جرى إنجازه بالفعل، الأمر الذى أدى إلى زراعة المنطقة بالمحاصيل الاستراتيجية المهمة، مثل القمح، الذى رأينا حصاده مؤخرًا بحضور الرئيس السيسى بنفسه».

وأشار إلى أن تطوير النقل أثمر فى النهاية زيادة محصول القمح الاستراتيجى وغيره من المحاصيل المهمة، بالتزامن مع حدوث أزمات عالمية أثرت على جميع الدول وهددت بنقص الغذاء، ويسهم مشروع توشكى فى الانتشار الأفقى للسكان، لحل أزمة التكدس فى القاهرة والإسكندرية وباقى المحافظات. وقال: «المدينة قائمة منذ سنوات طويلة، ولم ينجح أحد فى استغلالها بالشكل الصحيح، حتى جاء الرئيس عبدالفتاح السيسى، ما يدل على بُعد النظر السياسى، وتبنى الخطط المستقبلية التى تراعى إنشاء المشروعات التنموية القومية، من أجل تحقيق حلم الجمهورية الجديدة».

يحيى متولى: تساعد فى تقليل الفاقد من المنتجات

شدد الدكتور يحيى متولى، الخبير الزراعى، على أن مشروعات الطرق والكبارى التى يتم تنفيذها على مستوى الدولة تخدم القطاع الزراعى بشكل كبير، وبالتالى تخدم مشروع توشكى الذى يمثل بارقة أمل، ضمن خطة الدولة لاستصلاح الأراضى وتوسعة الرقعة الزراعية.

وبيّن «متولى» أن المحاصيل الزراعية سريعة العطب، وإذا لم تتوافر الطرق الممهدة التى تساعد على نقلها بسهولة من أماكن حصادها إلى مصانعها أو أماكن التصدير، فلن تكون لها قيمة وستزداد خسائر المستثمرين فى ذلك المجال.

وأشار إلى أن الطرق الجديدة والممهدة أسهمت فى تقليل الوقت الذى تحتاجه عملية نقل المحاصيل، وبالتالى ساعدت فى تقليل الفاقد من هذه المنتجات، وهو ما يشجع على الزراعة فى الأراضى الجديدة، فى ظل تكلفة النقل المنخفضة.

وأضاف أن مشروعات البنية التحتية التى توفرت فى منطقة توشكى، من طرق وكهرباء ومياه، تجعلها قادرة على استيعاب السكان والعاملين فى المشروعات الزراعية، وبالتالى توفر فرص العمل للشباب هناك.

مصطفى أبوزيد: توفير بنية تحتية قوية ركيزة أساسية

أوضح مصطفى أبوزيد، مدير مركز مصر للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية، أن توفير بنية تحتية قوية أسهم فى إنجاح مشروع توشكى، حيث جرى توفير المرافق اللازمة لتنفيذ عمليات الزراعة وتحقيق المحصول المستهدف.

وأضاف «أبوزيد»: «اهتمت الدولة خلال السنوات السبع الماضية اهتمامًا بالغًا بالمشروعات القومية، خاصة مشروعات البنية التحتية، التى تعتبر إحدى الركائز الأساسية لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية»، موضحًا: «تلك المشروعات لها آثار إيجابية، مثل زيادة الاستثمارين المحلى والأجنبى، بعدما أسهمت فى ربط المحافظات بعضها البعض، فأصبحت حركة نقل الأفراد والبضائع أسهل، وجرى توفير مستلزمات الإنتاج التى تدخل فى عمليات التصنيع». وتابع: «أسهم ذلك فى زيادة حجم الاستثمار الأجنبى المباشر، وتربع مصر فى المركز الأول على مستوى الشرق الأوسط وإفريقيا، رغم ظروف انتشار فيروس كورونا التى جعلت حجم الاستثمار يتراجع فى العالم كله، وأبطأت النمو».

هدى الملاح: زيادة الرقعة الزراعية لتحقيق الاكتفاء الذاتى من المحاصيل

هدى الملاح، مدير المركز الدولى للاستشارات الاقتصادية ودراسات الجدوى، أوضحت أن البنية التحتية القوية هى أساس الاستثمار الحقيقى فى أى دولة، لذا اهتم الرئيس عبدالفتاح السيسى بتنميتها وتطويرها، مؤكدة أن مشروع توشكى عانى من الإهمال منذ سنوات طويلة، رغم أنه مشروع كبير وقادر على جذب الاستثمارات لمصر.

وأوضحت «الملاح» أن شبكة الطرق والكبارى والمواصلات ربطت بين العديد من المدن، وأسهمت فى جذب الاستثمارات الأجنبية، لافتة إلى أن هذه الشبكة سهلت الحركة بين المدن والمحافظات، الأمر الذى أسهم فى تنفيذ العديد من المشروعات الاستثمارية.

وأضافت: «نفذت مصر خلال السنوات القليلة الماضية عشرات الكيلومترات من الطرق والكبارى فى توشكى، وحسب الإحصائيات تم تنفيذ ٤١٥ كم من شبكات الطرق الرئيسية والمدقات، ويتم حاليًا تنفيذ ٦٧٧ كم أخرى من إجمالى ١٠٩٢ كم المستهدفة».

وأشارت «الملاح» إلى أن الهدف من إنشاء مشروع «توشكى» هو زيادة الرقعة الزراعية فى مصر لتحقيق الاكتفاء الذاتى من بعض المحاصيل الاستراتيجية، التى تمثل أمنًا قوميًا غذائيًا، مضيفة: «لكى يكتمل هذا الهدف وينجح كان لا بد من تطوير البنية التحتية خاصة الطرق والكبارى لتسهيل حركة نقل المحاصيل وانتقال المزارعين إلى الأراضى».

وأضافت: «القيادة السياسية استطاعت تحقيق العديد من الأهداف، وتم تنفيذ قرار الرئيس عبدالفتاح السيسى بإعادة الحياة لمشروع زراعة المليون ونصف المليون فدان».

عادل ترك: إنشاء خط سكة حديد من أسوان للسودان

قال اللواء عادل ترك، رئيس هيئة الطرق والكبارى السابق، إنه تم تطوير جميع الطرق فى «توشكى» خلال السنوات الأخيرة، كما تم رفع كفاءة الطريق الرئيسى الذى أُنشئ ليكون مزدوجًا وتعمل به حاليًا ٨ شركات، مضيفًا: «تم إنشاء كبريين، والطرق أصبحت تصل إلى الحدود مع السودان».

وأوضح «ترك» أن تطوير شبكة النقل فى توشكى لم يقتصر على طرق السيارات، بل شمل أيضًا السكك الحديدية، إذ أنه يتم حاليًا إنشاء خط سكة حديد من أسوان مرورًا بتوشكى إلى الحدود مع السودان.

وأضاف: «كما يتم أيضًا إنشاء طريق يمتد بطول إفريقيا من القاهرة إلى كيب تاون (عاصمة جنوب إفريقيا) ويطلق على هذا الطريق اسم طريق القاهرة كيب تاون أو طريق إفريقيا السريع أو طريق الشمال العظيم فى إفريقيا، وهذا الطريق تم تصميمه بمواصفات أوروبية وانتهت المرحلة الأولى منه، وبدأت من محافظة المنيا بواقع ٥ حارات إيابًا و٥ ذهابًا وبدأت فى الازدواج حتى الحدود مع السودان». 

وتابع: «كل هذه المشروعات التى نفذتها ولا تزال تنفذها الدولة لها دور كبير فى تعزيز التنمية بالمنطقة وزيادة الاستثمارات فيها».