مسيرة الطبلاوي في تلاوة القرآن الكريم طوال 80 عامًا

يوافق اليوم ٥ مايو، ذكرى رحيل الشيخ محمد الطبلاوي، أحد أعلام تلاوة القرآن الكريم في مصر، والذي توفي عام 2020، وهو من مواليد حي ميت عقبة التابع لمحافظة الجيزة، وتعود أصوله إلى محافظتي الشرقية والمنوفية.

ولد الشيخ الطبلاوي عام 1934، وحفظ القرآن الكريم كاملًا فى الـ12 من عمره، وبذلك فقد ظل يتلو كتاب الله طفلًا فشابًا فكهلًا قرابة 80 عامًا متصلة، وطاف الشيخ 100 بلد حول العالم زائرًا، وأقربها لقلبه مكة المكرمة.

تزوج الطبلاوي، مبكرًا في سن السادسة عشرة من عمره، وقرأ القرآن وانفرد بسهرات كثيرة وهو في الثانية عشرة من عمره، ودعا لإحياء مآتم لكبار الموظفين والشخصيات البارزة والعائلات المعروفة بجوار مشاهير القراء الإذاعيين قبل أن يبلغ الخامسة عشرة واحتل بينهم مكانة مرموقة.

وتقديرًا لمسيرة عطائه الممتد، أطلق الأزهر الشريف اسمه على المعهد الديني بمركز تلا بمحافظة المنوفية.

كان الطبلاوي القارئ المفضل للعديد من العائلات الكبرى في سن الـ 16 من عمره، نظرًا لأدائه القوي، وقدراته العالية، وطول نفسه الذي يسمح له بالقراءة المستمرة لأكثر من ساعتين دون تعب أو إرهاق، ويساعده في ذلك اهتمامه الكبير في الحفاظ على صوته والتدريب المستمر، كما اكتسبت تلاوته القرآنية شهرة معينة خلال الليالي الإسلامية العظيمة التي نظمها أعظم رجال الدين في مصر، ومنهم العلماء والنخبة المشهورة.

كان الطبلاوي، إمامًا ومقرئًا محترفًا في إحدى القنوات التلفزيونية المصرية بناءً على توصية الشيخ عبدالفتاح القاضي، والشيخ الغزالي عام 1956.

واشتهر محمد الطبلاوي، في أوساط الجالية الإسلامية الكبيرة، وفي دول مثل السعودية، والكويت، ودول إسلامية أخرى، وهذا من شأنه أنَّ يساعده في إنتاج العديد من الأشرطة الرائعة المتوفرة في مختلف المواقع والقنوات التلفزيونية والمحطات الإذاعية، إذ قام بتسجيل القرآن الكريم مرتين، في المرة الأولى لمدة 75 ساعة، ومرة أخرى بتلاوة مدتها 33 ساعة، كما نظم مؤتمرات تناولت مواضيع مختلفة تتعلق بالدين الإسلامي وممارساته، وكذلك دورات لتلاوات القرآن الكريم في المساجد المصرية، وشارك في المناقشات حيث شارك بآرائه ذات الأهمية في الدراسات الإسلامية.

توفي يوم الثلاثاء 5 مايو 2020، الموافق 12 من رمضان عام 1441 هـ، عن عمر ناهز 86 عامًا بعد معاناة مع المرض.