رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فى ذكرى ميلاده.. زكى طليمات عاشق متعبد فى محراب الفن

زكي طليمات
زكي طليمات

يوافق اليوم 29 أبريل ذكرى ميلاد الفنان الكبير زكي طليمات، العميد المؤسس لمعهد فن التمثيل العربي، والذي ولد في نفس اليوم عام 1894، والمولود في حي عابدين بالقاهرة، عضوًا في أول بعثة حكومية، أوفدتها وزارة المعارف إلى مسارح أوروبا عام 1930، ثم أنشأ فرقة المسرح الحديث من خريجي وخريجات المعهد عام 1950، وتطلع بها نحو قمة متميزة، تسمو بالفن المسرحي عن مستوى الضحك الرخيص والتسلية التافهة، كما دعمته دولة تونس لتطوير مسرحها، ولأكثر من جيل ما زال يردد جملته الأثيرة :"في ليلة أقل جمالاً من ليلتنا هذه ستأتين راكعة إلى خيمتي"، التي صب فيها غضبه الجامح، من تمنع "فرجينيا" جميلة الجميلات عليه.

في عام 1934 عين زكي طليمات مديرا لاتحاد الممثلين الذي ألف بدعم من الدولة لحل أزمة المسرح، ولكن الفرقة لم تستمر طويلا، حيث كانت الدسائس والوقيعة سببا في فشل الفرقة وحلها حتى تم إنشاء الفرقة القومية المصرية -أول فرقة مسرحية تشرف عليها الدولة- عام 1935م وعُين مخرجا وعضوا للجنة الإشراف على الفرقة.

كما عُين مديرا فنيا للفرقة المصرية للتمثيل والموسيقى التي حلت محل الفرقة القومية في أغسطس من عام 1942م، وفى نفس العام أفتتح المعهد العالي لفن التمثيل العربي وعين طليمات أول عميدا له.
 

ــ أبرز المحطات في مسيرة زكي طليمات الفنية
شارك رائد المسرح المصري زكي طليمات في العديد من الإنجازات خلال مشواره الإبداعي حيث سافر عام 1954م إلى تونس بدعوة من حكومتها للمشاركة في تأسيس الفرقة القومية، كما شارك في إنشاء معهد الفنون المسرحية بتونس، وفي عام 1961م عهدت إليه حكومة الكويت بتأسيس مسرحها القومي حيث عُين مشرفا عاما على مؤسسة المسرح والفنون بها، وبعد عودته من الكويت عام 1971م عين مستشارا فنيا للهيئة العامة للسينما والمسرح والموسيقى.

إلى جانب الكتابة الأدبية والصحفية، أخرج زكي طليمات عددا من المسرحيات ومن أشهرها: أهل الكهف، تاجر البندقية، السيد، نشيد الهوى، الفاكهة المحرمة، الشيخ متلوف، مدرسة الأزواج، أوبريت يوم القيامة .كما قدم العديد من الأعمال السينمائية، ومن أبرزها من اجل امرأة ، وبهية، ويوم من عمري، والناصر صلاح الدين، ونشيد الأمل عام 1937 بمشاركة محمود ذو الفقار وعزيزة أمير، وفيه قام بدور"إسماعيل" الذي يطلق زوجته آمال، تاركاً إياها وحيدة لتقاسي مصاعب الحياة مع ابنتها سلوى، ويسوق لها القدر الطبيب عاصم الذي يقوم بعلاج ابنتها، ويكتشف موهبة آمال المتميزة في الغناء، فيساعدها على أن تجد لنفسها عملاً مستغلة فيه موهبتها، ولكن إسماعيل يخرج من السجن ليلاحقها ويبتزها.

وحصل زكي طليمات على العديد من الجوائز، أهمها: نيشان الافتخار من درجة كوماندور من الحكومة التونسية في عام 1950م، وجائزة الدولة التشجيعية في الفنون من المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية عام 1961م، إضافة إلى جائزة الدولة التقديرية في الفنون من المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية عام 1975، ودرجة الدكتوراه الفخرية في نفس العام، وتوفي الفنان العملاق في 22 ديسمبر من عام 1982 عن عمر يناهز 88 عاما.

 

ــ زكي طليمات عاشق متعبد في محراب الفن

كان الفنان زكي طليمات يعشق التعبد في محراب العمل الفني، لكنه قديس ينشر تعاليمه بين الناس من فرط حبه للتعاليم والناس. قل له تعالي نعمل فرقة يخف إليك حتي لو كان عليه أن يخلقها من العدم، فأعظم لذة عنده هي استغراقه في تخليق الفنانين وتكوين الحركات الفنية وإشاعة مناخ فني طازج على الدوام.

ويتابع الروائي "خيري شلبي"، في مقاله المنشور تحت عنوان “المؤسس”، عن الفنان زكي طليمات: "أظن أننا على يقين بأن أي حركة مسرحية يسمع لها صوت في أي بقعة من بقاع الأرض العربية شرقا وغربا لا بد أن تكون إحدي مآثر زكي طليمات، لقد أنفق زبدة عمره في استصلاح حقل مترامي الأطراف كانت قد أصابته الأملاح وهزلت عيدانه وتفردت وحدها وسط بقلع جاف، فكان عليه أن يستخدم بنفسه كل أدوات الاستصلاح بروح فلاح مصري وبثقافة ووعي فنان شامل صار يحرث في أرض العروبة، تمثيلا وإخراجا وتأليفا وتدريسا وتعليما ورعاية مواهب به وصنع جمهور علي المستوي الذي يريد، ولك يكتف بذلك، فراح يحرث في أرض النقد المسرحي والدراسات المسرحية بوجه عام".

عرفه قراء الصحف والمجلات السيارة في عقود السنوات الماضية رجلا مهتما بقضايا المسرح يسعى لإشراك القارئ العام فيها، فمن مؤلفاته “فن الممثل غير فن الخطيب” عام 1945، وكتاب “فن التمثيل العربي” عام 1965، و“فن الممثل العربي” 1971 وأخيرا كتاب “وجوه وذكريات”.