رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لماذا رفض نور الشريف «علاقة خطرة» مع مديحة كامل وعاد وقبله؟

نور الشريف
نور الشريف

تحل اليوم ذكرى ميلاد الفنان نور الشريف، والذي صبغ في كل عمل من أعماله السينمائية قطعة من روحه ووجدانه.

فأمام كل فيلم من أفلامه أنت ترى الشخصية التي يؤديها نور وتنحسر تمامًا صورة الممثل الأنيق صاحب الملامح الوسيمة، هي أدوار تشربها وسبر أغوارها حتى النخاع٬ وليس فقط التقمص أو التشخيص إنه هنا يستحضر شخوصه فنراهم هم على حقيقتهم.

قدم نور الشريف عشرات الأدوار السينمائية والتليفزيونية والإذاعية٬ وعلى خشبة المسرح صال وجال٬ وإن كان عرض "اللجنة" (عن رواية للكاتب صنع الله إبراهيم بنفس الاسم)٬ الذي أجرى عليه البروفات بالفعل قد ترك حسرة في نفسه لعدم تمكنه من إخراجه إلى النور.

وفي مذكراته المعنونة بــ “حياتي في السينما” يذكر السناريست الكاتب مصطفى محرم ذكرياته مع الفنان نور الشريف، تحديدا حول عملهما في فيلم “علاقة خطرة”، يقول “محرم”: “كنت أعلم إعجاب نور الشريف بأعمال الكاتب المسرحي الأمريكي تنيسي وليامز، رغم أن هذا الكاتب يجعل المرأة دائما هي الشخصية المحورية في أعماله، والمسرحية الوحيدة التي يبرز فيها دور الرجل مسرحية “عربة اسمها الرغبة”، وقد نالت مسرحيات تينسي وليامز نجاحا كبيرا عند عرضها على مسارح العالم. وقامت هوليوود بشراء حق هذه المسرحيات وإنتاجها أفلاما سينمائية، ومن أبرز النجوم الرجال في الأفلام المأخوذة عن مسرحيات تينسي وليامز هو العظيم جدا مارلون براندو الممثل المفضل عندي وعند نور الشريف وعند صديقي المخرج أشرف فهمي، لذلك فقد قمت بترشيح نور الشريف لبطولة الفيلم ورشح تيسير مديحة كامل لدور البطولة، وهو دور في غاية الصعوبة، ويكفي أن التي قامت بهذا الدور في الفيلم الأمريكي الأبيض والأسود النجمة الكبيرة فيفيان لي، بطلة فيلم ذهب مع الريح”.

وقد طارت مديحة كامل فرحا بعد قراءتها للسيناريو بهذا الدور، وأخذت تمتدح لي كتابته وجاءت “نورا” لتلعب الدور الثاني في الفيلم. أما نور الشريف فبعد أن قرأ السيناريو اعتذر للمخرج عن الاشتراك في الفيلم، مما جعل المخرج يأتي إلي مستنجدا. أخبرني المخرج بأن اعتذار نور الشريف عن العمل في الفيلم كارثة وأن الشركة قررت إذا اعتذر نور الشريف عن الفيلم فسوف تقوم بإلغائه، طلبت منه بهدوء بأن يأخذ موعدا مع نور الشريف لنقابله.

ويتابع “مصطفي محرم”: ذهبت أنا والمخرج إلى نور الشريف في بيته وجلسنا معه، سألت نور الشريف عن السبب في اعتذاره وكنت أعرف الإجابة، إذ قال لي بأن دور مديحة كامل أفضل بكثير من دوره. فأخبرته بأن دوره أقل من دور مديحة كامل إلا أنه دور قوي وفعال ومحرك للأحداث. وعندما أراد أن يجادلني قاطعته في حزم وطلبت منه أن يتراجع في اعتذاره فلم يملك إلا أن أطرق وأبدي موافقته على العمل في الفيلم.

قام نور الشريف بدوره خير قيام، وكذلك صلاح السعدني في دور الشاب قريب نور الشريف عديم التجربة في عالم النساء بحيث خدعته مديحة ووقع في حبها وقرر الزواج بها وقامت “نورا” بدور الزوجة ببساطة وتأثير، أما المخرج فقد أبلي بلاء حسنا في الإخراج حيث قمت بشحنه وتفسير كل مشهد في الرواية أمامه بحيث لم يبعد الإخراج كثيرا عن السيناريو، وجرى عرض الفيلم في سينما مصر في شارع عماد الدين.