رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فؤاد زويريق: «جزيرة غمام» صاحب أجمل حوار فى الموسم الدرامى العربى

جزيرة غمام
جزيرة غمام

أشاد الناقد السينمائي المغربي فؤاد زويريق، بفريق عمل مسلسل “جزيرة غمام”، للكاتب عبد الرحيم كمال، وقال في منشور له عبر حسابه الشخصي بالفيسبوك: "أجمل وأروع حوار في هذا الموسم الدرامي العربي يعود إلى مسلسل جزيرة غمام، حوار مفعم بشحنات فكرية وفلسفية وصوفية فيها من العمق الكثير، ومن الفصاحة ما يكفي لخلق بيئة تفاعلية جذابة بين المتلقى والرؤية الفكرية التي يحملها العمل دون حشو ولا تقعير ولا تكلّف، خصوصا في مشاهد عرفات، حيث يصبح الكلام فنا مطرزا بتعابير شعرية تأملية.

ولفت “زويريق” إلى أن: "الجميل أيضا في المسلسل هو أنه لا يضم نجوم الشباك، صحيح أنهم كلهم ممثلون وفنانون كبار لكن ليسوا نجوم شباك بالمعنى المتعارف عليه، مما يجعلنا نطرح تساؤلات عدة، من بينها هل من الضروري تواجد نجم شباك في عمل ما كي ينجح؟ طبعا لا، ليس ضروريا والبرهان جزيرة غمام الذي يعد الآن من أفضل الأعمال الدرامية لهذه السنة إن لم يكن أفضلها وأنجحها، ونجاحه يكمن في تكامل عناصره كعمل جماعي تشاركي برع فيه الكاتب الجميل عبد الرحيم كمال الذي يعتبر بطل العمل دون منازع، ومعه المخرج المبدع حسين المنباوي، ومدير التصوير إسلام عبدالسميع، والفنان شادي مؤنس صاحب الموسيقى التصويرية، وكل الطاقم الفني والتقني، دون أن ننسى فضل شركة سينرجي للإنتاج الفني التي جمعت هذه التوليفة ووقفت على إنتاج وإخراج هذا العمل إلى الوجود، وإذا كان هذا العمل ناجحا في كل أبعاده فيبقى البعد القريب منا نحن الجمهور هو البعد التشخيصي، فهو ما نراه أمامنا وما نلمسه بعيوننا، وكما قلت فهذا البعد أثثته ثلة من الممثلين الكبار الذين ساهموا في إنجاح رؤيته الفكرية أولا ثم الإخراجية، تماما كما خطط لها، وعلى رأسهم الفنان الكبير رياض الخولي الذي قام بدور كبير أو رئيس الجزيرة حيث ارتدت شخصيته هذه عباءة مختلفة ومتجددة عما رأيناه في أعماله السابقة، تشخيص قوي و صادق ومقنع جدا، وإيقاع أدائه هو الذي يظبط ميزان باقي الشخصيات، ويجعل حضوره قويا في كل المشاهد حتى إن لم يكن متواجدا فيها".

وأضاف: “أما الثنائي طارق لطفي/خلدون، وأحمد أمين/عرفات، فهما كفتا ميزان التشخيص فأداؤهما مميز بطبيعة الحال وتواجدهما بشخصهما قبل شخصيتهما أعطى للعمل دفعة قوية، هذا رغم أن شخصيتي خلدون وعرفات تستلزمان الحفاظ على نفس الإيقاع من بداية المسلسل الى نهايته، فإيقاعهما المسموع أي الأداء الصوتي هو نفسه لا يتغير، وإيقاعهما المرئي أيضا أي حركة الجسد لا يتغير وخصوصا لدى عرفات، وهذا يدخل ضمن متطلبات الشخصية الدرامية، بخلاف شخصية رئيس الجزيرة رياض الخولي التي تستلزم التحول حسب الحدث والشخصيات التي تقابلها، إذ أن إيقاع أدائه وطبيعة تشخيصه تتغير بتغير الشخصيات، فأداؤه أمام ابنته ليس هو نفس الأداء أمام زوجته ولا أمام طليقته، ولا أمام عرفات ولا أمام بطلان... فتركيبة الدور تحتم عليه تغييره داخليا وخارجيا وتنويع مستوى الايقاع من مشهد الى مشهد، وفي بعض الأحيان من لقطة الى لقطة، وهنا تكمن قوة الدور وحضوره، ونفس الشيء بالنسبة لشخصية العايقة التي أدتها الفنانة مي عز الدين رغم مساحتها الضيقة نوعا ما في العمل، فوقوفها أمام خلدون يلزمها أداءً مختلفا عن أدائها أمام بقية الشخصيات وخصوصا أمام عرفات، أما باقي المبدعين كفتحي عبد الوهاب، ومحمد جمعة، ومحمود البزاوي، وهبة عبدالغني فطبعا حققوا إضافة مهمة للعمل بإبداعهم وتماهيهم مع الشخصيات مما يدل على نجاح الكاستينج بامتياز”.