رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رئيس المركز الأورومتوسطى: التصوف يهدف إلى تقديم رؤية شمولية للرقى الحضارى

المركز الأورومتوسطي
المركز الأورومتوسطي لدراسة الإسلام اليوم

أوضح الدكتور منير القادري بودشيش، رئيس المركز الأورومتوسطي لدراسة الإسلام اليوم، أن القيم هي إحدى أهم الركائز التي تضمن فعالية النشاط الإنساني، حيث تعمل على أن تكون المسئولية بين الفرد والمجتمع تبادلية تضامنية متوازنة، تحفظ للجماعة مصلحتها وقوة تماسكها، وللفرد تماسُكه وحريته.

واعتبر أن قضية التربية على القِيَم أصبحَت ضرورة ملحَّة وغاية أساسيَّة لتكوين مُواطنٍ صالح مؤمن بثَوَابته الدينيَّة والوطنية والثقافية، ومنفتحٍ ومَرِنٍ في تعامله، بعيدًا عن كلِّ تعصُّب وتطرُّف، وتابع موضحا: "هى تربية أخلاقية تسعى الى إحداث التغيير المرغوب في تكوين الشباب بصقل جواهر روحهم، ووقايتهم وتكوين وعيهم الديني وحسهم الوطني على نحو سليم، وإن هدفها تحول البعد الروحي لمقام الإحسان، من بعده التربوي النفسي الفردي إلى عملية بناء شاملة وفعالة لحياة الفرد والمجتمع ككل". 

وأكد رئيس المركز الأورومتوسطي لدراسة الإسلام اليوم أن التصوف، مقام الإحسان، كان ولا يزال يهدف إلى تقديم رؤية شمولية للرقي الحضاري تعتمد على التربية على القيم الأخلاقية أساسا لبناء شخصية الإنسان المتكامل، وبناء شباب هم عماد المجتمع والعنصر الأهم في ضمان مستقبل الأمم ونهضتها، وتحقيق تنمية متكاملة متوازنة، تنمية مستدامة، مادية في ظاهرها وروحية في باطنها.

وأضاف أن التصوف إذا ما قورب بصدق، وأحسن تدبير مخزونه القيمي قادر على صناعة إنسان كوني من غير استيلاب، إنسان يؤمن بالخصوصيات من غير انغلاق، يسارع إلى الخيرات بمحبة وتفان وإخلاص، ليخلص الى أن التصوف هو علم الإخلاص الباطني الذي يهتم بصناعة الإنسان وإعداده إعداداً متكاملاً دينياً ودُنيوياً.

وتحدث الدكتور منير عن  حرص الطرق الصوفية الأصيلة المتصلة بالسند الصحيح إلى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، على الاعتناء والاهتمام بالمضامين التي تجمع وتوحد وتقرب بين الخلق، مع ترسيخ القيم في نفوس الناشئة والشباب والنساء والرجال، وتابع قائلا: "قيم المواطنة الإيجابية والبناءة، وقيم الإبداع والابتكار وقيم التمسك بالثوابت الدينية والوطنية للتحصين العميق، والتمنيع المتين ضد كل أشكال الاستلاب الثقافي والأخلاقي والحضاري، وتشكل أساسا لبنية أخلاقية ومجتمعية متماسكة، فتكتمل بذلك أهم شروط الأمن الروحي الذي لا مناص منه لتحقيق الأمن الحضاري والسلم الاجتماعي".