رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«اللاسا»| حمى تعاود الظهور وتقتل مصابين.. هل تهدد بوباء جديد؟

حمى اللاسا
حمى اللاسا

حمى عادت للظهور من جديد، من شأنها احتمال تهديد العالم بهجوم وباء جديد، تلك هي حمى اللاسا التي ظهرت مؤخرًا، وتسببت في وفاة رجل أصيب بها في بريطانيا، حسب ما نشره موقع صحيفة "ديلي ستار" البريطانية مؤخراً.

وقد توفي الرجل، وكان أحد 3 أشخاص مصابين الذين يبدو أنهم سافروا مؤخراً إلى غرب إفريقيا.

عن تلك الحمى يقول الدكتور شريف عقباوي أستاذ أمراض المناعة في حديثه "للدستور" إن مرض "اللاسا" هو مرض فيروسي حاد ينتقل عن طريق الحيوانات، و ينتمي إلى عائلة Arenaviridae.

وتابع أن الإصابة به تحدث نتيجة تعرض الطعام أو الأدوات المنزلية ببول أو براز فئران مُصابة، أما عن أعراض الإصابة به تتمثل في ضعف عام وصداع وتوعك مُشيرًا إلى أن تلك الأعراض تكون في الغالب في حال الإصابة الخفيفة.

وأضاف أنه من 20٪: 25٪ من الأفراد المصابين، قد يتطور معهم المرض إلى أعراض أكثر خطورة مم السابق لتصل إلى حدوث نزيف في اللثة أو العينين أو الأنف على سبيل المثال، وكذلك ضيق التنفس، والقيء المتكرر، وتورم الوجه، وآلام في الصدر والظهر والبطن، وحدوث صدمة، وكذلك بعض المشكلات العصبية، بما في ذلك ضعف السمع، والرعشة، والتهاب الدماغ.

وأكد العقباوي أنه لا داع من الخوف من الإصابة بحمى "لاسا"موضحًا أن الإصابة به مازالت نادرة ولا تنتشر بسهولة بين الناس، إلا أنه في الوقت نفسه أشار إلى أنه وعلى الرغم من تعافي معظم المصابين بتلك الحمى تمامًا، إلا أنه يمكن أن يحدث أخطار كبيرة على عدد من الأفراد، موضحًا أنه قد يُصيب عدة أعضاء مثل الكبد والطحال والكلى، وقد تحدث الوفاة في غضون أسبوعين بعد ظهور الأعراض بسبب فشل أعضاء متعددة.


مُضاعفاته تسبب الصمم

في الوقت نفسه أكدت الدكتورة نهلة عماد الدين استشاري المناعة أن مُضاعفات مرض اللاسا الأكثر شيوعًا هي الصمم، موضحة أنه يحدث درجات مختلفة من الصمم في ما يقرب من ثلث حالات العدوى، وفي كثير من الحالات يكون فقدان السمع دائمًا.

كما أكدت أن معدلات وفيات النساء في الثلث الثالث من الحمل مرتفعة بشكل خاص عند الإصابة به، مُشيرة إلى أن الإجهاض التلقائي يِعتبر كذلك من المضاعفات الخطيرة للعدوى حيث يقدر معدل الوفيات بنسبة 95٪ بين أجنة الأمهات الحوامل المصابات.

وأشارت إلى أنه نظرًا لكون أعراض حمى لاسا متنوعة، غالبًا ما يكون التشخيص صعبًا، نهلة على أن أكثر من يُصاب بحمى لاسا هم  الأشخاص الذين يعيشون في المناطق الموبوءة في غرب إفريقيا، وذلك بسبب وجود أعداد كبيرة من القوارض، مُشيرة إلى أنه نادرًا ما تحدث الحالات في أماكن أخرى من العالم.

وتابعت أن معدلات الإصابة به تُشير إلى أنه يدخل المستشفى ما يقرب من 15٪ -20٪ من المرضى بسبب تلك الحمى، ومع ذلك، فإن 1٪ فقط من جميع حالات عدوى فيروس لاسا تؤدي إلى الوفاة.

وعن علاج حمى اللاسا أوضحت أنه يتمثل في دواء مضاد للفيروسات يدعى Ribavirin، الذي ثبت أنه أكثر فاعلية عند إعطائه في وقت مبكر من الإصابة بالمرض، مِشيرة إلى أنه يجب أن يتلقى المرضى أيضًا رعاية داعمة للحفاظ على توازن السوائل وضغط الدم والأكسجين، بالإضافة إلى علاج أي عدوى أخرى معقدة.

وأخيرًا أوضحت استشاري المناعة أن مرض اللاسا لا يمكن أن يكون مثل "الكورونا" إذ أن  الأخير كان من الصعوبة السيطرة عليه لانتقاله عن طريق الهواء، والتنفس، عكس حمى اللاسا التي تحتاج إلى تعرض مباشر لبول أو براز حيوان مصاب.

الجدير بالذكر أنه ترجع تسمية الفيروس على اسم بلدة في نيجيريا حيث حدثت الحالات الأولى، وقد ظهر فيروس اللاسا لأول مرة في عام 1969.

كما يُذكر أنه قد طمأنت الهيئة الصحية البريطانية أن الخطر الذي يمكن أن يحدق بالصحة العامة في بريطانيا من جراء الإصابات بمرض لاسا منخفض جداً.