رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بشهادات الإخوان.. «فاروق» برىء من دم حسن البنا.. لقد فعلها «السندى»

جريدة الدستور

اعتاد أعضاء جماعة الإخوان الإرهابية وقادتها على تكرار فرية اغتيال الملك فاروق لمرشد الجماعة ومؤسسها حسن البنا٬ وهي واحدة من آلاف الأكاذيب التي صدقتها الجماعة من كثرة ترديدها وذكرها.

وفي كتابه "تاريخ جماعات الفاشية الدينية في مصر"، يثبت الباحث أحمد الصغير، بالوثائق وشهادات من أعضاء الجماعة نفسها، أن الملك فاروق لم يكن له صلة من قريب أو بعيد بقتل البنا، موضحًا: عملا بمنهج زعيمهم وأستاذهم حسن البنا في الاستفادة من أي حدث وعدم إفشاء أسرار التنظيم مهما تكن، فقد قرر كبار الإخوان في التنظيم السرى الاستفادة من مقتله هو شخصيا، كما قرروا عدم إفشاء الأسرار التي يعلمونها، ولذلك فقد قام الإخوان وعلى مدار عقود بأكبر عملية (طناش) في تاريخهم.

ففيما يخص مقتل حسن البنا لن يجد الباحث أو القارئ أكثر من بضعة أسطر في أي مصدر إخواني، تقول هذه الأسطر إن الملك فاروق قد قام أو أمر بقتله دون أن يفردوا الصفحات للتحقيق في الحادثة أو يكتبوا الكتب في ذلك، وهم الذين تعودوا على كتابة المجلدات من البكائيات فيما يخص أي أزمة قد تعرضوا لها في تاريخهم ويضخمونها أضعافا مضاعفة، ثم بعد أن بلغ بعض هؤلاء القادة أرذل العمر وأدركوا أن الموت قد اقترب قرروا أن يلقوا ببعض أسرارهم وربما يكون القرار أيضا ما هو إلا انتقام من سنوات تجاهلهم وتجاهل تاريخهم وأسمائهم في الجماعة.

- الملك فاروق لم يقتل حسن البنا لقد كانت إحدى أكاذيب الإخوان الكبرى
ففاروق كان على علاقة طيبة بحسن البنا، وقدم الكثير من العون لجماعة الإخوان المسلمين لأنه رأى أنها الجماعة الوحيدة ذات الشعبية التي تمكنه من ضرب حزب الوفد، هذه هي الحكاية باختصار مع بعض المساومات هنا أو هناك.

ويوضح المؤلف: تشير الوثائق بأصابع اتهامها لبعض العناصر في النظام الخاص، وتحديدا عبدالرحمن السندي، القائد الدموي للتنظيم الخاص الذى دخل في تحدٍّ مباشر وعنيف مع حسن البنا.. ففى حوار على موقع «العربية»، يوم الخميس 21 فبراير 2008، مع «محمد نجيب» أحد قادة التنظيم الخاص للإخوان، يقول عن مقتل حسن البنا: "الحقيقة المؤكدة أن الملك فاروق برىء من هذا الاتهام وبرىء من دم حسن البنا، ولم يشارك أو يسعى في قتله، وهذا لا يعرفه إلا عدد قليل من قيادات الإخوان، مات معظمهم ولم يتبق منهم إلا القليلون، وهؤلاء لا أعتقد أنهم يريدون أن يتكلموا في الأمر، أو يفتحوا لغز مقتل البنا من جديد، الحقيقة لا بد أن تظهر مهما مرت السنوات، فالملك فاروق كان له دور كبير جدا مع الإخوان، لكن للأسف الشديد لم يتكلم أحد عن حقيقة هذا الدور لأسباب مجهولة في نظري".

كما يدرج المؤلف شهادة سيف الإسلام حسن البنا، وهو الابن الوحيد لأبيه، وقد نشر له حوار في جريدة «الشروق الجديد» في 12 فبراير 2009 قال فيه نصا: "الملك فاروق برىء تماما من قتل حسن البنا، لقد حيكت مؤامرة مدعومة من الداخل ضمن مخطط استهدف الإيقاع بالملك فاروق وحسن البنا والنحاس"، وأكد أنه سيكشف تلك المؤامرة في كتاب وسيكشف مَن قتل والده لكنه أيضا صمت بعد ذلك.

و نشرت الأهرام يوم 12 فبراير 1949 ملفا عن اغتيال حسن البنا، قالت فيه: "الإخوان المسلمون هم الذين قتلوا حسن البنا لأنه كان قد قرر إبلاغ الحكومة عن مكان محطة الإذاعة السرية ومكان الأسلحة، وإن الداخلية قد تلقت من حسن البنا خطابا بعنون (ليسوا إخوانا وليسوا مسلمين) وجّه فيه اللوم إلى الذين ارتكبوا الحوادث الماضية، وأشار إلى محاولة نسف مكتب النائب العام قائلا: وكأن مرتكب حادث محاولة النسف يتحداني بهذا العمل.

ثم قال: فليعلم أولئك الصغار من العابثين أن خطابات التهديد التي بيعثون بها إلى كبار الرجال لن تزيد الواحد منهم إلا شعورا بواجبه وحرصا تاما على أدائه، وإنني لأعلن إنني منذ اليوم سأعتبر أي حادث يقع من أي فرد سبق له الاتصال بجماعة الإخوان المسلمين موجها إلى شخصي".

وتضيف الجريدة: "هذا وقد علمنا أنه بعث بخطاب آخر إلى وزارة الداخلية يعلن فيه عن اعتزامه تسليم المحطة السرية والأسلحة وغير ذلك مما تحت يد الإخوان إلى السلطات المختصة، وأنه على إثر ذلك تلقى خطاب تهديد بالقتل إذا أذاع أي سر من أسرار الجماعة."

ويردف الصغير: لقد كان حسن البنا يحاول الإبقاء على جماعته وتقديم القرابين لذلك، وبالرغم من أن إعلام الإخوان قد استطاع التعمية على مقال الأهرام إلا أن اعترافات القادة وهم في سن الشيخوخة قد أبرأت الأهرام من تهمة التلفيق وأثبتت بعد ستة عقود صدق ما نشرته.

- في كتابه "سنوات من التاريخ.. حصاد العمر" شهادة صلاح شادي
حل الجزء الأخير من اللغز موجود في كتاب اللواء صلاح شادي، أحد كبار الإخوان، الذى كتب مذكراته في كتاب "سنوات من التاريخ... حصاد العمر"، وهو يسهب في وصف دموية عبدالرحمن سندى، قائد التنظيم الخاص، وأنه كان على استعداد لقتل من يحاول سلب نفوذه أو سحب قيادة التنظيم منه وقد قتل أحدهم بالفعل «المهندس محمد فايز وشقيقته الصغيرة»، عن طريق إرسال علبة حلوى مفخخة إليهما في المنزل بمناسبة المولد النبوي، وقد تأكد كبار الجماعة من أن سندى هو من فعلها، وفي الأيام الأخيرة لحسن البنا نشب صراع عنيف بينه وبين سندى، وقد كان الصراع معروفا بين كبار أعضاء التنظيم السرى.. ومقولة البنا في خطابه، الذى نشرت جزءا منه الأهرام عن نيته الإبلاغ عن الأسلحة وربما بعض الأشخاص، لا بد أن تؤخذ جديا، لأن في كتاب على العشماوي تحدث عن هذه الفكرة وأن القيادات إذا ما فقدت السيطرة على بعض الأعضاء يصل بها الشطط إلى الإبلاغ عنهم.

إذن وبوثائق بعض كبار قادة التنظيم السرى المنشورة في السنوات الأخيرة نجد أن الملك فاروق لم يقتل حسن البنا، وأصابع الاتهام الإخوانية تشير إلى عبدالرحمن سندى، لكن القَسَم الذى يقسمه أي منهم لهذا التنظيم السرى يجعل فكرة البوح بتلك الأسرار في وجود التنظيم لا يعنى إلا الإقدام على الانتحار.