رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"حاولت تجميع قنبلة عبر لاب توب".. كواليس هروب زوجة أول بريطانى انضم لداعش فى سوريا (تقرير)

جريدة الدستور


هربت سيدة كندية تم تحديدها من قبل مسئولى المخابرات على أنها داعمة لداعش وعضوة فى حركة الشباب الإرهابى الصومالى الموالية لداعش، وقامت بالهرب إلى سوريا رغم عدم الموافقة على تجديد جواز سفرها من قبل السلطات هناك بسبب قضايا غير منتهية عن انتمائها لتنظيم داعش.

وحسب وثائق شديدة السرية تم الكشف عنها علنًا فى المحكمة بالأمس، والتى تزعم أن «أيان جوامع» ذات الـ31 عامًا، أعلنت أنها تريد الجهاد والشهادة عبر التفجير الانتحارى عبر تويتر، وفقًا لما ذكرته جلوبال نيوز.

وعثر فى أجهزتها على تعليمات حول كيفية صنع قنبلة على جهاز الكمبيوتر الخاص بها.

ووفقًا للوثائق التى تزعم أيضًا أنها مؤمنة بداعش، أنها كانت أيضًا عضوًا بارزًا، فى حركة الشباب الصومالية الإرهابية، وأشارت التقارير إلى أنها شاركت فى تجنيد وتطرف شاب كندى وشجعته على السفر فى نهاية المطاف إلى سوريا وقامت بتمويله ماديًا.

وتشير صحفية جلوبال نيوز الكندية إلى أن الوثائق أظهرت أن المتهمة كانت زوجة لشخص يدعى محمد صقر وهو شخصية بارزة فى حركة الشباب التابعة لداعش، وكانت سببا فى ضمه للتنظيم الارهابى مما دفع السلطات البريطانية لتجريده لاحقا من الجنسية البريطانية كونه أول بريطانى ينضم للتنظيم فى عام 2011 وتم قتلة لاحقا فى غارة بطائرة بدون طيار فى عام 2012.

وأدت تصريحات المشتبه بها المزعومة حول داعش عبر صفحتها على أحد مواقع التواصل الاجتماعى إلى توجيه تهمة الإرهاب لهجوم على منطقة تورنتو، على الرغم من مزاعم الحكومة حول أنها خلف الأمر، رفض محاميها التعليق لكن الوثائق تشير إلى أنها نفت أى تورط أو يد لها فى جرائم الإرهاب.

وتحدد المزاعم الحكومية أن جامع قد عادت إلى كندا بعد مشاركتها فى أنشطة إرهابية فى الخارج.

وتقول الحكومة إن هناك حاليا نحو 60 شخصا من هؤلاء فى البلاد. وقليل منهم واجه اتهامات، أو تم القبض عليه بسبب نقص الأدلة.

ووصفت ملفات حكومية داخلية تحديات مقاضاتهم بسبب صعوبة إثبات ما فعلوه خارج كندا.

وصرح نائب وزير الداخلية الكندى بأن هناك مخاوف بشأن ماضى المتهمة الهاربة ومزعوم بالتفصيل فى الوثائق الحكومية المقدمة فى قضية شديدة السرية أمام المحكمة الفيدرالية تدور حول أنها حاولت تجديد جواز سفرها الكندى قبل هربها بطريقة غير شرعية خارج البلاد.

وصرح النائب بأن هناك مقطع فيديو لداعش يظهر فيه أن محمد أموازى المعروف بالجهادى جون، كان صديق طفولة لزوجها الراحل محمد صقر وأنها كانت على معرفة وثيقة به هو أيضا.

ووفقًا للوثائق، بعد زيارة مكتب الجوازات فى مدينة إدمونتون، أُبلغت جامع بأنها مُنعت من الحصول على جواز سفر جديد لمنع ارتكاب جريمة إرهابية، كما مُنعت من حيازة جواز سفر لمدة أربع سنوات.

وجاء القرار عقب تحقيق أجرته دائرة المخابرات الأمنية الكندية فى أنشطتها المتعلقة بالتهديد المزعومة.


وقد أوصى كبار المسئولين فى المكتب الفيدرالى الكندى ببدء إجراءات رفض تجديد جواز سفرها ومتابعتها عن قرب، وذكرت الأخبار أن جامع ليست كندية الأصل بل ولدت فى العاصمة الصومالية مقديشو، وهى مواطنة كندية تبلغ من العمر 31 عامًا غادرت تورنتو فى مايو 2010 وشقت طريقها إلى مقديشو، وانضمت إلى حركة الشباب الصومالية المصنفة فى قوائم الإرهاب.

وفقًا لملخص للمعلومات السرية، أنها تزوجت من الإرهابى المعروف محمد صقر وعاشتا فى منطقة تسيطر عليها حركة الشباب التى نفذت عشرات الهجمات الإرهابية فى محاولة لفرض نسختها المتطرفة لداعش فى الدولة الواقعة فى شرق إفريقى، وكان لها يد فى اغتيال وخطف وقتل العديد من الكنديين فى أفريقيا.

أما زوجها صقر، حسب التقرير، فقد كان صديق الطفولة لمحمد العنزاوي، وهو بريطانى متطرف معروف بالجهادى جون ظهر فى مقاطع فيديو إعدام لداعش أثناء قطعه للرءوس مسيحيين مصريين فى ليبيا.


ومع ذلك زعمت جامع أنها لا هى ولا زوجها متورطان فى قضايا إرهاب وبسبب عدم وجود أدلة كافية أو ملموسة تم الإفراج عنها.

وتشير وسائل الإعلام الكندية إلى أن المكتب الفيدرالى عثر فى جهازها المحمول على نسخة من وصيتها وتعليمات صنع قنبلة هيدروجينية بلاستيكية أرادت بها تفجير العاصمة لكنها لاذت بالفرار قبل إلقاء القبض عليها بعد محاولتها تجديد جواز السفر والتحقيق فى أسباب ذلك.

وتم اكتشاف مواد أخرى مثيرة للقلق، حيث احتوى الكمبيوتر المحمول الخاص بها على ملف بعنوان «المتفجرات» وفقًا لتقرير وكالة السلامة العامة الكندية كان ملفًا شديد الخطورة وبه معلومات شديدة الإرهاب إن كانت قد تم تنفيذها.

يذكر أنها تم القبض عليها فى عام 2015 من قبل الحكومة الصومالية وقامت سلطات أرض الصومال بترحيلها إلى دبى، لكنها سافرت بعد ذلك إلى جيبوتى، بنية العودة إلى مقديشو، ومع ذلك، مُنعت من السفر إلى الصومال وذهبت إلى المملكة المتحدة البريطانية حيث تم اعتقالها من قبل السلطات البريطانية وترحيلها إلى تورونتو بكندا، وهناك تم التحقيق معها ومحاكمتها لكن نقص الأدلة تسبب فى الإفراج عنها آنذاك.

وقال التقرير إنها وبعد شهرين، حاولت العودة إلى شرق إفريقيا وإنها كانت تنوى السفر إلى كينيا بقصد العودة إلى الصومال على الأرجح، لكن لم يُسمح لها بذلك

ومع ذلك تنقلت بين تورنتو وكالجارى وإدمونتون، وزُعم أنها شاركت فى تجنيد وتطرف كنديين وضمهم الى داعش من 2015 إلى 2021 قبل هربها، ومولت جزئيًا سفرهم إلى سوريا بفضل تحويلات كبيرة تلقتها من أشخاص غير معروفين عبر التحويلات الإلكترونية والبيتكوين من بريطانيا ودولة عربية.


وقال خبير كندى عبر وسائل الإعلام الكندية المحلية إن الشابة هربت الى سوريا فى هجرة غير قانونية بمبالغ طائلة واستطاعت الذهاب إلى سوريا ويعتقد أنها موجودة الآن فى مخيم الهول، وهو مركز احتجاز لعائلات داعش فى شمال سوريا.

وقالت الأستاذة بجامعة كوينز جاكلى آدم المختصة فى تاريخ الإرهاب إن دخول تلك السيدة إلى كندا وبريطانيا والإمارات ودول عدة حرة بلا قيود وصولا لكونها استطاعت الهرب من بلد كبير ككندا نحو سوريا أمر غاية فى الخطورة وأثار الكثير من الغضب فى المجتمع لأن الناس شعروا كما لو أن سلطات إنفاذ القانون تعرف ما تفعله ولم تعتقلها.

وقالت آدم إن زوج جامع الراحل مهم لأنه ربما يكون أول فرد بريطانى تجرد من جنسيته بناء على الاشتباه فى تورطه فى الإرهاب.

وقالت إن صقر والجهادى جون وبلال البرجاوى سافروا جميعًا إلى شرق إفريقيا، وقُتل صقر والبرجاوى بغارات بطائرات دون طيار، بينما انتهى الجهادى جون فى داعش حتى مقتله.

فى حين أن التفاصيل تفتقر إلى الكثير فإن ما سيكون من المثير للاهتمام معرفته هو كيف ألهمت هذه الأجيال السابقة من المقاتلين الأجانب ووضعت الأساس للآخرين للسفر بمجرد اندلاع الصراع السورى حقًا.

وتابعت فى حوار لها عبر صحيفة جلوبال نيوز أنه عندما بدأ الكنديون المتطرفون يتدفقون على سوريا بعد اندلاع الحرب الأهلية، ردت الحكومة بإلغاء جوازات سفرهم ورفض تجديدها.

وبموجب أمر جواز السفر الكندى يمكن لوزير السلامة العامة رفض إصدار جواز سفر عندما يكون ذلك ضروريًا لمنع ارتكاب جريمة إرهابية أو للأمن القومى لكندا أو دولة أجنبية، لكن لم يتم الطعن فى القانون فى المحكمة حتى الآن عدة مرات وتم إصدار جوازات سفر لمشتبهين بهم خطرين.