لماذا زار قيادى إخوانى نجيب محفوظ بأمر من مكتب الإرشاد بعد جائزة نوبل؟

في عام 2005 زار عبد المنعم أبو الفتوح أديب نوبل نجيب محفوظ للاحتفال بعيد ميلاده الـ94 واختلفت الآراء حول تلك الزيارة الغريبة وربما تكون الفريدة من نوعها، تساءل البعض: هل الزيارة تصرف شخصي من أبو الفتوح أم بتكليف من الجماعة؟ خاصة أنه كان في هذا التوقيت أحد أهم أعضاء مكتب الإرشاد وأحد ما أسموهم بالإصلاحيين من جيل السبعينيات في جماعة الإخوان.

وظلت الأسئلة تتلاحق حتى علق عبد المنعم أبو الفتوح نفسه على الزيارة في جريدة "صوت الأمة" بتاريخ 16 يونيو 2006 أي بعد عام من الزيارة تقريبا، حين قال: "لا يمكن لأي عضو بمكتب الإرشاد أن يأتي بتصرف فردی بل إن ما يصدر عن الأعضاء أو القيادات ينصب في إطار السياسة العامة للجماعة ووفق منهجها ورؤيتها وبالتالي فإن زیارتی للأديب الكبير كانت وفق هذه الرؤية ولسببين رئيسيين هما: أولا تهنئة الأستاذ نجيب صاحب نوبل في الأدب بعيد ميلاده حيث قمت بنقل تهانى الإخوان إليه".

ويضيف عبد المنعم أبوالفتوح في حواره مع "صوت الأمة": "والسبب الثاني هو الرد على حملة التفزيع التي يتزعمها بعض العلمانيين المتطرفين ضد الإخوان والذين يزعمون أن الجماعة ضد الإبداع والفكر والفن، وكان لابد وأن يأتي الرد على هذه المزاعم بموقف عملی يشهده الجميع، ورغم أنني أختلف كثيرا مع بعض كتابات نجيب محفوظ إلا أن هذا لا يعني أن الإخوان يدعون إلى مصادرة الفكر، بل نحن مع إطلاق الحريات. ومع الإبداع والفكر وضد مصادرة الرأی الآخر، كما أن الإخوان لا ينسون لهذا الرجل أنه وقف وكتب ضد الفساد في العهد الناصري في وقت آثر فيه آخرون الصمت أو كتابة أدب الفراش".