رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رغم إزالتها من قوائم الإرهاب.. لماذا تفرض أمريكا عقوبات على جماعة الحوثى؟

الحوثيون - ارشيف
الحوثيون - ارشيف

على الرغم من إعلان الولايات المتحدة الأمريكية، إلغاء تصنيف جماعة الحوثي فى قائمة المنظمات الإرهابية، إلا أن هذا القرار - الذي وصفه المراقبون بأنه بمثابة "هدية لإيران" - لم يمنع الإدارة الأمريكية من فرض عقوبات جديدة على عدد من قيادات ميليشيا الحوثي، الأمر الذي يثير استفهامًا كبيرًا حول نية واشنطن ودوافعها الكامنة وراء هذا الإجراء رغم قرارها الأول الذي أعلنته بعد تولي الرئيس الأمريكي الجديد حو بايدن، مهام منصبه، ودخول الإدارة الأمريكية الجديدة إلى البيت الأبيض.
وأقرت وزارة الخزانة الأمريكية فرض عقوبات على قيادات عسكرية تابعة لميليشيا الحوثي متهمة باستهداف المدنيين، وذلك بعد ثلاثة أشهر من إعلان وزارة الخارجية الأمريكية، رفع العقوبات المفروضة على جماعة الحوثي في اليمن وإزالة اسمها من قوائم الإرهاب.

وفي فبراير الماضي، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، في بيانٍ له، إن قرار إلغاء تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية يبدأ من يوم 16 فبراير 2021، مؤكدًا مواصلة واشنطن مراقبة أنشطة الحوثيين المزعزعة للاستقرار لا سيما في البحر الأحمر والهجمات على السعودية.

إلا أن العقوبات الأمريكية الأخيرة على اثنين من قادة "الحوثي"، تدفع بالتساؤل عما إذا كان فرض هذه العقوبات يمهد الطريق للتراجع عن إزالة "الحوثي" من قوائم الإرهاب؟، أم أنه يأتي في إطار سياسة "منتصف العصا" التي تتبعها إدارة بايدن، للحفاظ على توازن العلاقات الأمريكية - الخليجية لاسيما المملكة العربية السعودية.

- عقوبات أمريكية
ووفقًا لما ذكرته وكالة الأنباء اليمنية "سبأ"، فإن العقوبات الأمريكية الجديدة تشمل المدعو محمد عبد الكريم الغماري، الذي يتولى قيادة الهجمات الحوثية الواسعة النطاق على محافظة مأرب ومسئوليته عن استهداف المدنيين.
وقالت مديرة مكتب مراقبة الأصول الأجنبية بوزارة الخزانة الأمريكية أندريا جاكي: "إن محمد عبدالكريم الغماري، بصفته مسئولا عسكريا كبيرا في جماعة الحوثي، مسئول بشكل مباشر عن الهجمات على البنية التحتية التي أضرت بالمدنيين ويشرف الآن على هجوم في مأرب يضاعف المعاناة وأن الولايات المتحدة ستواصل تحميل قيادة الحوثيين المسئولية عن الأعمال التي تسهم في الأزمة الإنسانية في اليمن".
وقالت وزارة الخزانة الأمريكية "إن هجوم ميليشيا الحوثي على مأرب كان وحشيًا، مع ورود تقارير عن هجمات بالصواريخ الباليستية للحوثيين أثرت على معسكرات النازحين ومواقع مدنية أخرى في مأرب".

- اتهامات الغماري
وتشير التقارير إلى أن المدعو الغماري، تلقى تدريبه العسكري في معسكرات ميليشيا الحوثي التي يديرها "حزب الله" اللبناني وفيلق الحرس الثوري الإسلامي الإيراني.
وحسب التقارير، فإن "الغماري مسئول بشكل مباشر عن الإشراف على العمليات العسكرية للحوثيين التي دمرت البنية التحتية المدنية وجيران اليمن، وتحديدًا السعودية والإمارات ويوجه بشراء ونشر أسلحة مختلفة، بما في ذلك العبوات الناسفة والذخيرة والطائرات دون طيار بالإضافة إلى إشرافه على هجمات الطائرات دون طيار والهجمات الصاروخية على أهداف سعودية".
وسبق أن شارك الغماري، في هجمات ميليشيا الحوثي على صعدة في شمال غرب اليمن، والاستيلاء على العاصمة اليمنية صنعاء عام 2014، تلا ذلك تعيينه في عام 2015 رئيسًا لما يسمى باللجنة الثورية العليا ومشرفًا لميليشيا الحوثي في محافظة حجة.

- إدراج يوسف المدني
وفي إجراء منفصل، أدرجت وزارة الخارجية الأمريكية المدعو يوسف المدني، باعتبار أنه يشكل خطرًا وارتكاب أعمال إرهابية تهدد إما أمن المواطنين الأمريكيين أو الأمن القومي أو السياسة الخارجية أو اقتصاد الولايات المتحدة.
وحسب التقرير الأمريكي، فإن المدني، قائد عسكري بارز للحوثيين، وهو قائد المنطقة العسكرية الخامسة في الحديدة وحجة والمحويت وريمة، ويعد المسئول عن الانتهاكات المستمرة لاتفاق الحديدة القاضي بوقف إطلاق النار وهو ما يهدد الاستقرار في مدينة تُعد بمثابة طريق حاسم للسلع الإنسانية والتجارية الأساسية، وتلك التي تواجه بعضًا من أعلى مستويات الاحتياجات الإنسانية.
وأشارت الوزارة إلى أن هناك تقارير منتظمة عن هجمات ميليشيا الحوثي على المدنيين والبنية التحتية المدنية في الحديدة وحولها.
ويترتب على العقوبات الأمريكية، حجز جميع الممتلكات أو المصالح التي يمتلكها المصنفون داخل الولايات المتحدة أو في حوزة أو سيطرة الأشخاص الأمريكيين.
بالإضافة إلى ذلك، فإن أي كيانات يملكها المصنفون، بشكل مباشر أو غير مباشر، بنسبة 50 في المائة أو أكثر من قبل شخص أو أكثر من المصنفين تعتبر محجوزة.

- تهديد جهود السلام
وتعليقًا على القرار الأخير، قال وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن، أمس الجمعة، في تغريدة عبر صفحته الرسمية بموقع "تويتر": "نقوم اليوم بفرض عقوبات على اثنين من كبار قادة الحوثيين يشكلان تهديدًا لجهود السلام وتؤدي أفعالهما إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن". مضيفًا: "تطالب الولايات المتحدة والمجتمع الدولي بوقف هجوم الحوثيين على مأرب ووقف فوري لإطلاق النار".
وقبل إعلان واشنطن إجراءها الأخير بحق قادة ميليشيا الحوثي، قال المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن تيم ليندركينج، إن ميليشيا الحوثي يعرضون حياة مليون شخص في مدينة مأرب للخطر، مشيرًا إلى أن واشنطن ستفرض عقوبات على اثنين من القيادات الحوثية.
وأكد المبعوث الأمريكي في كلمة له الخميس الماضي، أن القيادات الحوثية التي ستفرض عليها الولايات المتحدة عقوبات متورطة بشدة في هجوم مأرب، مؤكدًا أن وقف إطلاق النار هو الطريق الوحيد لحصول اليمنيين على المساعدات الإنسانية التي يحتاجون إليها.
وصرح المبعوث الأمريكي لليمن: "لم أر حتى الآن موقفًا إيرانيًا إيجابيًا تجاه إنهاء الصراع في اليمن"، لافتًا إلى أنه حان الوقت لإيران لدعم محادثات السلام في اليمن.
وأكد ليندركينج، أن الولايات المتحدة تسعى إلى سلام دائم في اليمن، مشددًا على أنه "لا سلام دون التزام الحوثيين".

- إشادة بالمحادثات السعودية الإيرانية
وأعرب المبعوث الأمريكي إلى اليمن، عن تقديره جهود ولي العهد السعودي لإيقاف التوتر والصراع في المنطقة، مضيفًا: "ذهبت للسعودية بتوجيه من الرئيس بايدن للتشاور مع الحلفاء في الرياض"، فيما أشاد بالمحادثات السعودية الإيرانية معتبرًا إياها "خطوة بناءة".
وأكد المبعوث الأمريكي، أن الوضع الإنساني يزداد صعوبة بسبب الحوثيين ويضع المدنيين هناك أمام مخاطر كبيرة، مشيرًا إلى أن الحوثيين تراجعوا عن التزاماتهم، ويعرضون أكثر من مليون يمني للخطر في مأرب.
وقال المبعوث الأمريكي إلى اليمن: "سنفرض عقوبات على 2 من قادة الحوثيين لدورهما في معركة مأرب"، منوهًا بأن قرار رفع العقوبات عن الحوثيين كان يهدف لتخفيف الوضع الإنساني.
وأضاف: "نلاحظ الدعم الإيراني للحوثيين من حيث التدريب والتسليح، ولم نرصد أي مشاركة إيرانية إيجابية بشأن إنهاء الصراع في اليمن".
وشدد المبعوث الأمريكي على التزام واشنطن بالتشاور مع الحلفاء وعلى إيران وقف زعزعة المنطقة، مؤكدًا أنه حان الوقت لدعم إيران محادثات السلام في اليمن.