رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أجراها الجيش الأمريكي معه.. «أمان» ينشر أبرز معلومات التحقيقات مع أمير داعش

جريدة الدستور

أفرجت وزارة الدفاع الأمريكية، بالتنسيق مع مركز مكافحة الإرهاب الأمريكي، عن 53 وثيقة تحقيقات جديدة تتضمن التحقيقات التي تمت مع أمير محمد سعيد عبدالرحمن المولى، زعيم داعش الحالي، في عام 2008 عندما كان معتقلا لدى القوات الأمريكية، آنذاك، وهي ملخصات لمحادثات أجراها "المولى" مع محققين أمريكيين، والتي يغطي معظمها الفترة من أوائل يناير إلى أوائل فبراير 2008.

وأوضحت لجنة مكافحة الإرهاب أنها استكملت إضافة التحقيقات على موقعها لتصبح الملفات مصدرًا مهمًا لأولئك الذين يدرسون تاريخ "داعش" وتطوره ومسار زعيمه الحالي، ووظائف الجماعات المسلحة على نطاق أوسع، بفضل كافة التفاصيل التي سربها "المولى" للقوات الأمريكية عن عشرات الأفراد والاجتماعات والحوادث عبر 53 وثيقة.

- "المولى" مختفٍ خوفًا من مصير "البغدادي"

من جهته، قال اللواء يحيى رسول، المتحدث باسم القيادة العامة للقوات المسلحة العراقية، لـ"أمان"، عن هذه التحقيقات المضافة مؤخرا إن زعيم الدولة الإسلامية الحالي، أمير محمد سعيد عبدالرحمن المولى، يعد شخصية غامضة وعرف عنه أنه أُجبر على الابتعاد عن الأنظار خوفًا من الوقوع في النهاية الخاطئة لضربة بطائرة دون طيار كما حدث مع زعيم التنظيم السابق أبوبكر البغدادي، وهو غير معروف جيدًا للجمهور الخارجي على عكس سلفه.

وتابع المتحدث باسم القيادة العامة للقوات المسلحة العراقية أن زعيم داعش الحالي عندما تم القبض عليه في عام 2008 والتحقيق معه وإطلاق سراحه لاحقا في نفس العام، كان أمرا تسبب بعلامات استفهام للجهات الحكومية في العراق آنذاك، فعادة لا يتم إطلاق سراح الإرهابيين في تلك المعتقلات بهذه السرعة، ولم يكن هناك أي معلومات مؤكدة حول طرق إطلاق سراحه أو أسبابها أو إلى أين اختفى بعد ذلك.

- التحقيقات توضح تاريخ "المولى" في داعش

وتابع "رسول" أن التحقيقات التي نشرها مركز مكافحة الإرهاب الأمريكي تقدم رؤى مثيرة حول خلفية "المولى" وأنشطته المبكرة قبل أن يصعد إلى التسلسل الهرمي لداعش، وأنها أشارت إلى أنه قبل القبض عليه كان "المولى" قائدًا ناميًا يعمل على تعزيز مصالحه وشحذ مهاراته في صنع القرار والوساطة وتسلق مراتب التنظيم الإرهابي، وبمجرد القبض عليه أشار مركز مكافحة الإرهاب الأمريكي إلى أنه غرد مثل طائر يتغنى بكل معلومات وتفاصيل عناصر التنظيم، وعلى حد تعبيرهم، وصفوه بلقب "الكناري" أو العصفور الواشي.. وتوضح الوثائق بضع معلومات تم الحصول عليها من استجوابات المقاتلين والتي تتراوح ما بين السيرة الذاتية لـ"المولى" ولعناصر إرهابية قيادية أخرى أوضحها لهم، وصولا إلى الهيكل التنظيمي والتخطيط والقدرات التي يمتلكها تنظيم داعش والقاعدة وغيرهما من الحركات الإرهابية في كل من العراق وباكستان.

وأصدر مركز مكافحة الإرهاب في "ويست بوينت"، بالتعاون مع شركاء حكومة الولايات المتحدة، مقالين يتضمنان تحقيقات استجواب تكتيكية، أحدهما في سبتمبر 2019، والآخر في 6 أبريل الجاري، والتي تتضمن باقي التحقيقات التي أجريت مع زعيم داعش بعدما اعتقلته القوات الأمريكية في العراق في أوائل عام 2008.

وتم نشر التقارير هذه المرة بعدة لغات، وتمت ترجمتها إلى اللغة العربية، ونشرتها لجنة مكافحة الإرهاب على موقعها على الإنترت، وأظهرت التقارير وثائق سرية تضمنت معلومات- تم الكشف عنها مؤخرا- عن تفاصيل جديدة عن خيانة زعيم تنظيم داعش، أمير محمد سعيد عبدالرحمن المولى، المعروف بأبوإبراهيم القرشي، عندما كان مسجونا في العراق، عام 2008.

وتعد الوثائق التي نشرها مركز مكافحة الإرهاب الدولي بالأكاديمية العسكرية الأميركية "ويست بوينت" هي الدفعة الثانية من المعلومات حول دور المولى في الكشف عن العشرات من أعضاء التنظيم في العراق أثناء احتجازه في سجن بوكا جنوبي العراق، عام 2008، والذي كان يقع تحت إدارة بريطانية.

- معلوماته للجيش الأمريكي سهلت قتل الرجل الثاني في "داعش"

وكشفت التقارير والوثائق الاستخباراتية عن أن زعيم داعش الحالي قدم معلومات استخباراتية إلى القوات الأمريكية، سهلت القبض على عشرات من أعضاء تنظيم القاعدة، وفقا لصحيفة "التليجراف"، كما كشفت الملفات الجديدة عن معاداته المقاتلين الأجانب الذين بدأوا يتدفقون إلى الشرق الأوسط بأعداد كبيرة في ذلك الوقت، وأظهرت أيضا معارضة "المولى" الشديدة لمشاركة النساء في القتال، وأن الرجل الثاني في تنظيم الدولة الإسلامية في العراق في ذلك الوقت، المغربي أبوجاسم أبوقسورة، قُتل على يد القوات الأمريكية بعد ثمانية أشهر من تقديم المولى معلومات عنه.

وقد رسم "المولى" للمحققين أثناء احتجازه مخططا للمعسكر الذي كان يقيم فيه رئيسه غربي الموصل، وقدم أسماء مستعارة مختلفة ساعدت في التعرف عليه، وكذلك قدم وصفا موثقا له بما في ذلك المركبات التي يستخدمها والأماكن التي كان يتردد عليها، وكذلك قدم معلومات تفصيلية عن تشكيل التنظيم في قاعدته الرئيسية في الموصل، مثل هياكله العسكرية والأمنية الداخلية والإدارية ووسائل الدعاية، وأعطى المحققين مواقع مكّنت من تعقب رفاقه المسلحين، مثل سوق معيّنة كانوا يجتمعون فيها ويتناولون الطعام.

وتظهر تقارير الاستجواب أن "المولى" حاول في إحدى المراحل إنشاء رسم وجه مركب بالكمبيوتر لمقاتل سعودي يعرف بلقب "جار الله"، وقدم أوصافا دقيقة لبعض زملائه للمساعدة في تحديد هويتهم، وتضمنت عبارات مثل خدود ممتلئة ولهجة عربية ونظارات طبية بإطارات، وفقا لتقرير "الإندبندنت".

وتشير الوثائق الأخيرة إلى أنها كانت تتضمن عدة جلسات من الاستجواب كما هو موضح في المستندات بمقدار حوالي جلستين في اليوم، وتتضمن بعض الوثائق صفحات عديدة تمتد إلى 15 صفحة في مجملها، وأخرى ليست بنفس القدر من الاستفاضة ولا تحتوي على الكثير من المعلومات الجوهرية.