رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

منشق يكشف كواليس الصراع التاريخي بين الإخوان والسلفيين

جريدة الدستور

واصل طارق البشبيشي، القيادي الإخواني المنشق، حكاية تاريخه داخل جماعة الإخوان الإرهابية لفضح هذه الجماعة أمام الرأي العام المصري، حيث قال: كانت الثمانينيات من القرن الماضى هى الفترة الذهبية لنا للاستحواذ على المجال العام فى المجتمع المصرى.. كنا نستهدف السيطرة على الفئات العمرية الأحدث سنا (خاصة الشريحة العمرية من 16 الى 25 سنة)، وكانت تتصارع معنا للفوز بهؤلاء الشباب ثلاث قوى متواجدة فى المجتمع بمستويات قوة متباينة، أقلهم خطرا علينا كان الحزب الوطنى، فأعضاؤه و كوادره غير مؤدلجين ويقدمون بعض المغريات التافهة لجذب الشباب، وكنا نتهمهم بالفساد والتحلل الاخلاقى والوصولية، حتى حرقناهم تماما فى الشارع.

وأضاف: أما القوى الثانية التى كنا نحاربها كى لا تنافسنا فى جذب الشباب فكانت قوى اليسار، خاصة حزب التجمع والناصريين، وكان لهم تواجد نسبى وقتها فى الشارع، ويمتلكون خطابا سياسيا جذابا للشباب.. و لكى نبعد عنهم هؤلاء الشباب كنا نتهمهم بالشيوعية والإلحاد ومحاربة الدين، كانوا يمتلكون بعض الأدوات الشيقة لاستقطاب الطلبة، مثل كتب الجيب والروايات ودورات الشطرنج وتنس الطاولة داخل مقر حزب التجمع، لكننا كنا نتملك المساجد، فكانت المعركة محسومة لصالحنا.

وتابع:  أما أخطر القوى الثلاث علينا فكان السلفيون.. فكما يقول المثل الشعبى (عدوك ابن كارك)، كانوا أكثر منا التزاما بالشكل الاسلامى والسنن الظاهرية، فنافسونا فى جذب الشباب المتحمس للتدين، كانوا يقدمون خطابا دينيا متشددا بصورة نسبية يتناسب مع وجدان قطاعات عريضة من الفئات العمرية الشابة، وكانوا يتهموننا بالتفريط فى السنة النبوية وفساد عقيدتنا الدينية لأننا كنا نصلى بالمساجد التى بها قبور لأولياء الله الصالحين، وكنا نتهمهم بأنهم عملاء لأمن الدولة وأنهم سطحيون فى فهم الدين.. كان وطيس المعركة يشتد بيننا وبينهم وربما وصل لحد الاشتباك أثناء الصراع على الفوز بالسيطرة على إحدى الزوايا.. كنا أفضل منهم فى وسائل تجنيد الشباب داخل تنظيم محكم، ولا نكتفى بالمساجد فقط ولكن مع المساجد البيوت والانتخابات والدورات الرياضية والرحلات، حتى سحبنا البساط من تحت أقدامهم، خاصة فى المدن وعواصم المراكز والنقابات والجامعات والمدارس.

واختتم القيادي الإخواني المنشق تصريحاته قائلا: الآن أقول إنه على الرغم من اشتراك الإخوان والسلفيين فى استخدام الدين وتوظيفه لأغراض غير بريئة لكن الإخوان أخطر كثيرا من السلفيين، فهم يحترفون العمل السرى ولهم تشعبات دولية خطيرة وعلاقات مخابراتية مع دول معادية، وينتهجون العنف.