رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مرصد الأزهر: ألمانيا اتخذت إجراءات مهمة لمكافحة التطرف

جريدة الدستور

أكد مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، أنه في الفترة الأخيرة اتّخذت الحكومة الألمانية عدة إجراءات مهمّة لمكافحة اليمين المتطرف بعد أن استفحل خطره، ومن بين تلك الإجراءات كان تصنيفها لـ"حركة الهوية"- التي بدأت نشاطها داخل ألمانيا قبل عدة سنوات، وتقدر أعداد منتسبيها بحوالي 600 شخص، والتي تتميز بعدائها وتحريضها ضد الأجانب بشكل عام والمسلمين بشكل خاص- بأنها حركة ذات ميول يمينية متطرفة بشكل رسمي.

وقال المرصد، في تقرير، الإثنين، إن بعض الأحزاب بدأت بالفعل في التخلص من العناصر اليمينية المتطرفة بين صفوفها، وأطلق الرئيس الألماني "فرانك فالتر شتاينماير" حملة بعنوان "لا للتسامح مع المتطرفين"، وبالإضافة إلى هذا فقد نشرت صحيفة "فيلت" أنه تم تسريح بعض العناصر من الجيش الألماني بتهمة الانتماء إلى اليمين المتطرف.

وصرح رئيس هيئة الأمن القومي الألماني بضرورة تكثيف المراقبة على اليمين المتطرف، خاصة أنه ينتهج طرقًا جديدة في بثّ الأخبار الوهمية والإشاعات على صفحات الإنترنت، ولذا قامت ولايتا "بايرن" و"هامبورج" خلال شهر يولو 2019 بإنشاء وحدات رصد لليمين المتطرف على الإنترنت، لترصد وتتابع ما يقوم به أتباع هذه التيارات عبر الشبكة العنكبوتية بشكل عام، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي بشكل خاص، ومتابعة المنشورات التي تتضمن مواد عنصرية أو تدعو إلى الكراهية.

وكان من بين الإجراءات التي اتخذتها الحكومة الألمانية لمكافحة التطرف على مواقع التواصل الاجتماعي فرض عقوبات مالية على هذه المواقع في حالة عدم إزالة أى منشورات تحض على الكراهية.

كما أقدمت السلطات الألمانية يوم الجمعة 12 /7 /2019، على إلغاء حفل موسيقي بولاية "ساكسونيا" لمجموعة يمينية متطرفة، وقد أوضحت السلطات أن الحفل لم يكن مصرحًا به، كما أن بعض الحضور البالغ عددهم 45 شخصًا كان يحملون رموزًا عنصرية على ملابسهم مخالفة للدستور الألماني، وهو ما استدعى فتح تحقيق جنائي بحق اثنين منهم.

جدير بالذكر أنه في وقت سابق قامت الشرطة الألمانية بعدة حملات في مختلف الولايات الألمانية استهدفت خلالها شبكة من اليمين المتطرف بتهمة الاشتباه في تأسيس منظمة إجرامية، كما ذكرت تقارير إعلامية ألمانية أن عدد مذكرات الاعتقال الصادرة بحق يمينيين متطرفين حتى مارس الماضي تصل إلى قرابة الخمسمائة مذكرة، ويعود أكثر من 85% من هذه الأوامر بالاعتقال إلى جرائم جنائية عامة، في حين تشكل جرائم العنف ذات الخلفية السياسية 2.7%، أو بالأحرى 18 حالة، من أوامر الاعتقال غير المنفذة حتى الآن، والسبب في معظم هذه الحالات يرجع إلى التسبب في إحداث إصابات جسدية، أو مقاومة السلطات.

ويرى مرصد الأزهر ضرورة مكافحة اليمين المتطرف؛ حيث إن خطورته لا تقل بحال من الأحوال عن خطورة التيارات المتطرفة الأخرى، وهو أمر كان ينبغي فعله منذ أعوام مضت، فقد بلغ عدد ضحايا اليمين المتطرف في ألمانيا منذ عام 1990 وحتى الآن حوالي 200 قتيل، ناهيك عن عدد الاعتداءات العنصرية الجسدية واللفظية الأخرى.

وحذّر مرصد الأزهر في الأعوام السابقة- لأكثر من مرة- من خطورة التطرف اليميني، آملا أن تساهم الإجراءات التي تتخذها حكومات الدول الأوروبية في الحدّ من خطورته، داعيا الإعلام إلى تسليط الضوء على تلك الجرائم، كما حدث في قضية مقتل السياسي "فالتر لوبكة"، والتي يرجو المرصد أن تكون نقطة تحوّل في طريقة تعاطي الإعلام لهذه القضايا، فالتطرف بمختلف أنواعه هو أمر مرفوض تمامًا، وتجب مكافحته بشتى الطرق لتجنب خطره على الأفراد والمجتمعات.