رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

التفاصيل الكاملة حول مطالبة شباب الإخوان للقيادات بالإعتذار لمصر

جريدة الدستور

نشبت خلافات حادة بين عناصر جماعة الإخوان الإرهابية، خلال الساعات الماضية، بعدما أصدر 1350 شابا إخوانيا سجينا، بيان طالبوا فيه الجماعة الاعتذار للدولة المصرية وذلك كمراجعة فكرية قام بها الشباب للإفراج عنهم من السجون، حيث تتراوح الأحكام ما بين خمسة أعوام وخمسة وعشرون عامًا وأخرى تصل إلى الإعدام، وذلك نتيجة مشاركتهم في أعمال عنف وإرهاب وتخريب.

وقالت مصادر مقربة من جماعة الإخوان، إن الوثيقة المتداولة بين شباب الإخوان والخاصة بالمطالبة بالاعتذار، رفض كلًا من محمود حسين الأمين العام للجماعة وإبراهيم منير نائب المرشد، مناقشتها في الاجتماع الماضي الخاص بالتنظيم الدولي، معتبرًا أنها تم صياغتها من قبل عدد من الشباب الهارب في تركيا لإحراج القيادات التاريخية ووضعها في مأزق بين الحديث عن "الشرعية" المزعومة، والاستجابة لطلبات الشباب.

وعلى صعيد أخر بدأت خلافات حادة بين عناصر الجماعة عبر الفضاء الإلكتروني، حيث قالت أمنه السواح أحد شباب جماعة الإخوان، عبر صفحتها الشخصية على موقع التواصل الإجتماعي "الفيس بوك": "بصفتي من أهالى المسجونين وأنا اقترحت إرسال الرساله دى وحاولت أقنع اخويا والشباب فى طره يطلعوها.. ان شاء الله هانكون تكتل من شباب المسجونين واهلهم وهنطلع نتبرأ. من الأخوان الخونه منهم وهنفضحهم واحد واحد بالاسم .. وربنا ينتقم منهم".

فيما هاجم الشاب الإخواني عمر حسن، القيادات داخل جماعة الإخوان الإرهابية، واعتبر أنهم لا يمثلون شباب الجماعة، خاصة بعد الوثيقة الأخيرة التي أصدرها الشباب بالاعتذار للدولة ووقف التعامل مع جماعة الإخوان ومطالبتهم أيضًا بالإعتذار للدولة.

وقال حسن عبر صفحته على "الفيس بوك": "هل مسموح حالياً يوجد انتخابات داخل الإخوان عشان الشباب يختاروا من يريدون؟ لماذا لا يجود انتخابات شاملة يشارك فيها الجميع بلا استبعاد ويختار الإخوان طريقهم ومن يمثله؟".

بينما قال أحمد عصمت أحد شباب الإخوان، عبر صفحته على "الفيس بوك"، إن "التخلص من هؤلاء القيادات لم يعد اجتهاد.. بل اصبح ضرورة وفرض.. لو هناك جهد لهؤلاء الشباب لابد ان يبذل بالقول او الفعل او الاثنان معا.. لابد ان ينصب بالكامل للتخلص من هؤلاء الفشلة.. هؤلاء عقولهم قد شاخت (لا اعني كبر السن بل ما اعني معناها الخرائي) لا تستوعب ولا تفهم ما نقول ولا يحدث.. عقولهم توقفت وينتظرون".

وأضاف عصمت ، أن "التخلص من هؤلاء اصبح ضرورة وفرض.. واحسب ان جميع الوسائل (وانا اعني جميعها حرفيا) لا يوجد مانع شرعي لها، اي جهد مبذول غير ذلك هو جهد ضائع لا فائدة له.. وكل هدف منتظر من هذا الجهد هو سراب لن يغني ولن يسمن من جوع".

وعلى الجانب الأخر بدأت القيادات التاريخية للجماعة بشن هجمات على جبهة الشباب، وذلك عبر اللجان الإلكترونية التابعة، معتبرين أن هذه الدعوات كتبت عبر أحد الشباب الهارب في تركيا، وأنها لا تمت للواقع بصلة، زاعمًا أن الجماعة تتمسك بـ"الشرعية" المزعومة، حسبما كتب أحد شباب الجماعة ويُدعى عمر أحمد على "الفيس بوك".

كما قال عثمان المصري، إن جماعة الإخوان لن تعود إلى الوراء وأنها ماضية في طريقها نحو التحريض ضد مصر، زاعمًا أن الجماعة تمتلك من القوة لمواجهة الدول العربية.

وفي تعليقه على الأزمة الداخلية ورفض القيادات الاعتذار، قال هشام النجار الباحث في شؤون الحركات المسلحة، إن " الاعتراف بالفشل يعنى فتح باب المحاسبة على الأخطاء وباب البحث عن المزيد من السقطات في جوانب كثيرة منها ما هو فساد مالي واختلاسات".

وأوضح النجار في تصريحات خاصة، أن "كشف الفضائح يؤدي إلى اقصاء عن القيادة ودفع ثمن كل ما جرى للجماعة طوال السنوات الماضية وهي تركة ثقيلة جدا، لذلك ترى هذه القيادات قفل هذا الملف من بدايته حتى لا يجر ما سيأتي بعده".

وخلال الأيام الماضية، وقع انقلاب جديد على جماعة الإخوان الإرهابية من داخل السجون بسبب الفشل الكبير لقيادات الجماعة، وقد تجسد هذا الانقلاب من خلال رسائل جديدة تم تسريبها من السجون، بعنوان "رسائل معتقل"، وقّع عليها ما يقرب من 1350 شابا إخوانيا سجينا، وأكد من كتبها أنها تلقى تأييد أكثر من 90 في المئة من باقي السجناء التابعين والمؤيدين لجماعة الإخوان.