رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بالقوة.. تركيا ترحّل أول دفعة من السوريين إلى عفرين السورية

جريدة الدستور

أقدمت السلطات التركية على ترحيل 26 لاجئًا سوريًا من القاطنين في أحد أحياء مدينة اسطنبول- أكبر المدن التركية- إلى منطقة عفرين، إحدى مدن محافظة حلب شمال غرب سوريا، بعد أن أجبرتهم على توقيع أوراق العودة الطوعية بالقوة.

ونشر مركز "الغوطة الإعلامي" تقريرًا تحت عنوان "أبناء ريف دمشق في تركيا: من حافلات التهجير إلى حافلات الترحيل"، كشف فيه أن السلطات التركية أقدمت، الخميس، على ترحيل 26 سوريًا غالبيتهم من مهجري دمشق وريفها، إلى عفرين، مستخدمةً القوة مع بعض من رفض التوقيع على أوراق العودة الطوعية.

وأوضح التقرير أن الشرطة التركية أوقفت أولئك السوريين في منطقة "أسنيورت" باسطنبول، لتنقلهم بعد التفتيش إلى سجن مجاور لمطار الصبيحة، في القسم الآسيوي من المدينة، مشيرًا إلى أن غالبية من رحلوا إلى جنديرس بمنطقة عفرين، كانوا قد دخلوا الأراضي التركية في السنوات الماضية.

وذكر التقرير أن عدد الموقوفين في السجن ذاته بلغ عند الترحيل 150 سوريًا، تمثلت مخالفاتهم القانونية في عدم حيازة وثيقة الحماية المؤقتة، أو أن وثيقة الحماية كانت صادرة عن ولاية أخرى، ليتم ترحيل 26 منهم إلى منطقة عفرين، فيما نقل البقية إلى الولايات المسجلين لديها.

ونقل المركز عن أحد المرحّلين قوله: "بعد زجّنا في السجن بسبب مخالفة كملك الولاية، طلبت مِنَّا الشرطة التركية التوقيع على أوراق لا نعرف مضمونها، بعضنا رفض التوقيع إلا بوجود مترجم، فتعرض للضرب الشديد والتوقيع بالقوة".

وأضاف المتحدث، حسب التقرير، بعد خمسة أيام من التوقيف كبلّوا أيدينا إلى الخلف، وأرفقوا رجلًا من الشرطة مع كل شخص، وظننا أنه وجهتنا الولاية التي نتبع لها، لكن فوجئنا مساءً بدخولنا منطقة عفرين من معبر الحمام ثم أطلقونا في مدينة جنديرس التابعة لمنطقة عفرين.

ووصف الشاب شعوره قائلًا: كانت الصدمة كبيرة عندما رمونا في جنديرس، إذ أجبرونا على توقيع أوراق لا نعرف مضمونها، وأدركنا الآن أنها تتضمن موافقتنا على العودة الطوعية إلى سوريا، ونحن نعتبر هذا التصرف خدعة قانونية، ونحن الآن ليس لدينا منازل نبيت فيها، وتركنا كل مقتنياتنا في منازلنا باسطنبول، لافتًا إلى أن السوريين يقصدون مدينة اسطنبول، بعد حصولهم على الحماية المؤقتة المعروفة بـ"كملك" من ولاية أخرى، بسبب توفر فرص العمل فيها بشكل أكبر عن باقي الولايات، لكنهم يعيشون دائمًا حالة من الذعر لعدم حيازتهم الوثيقة أو على رخصة العمل.

وقال المركز إن نحو ثلاثة ملايين سوري يعيشون في تركيا، ينحدر معظمهم من المناطق المعارضة للنظام السوري، ويعمل غالبيتهم كعمال عاديين، ويفضل أرباب العمل الأتراك تشغيل السوريين بسبب موافقتهم على تقاضي أجور متدنية مقارنة بالعمال الأتراك، وكثيرًا ما يتم تشغيلهم دون عقود عمل.

وكانت الانتخابات التركية شهدت تنافسًا بين مرشح المعارضة التركية "أكرم إمام أوغلو"، ومرشح حزب العدالة الحاكم "بن علي يلدريم"، اللذين حوّلا وجود السوريين في اسطنبول لسلعة انتخابية بهدف كسب أصوات الناخبين في المدينة، حيث صرّح "بن يلدريم" أثناء لقائه مع أحدى الإذاعات المحلية في اسطنبول، حول مسألة ترحيل السوريين، مؤكدًا أنهم تحت الحماية المؤقتة، وهذا يعني أنهم هنا لوقت مؤقت، ولن يبقوا بشكل دائم.. وفي النهاية سيرحلون.

وأشار "يلدريم" إلى أنه في البدء سيتم إخراج من وصفهم بـ"أصحاب المشاكل"، كاشفًا عن ترحيل بعضهم إلى عفرين وجرابلس والباب، لافتًا إلى أن هناك مناطق تقع شرق الفرات تبلغ 711 كم طولًا و30 كم عرضًا سيتم تطهيرها من الإرهاب وبعدها سيرحل السوريين إلى تلك المناطق.