رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«عائض القرنى» يبكى على أعتاب محمد بن سلمان

جريدة الدستور

خلق حالة من الإثارة والجدل كعادته داخل المجتمعات العربية بعد تصريحاته الأخيرة، عندما حل ضيفا في برنامج " الليوان" مع الإعلامي عبدالله المديفر، علي قناة الخليجية، بأنه تراجع عن مواقفه وآرائه الفكرية والدينية التي كان يتبناها سابقًا، ويعتذر للمجتمع السعودي عن الفتاوي التي أراقت دماء أبرياء.

 

كما أعلن الداعية السعودي عائض القرني دعمه " للإسلام الوسطي" الذي ينادي به، ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، مما شن هجوما حادًا عليه من قبل النخب الثقافية والدينية، كما شكل حالة من الجدل عبر السوشيال ميديا بين مرحب ورافض لذلك الاعتذار.

 

ويعد القرني واحدًا من أشهر الدعاة في السعودية، والعالم العربي والإسلامي، وهو يحمل شهادة الدكتوراه في الحديث الشريف، كما له العديد من المؤلفات العلمية، وبجانب عمله الدعوي، فهو شاعر، وصاحب ظهور مستمر على وسائل الإعلام.

 

وبعد اعتذار نيابة عن أهل الصحوة، "أمان" خلال السطور القادمة يلقي الضوء علي أبرز الفتاوى التي أثارت جدلا كبيرا للشيخ عائض القرني.

 

سرقة ملكية فكرية

 

وقبل الحديث عن فتاوى الداعية السعودي، فقد شكل حالة من الغليان لدي بعض الكتاب العرب، فقد تقدم العديد من المؤلفين بشكاوي ضد القرني واتهامه بسرقة أفكارهم وكتبهم منها: اتهامه بسرقة كتاب "لا تيأس" مما قامت الكاتبة السعودية سلوي العضيدان برفع قضية اتهمته فيها بالاعتداء على حقوقها الفكرية".

 

وقضت لجنة حقوق المؤلف في وزارة الإعلام السعودية بتغريم القرني 330 ألف ريال، وتضمن الحكم كذلك سحب كتاب "لا تيأس" من الأسواق، ومنعه من التداول، ووضعه بشكل رسمي على قائمة المنع حتى لا يدخل إلى السعودية.

 

ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل أدانت محكمة سعودية، القرني، في قضية "سرقة فكرية" رفعها ورثة الدكتور عبدالرحمن باشا لسطوه على كتاب والدهم "صور من حياة الصحابة"، حيث قدم القرني قراءة حرفية من الكتاب خلال تقديمه برنامجا باسم "هذه حياتهم"، حسب مواقع سعودية.

 

وانتهي الحكم بإلزامه بدفع غرامة 30 ألف ريال سعودي، بسبب انتهاكه حقوق الملكية الفكرية، وإلزام الإذاعة التي بثت البرنامج بإيقاف إعادة حلقات البرنامج، وأيضا إلزام المدعى عليه بدفع تعويض قدره 120 ألف ريال سعودي لشركة دار الأدب الإسلامي.

 

ومن جانبه أعلن الشاعر المصري سمير فراج لوكالة أنباء الشعر عن نيته مقاضاة الشيخ عائض القرني متهما إياه بسرقة كتابه ونسبه إلى نفسه، وذلك أمام القضاء السعودي، لتكون بذلك ثالث دعوى بذات الصدد يواجهها الشيخ القرني، وذلك اتهام الكاتبة السعودية سلوى العضيدان بسرقة القرني أحد مؤلفاتها، وورثة عبدالرحمن باشا.


فتاوى مثيرة للجدل

 

وعلي الجانب الآخر، فقد شكلت فتاوى القرني المثيرة للجدل بعد صدورها حالة من الصراع والتناحر والتحريض علي القتل  في كثير من الأحيان، كما حدث في حرب الجزائر، ولعل أبرزها:

  

 إباحة استهداف الصهاينة


وفي يناير 2009،  أكد فى فتوى تم نشرها علي مواقع التواصل الاجتماعي وفي وسائل الإعلام، أن «المصالح وكل ما له صلة بإسرائيل هو هدف مشروع للمسلمين فى كل مكان»، وأضاف: يجب أن يكون الإسرائيليون أهدافاً وتسيل دماؤهم، كما تسيل دماء إخواننا الفلسطينيين.

 

واعتقلت السلطات السعودية وقتئذ القرنى، بعد إصداره هذه الفتوي التي دمرت العديد من المنشآت الإسرائيلية.


هدم المسجد الحرام

 

وفي عام 2010، أفتي القرني بهدم المسجد الحرام بشكل كامل منعا لاختلاط الرجال بالنساء، ووصف هذا الاختلاط بـ"الاختلاط الحرام"، ألا أنه تراجع عن حديثه المسجل الذي طالب فيه بهذه المطالب المثيرة للجدل، مؤكدا رفضه القاطع للعناوين "المستفزة" التي خرجت بها بعض المواقع الإلكترونية وقال كل ما طالبت به هو إعادة توسعة المطاف ليستوعب أضعاف الوضع الحالي.

 

البشر فقط المسحوقون تحت أحذية الطاغية


وفي أبريل عام 2011، رد القرني علي سؤال ورد إليه يقول: س: هل يستطيع زعيم طاغية أن يعتقل الشياطين ويضعهم في سجونه ومعتقلاته؟ وهل يكون سجانوهم من نار أم من طين؟، قائلا: بنو البشر فقط هم المسحوقون تحت أحذية الطاغية، أما الشياطين فتعيش في القصر وتأكل مع القائد المهيب.


قتل بشار الأسد


وفي  يوم الأحد 26 فبراير عام 2012، أفتى القرني، بقتل الرئيس السوري بشار الأسد، معتبراً أن قتله أوجب من قتل الإسرائيليين.

 

وأضاف في حديثه لقناة العربية السعودية "يجب على الشعب السوري أن يحمل السلاح ضد (الرئيس السوري بشّار) بشار، ويجب أن تنعم جميع الأقليات والطوائف بالأمن والحرية.

 

وقال "بشار منتهية شرعيته ووجب في حقه القتل لأنه قاتل، قتل مئات الأطفال، هدم المساجد، بدلاً من واجبه في حماية الجولان".

 

واعتبر أن "قتل بشّار أوجب من قتل إسرائيلي الآن، لأنه دفع للصائل والمارق وزنديق الديانة، هو بَشّارون على وزن (رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق آرئيل) شارون، ولن يتحرّر الجولان حتى يذهب هذا النظام الخائن العميل".


لكن القرني سرعان ما بدّل آراءه في مقابلة أخرى: "لم أذكر الجهاد في العراق أو سوريا، وأتحدى أن يؤتي بشريط حول فتوى لي بهذا الشأن".



طلق السياسة

وفجأة ودون سابق إنذار أعلن القرني في 9 يناير 2018، عبر حسابه علي تويتر توبته من الكلام في الأمور السياسية ، على حدّ تعبيره، إنه أدرك بعد سنين طويلة أن مهمته "تبليغ الدين" فقط، فضلًا عن أنه "طلّق السياسة طلاقًا ثلاثًا لا رجعة فيه".

 

وخرج ضيفا في برنامج ترند السعودية علي mbe  مؤكدا ذلك أن مهمته الدعوة والتلبيغ لله عزوجل، قائلاً: لست محللا سياسيا، ولا رجعة بعد من الكلام في السياسة وللشأن العام متخصصين.


وخلال الأيام الماضية خرج القرني بتصريحات أثارت جدلا كبيرا في المجتعمات العربية بين مؤيد ومعارض وثأر علي تلك التصريحات قائلًا: اعتذر باسم الصحوة للمجتمع السعودى عن الأخطاء أو التشديد التى خالفت الكتاب والسنة وسماحة الإسلام وضيقت على الناس، مضيفاَ إنه مع الإسلام المعتدل المنفتح على العالم الذى نادى به الأمير محمد بن سلمان.




وهل يكفي الاعتذار؟