رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«المعارضة السياسية».. تغيرات في استراتيجية داعش

تنظيم داعش - أرشيفية
تنظيم داعش - أرشيفية

تغيرات جديدة تشهدها الاستراتيجية الجديدة لعناصر داعش الإرهابيين، لم تشهدها من قبل في الآونة الأخيرة خاصة بعد الخسائر التي شهدها التنظيم وسحب البساط منه في أرض سيناء، بعد العملية الشاملة التي نفذتها القوات المسلحة.

أسفرت هذه الخسائر عن متغيرات عدة منها أنه أصبح لدى عناصره "المعارضة السياسية" لنظام الحُكم، فعبر مواقع التواصل الإجتماعي وموقع المشفر "التليجرام"، بدأ فلول تنظيم داعش، في الأسابيع الأخيرة في انتقاد القرارات الاقتصادية التي اتخذتها الحكومة المصرية أخيرًا برفع أسعار المحروقات والكهرباء والمياه، وما يترتب عليها من رفع أسعار غالبية السلع والخدمات.

وتخلى عن التبريرات الدينية لهجماته واستهدافه قوات الجيش والشرطة، وزادت نبرة معارضة منتسبيه لسياسات النظام المصري، والخوض في تفاصيل القرارات السياسية والاقتصادية للحكومة.

ويبدو أن التنظيم بدأ يسير على خطى التنظيمات الإرهابية التابعة لجماعة الإخوان كـ"حسم" و"لواء الثورة"، وغيرهما من التنظيمات الإرهابية.

ويعد هذا انقلابا على المبادئ التي أنشئ عليها تنظيم داعش، حيث كان يتفضل استهداف "العدو المحلي" قبل "الخارجي". ويرى زعيمه أبو بكر البغدادي أن الجهاد يملي عليها القضاء على ما يسميه "الأنظمة الكافرة" حيثما وجدت في العالم العربي و"تطهير" المجتمع الاسلامي بالقضاء على كل من يخالف تنظيمه فكريا ودينيا ومذهبيا، ولهذا كان التنظيم يرى أن هذه الأنظمة كافرة ويجب القضاء عليها دون التدخل في السياسة التي لا يعترف بها.

يقول أحمد كامل الباحث في شئون الحركات المسلحة، إن حسابات فلول تنظيم داعش في سيناء على مواقع التواصل الاجتماعي بدأت تنحسر في شكل ملحوظ أخيرًا. لكنه لفت إلى أن "نبرة المعارضة السياسية" لمنتسبي التنظيم علَت في شكل ملحوظ بالتزامن مع انحسار بؤر التنظيم المتطرف في شمال سيناء، حتى إن مسلحي داعش باتوا كما لو أنهم "معارضون وليسوا مجاهدين وفق ما يعتقدون".

ورأى  أن تغيير خطاب داعش في سيناء هو تغيير تكتيكي الهدف منه "مداعبة مشاعر البيئة المحلية والتقرب سياسيًا من البيئة الاجتماعية، في محاولة لفك الحصار المفروض على مسلحيه، وأملًا في مساعدة من تلك البيئة". لكن البحيري لفت إلى أن نمط التنظيم في استهداف المدنيين في سيناء بحجة التعاون مع الأمن، ما زال مستمرًا، إذ يُداعب مشاعر السكان، وفي الوقت نفسه يُرهبهم.