رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حكاية «بهرون».. العقل المُدبر لهجمات إندونيسيا الدموية

أبو محمد الإندونيسي
أبو محمد الإندونيسي

* يقود مجموعة «نوسانتارا» الداعشية في سوريا لغزو جنوب شرق آسيا
* الممول الأساسي لسلسلة هجمات انتحارية إحداها استهدفت الحرس الرئاسي
* زعمت أمريكا قتله في ضربات جوية على «البوكمال» السورية

ثلاث عمليات إرهابية دامية، استهدفت إندونيسيا في أقل من أسبوع، أوقعت عشرات القتلى والمصابين، بدأت الأربعاء الماضي بالهجوم على سجن ديبوك جنوب جاكرتا، وتلاها سلسلة تفجيرات انتحارية استهدفت مدينة سورابايا "ثاني أكبر مدن البلاد"، ليستيقظ سكان المدينة ذاتها اليوم الإثنين، على تفجير جديد يضرب مركزًا للشرطة.

اللافت في الهجمات الإرهابية الأخيرة، تنفيذها من قبل أُسر كاملة "من أب وأم وأبناء"، وهو ما يُثير علامات استفهام كبيرة حول العقل المدبر الذي مول وجند هؤلاء الأشخاص.. فمن يكون؟

السلطات الإندونيسية، أشارت إلى أن جماعة ترتبط بتنظيم داعش في جنوب البلاد "أنصار الدولة"، تقف وراء تنفيذ تلك العمليات، وتقارير غربية مختلفة تشير إلى أن "بهرون نعيم"، الملقب في داعش بـ"أبومحمد الإندونيسي"، العقل المدبر لها.


في مطلع العام الماضي 2017، نجحت الشرطة الإندونيسية، في إحباط هجوم انتحاري خطط لاستهداف حراس الرئيس الإندونيسي في جاكرتا، وقفت وراءه سيدة، وخلال اعترافاتها ذكرت أن من جندها هو شخص على علاقة بـ"بهرون نعيم"، وتواصل معها الأخير فيما بعد وأعطاها التعليمات.

تقول السيدة ديان يوليا نوفي، في اعترافاتها: "حدد لي بهرون الهدف، كان علي استهداف الحرس خلال قيامه بالتدريب وليس وقت تغيير النوبات، وقالي لا تشغلي بالك بالخطة. سيقوم فريق خاص باستكشاف المنطقة. عليك فقط أن تعرفي مهمتكم".

لم تكن تلك العملية الأولى التي تردد فيها اسم "بهرون"، فقد كشفت تحقيقات سلسلة تفجيرات جاكرتا الثانية عام 2016، التي قتل فيها أربعة مدنيين وأربعة مهاجمين، وقوف الإندونيسي الذي يوجه عناصره من سوريا، خلفها.


كانت هناك سلسلة هجمات أخرى تورط فيها "نعيم"، حينما خطط شخص يتبعه إلى شن 6 هجمات على مقر للشرطة ومعبد وكنيسة، فضلًا عن استهداف وفد للأجانب، وهاجم أحد أتباعه في وقت سابق "سفارة ميانمار" بتعليمات وجهها له. 

"بهرون نعيم"، الملقب بـ"أبومحمد الإندونيسي"، إندونيسي انضم إلى صفوف داعش في سوريا منذ 2014، وهو من مواليد 1983، في العقد الثالث من عمره.

سبق لـ"بهرون"، أن أرسل مبالغ مالية إلى أسر في إندونيسيا للسفر الى سوريا، ثم دعاها إلى استخدام المبالغ في شراء مواد كيميائية لصنع متفجرات. وفي كلمة صوتية سابقة له، بثتها مؤسسة "الحياة" الإعلامية التابعة للتنظيم، دعا الإرهابي، الشعب الإندونيسي لجعل إندونيسيا "دولة إسلامية" يتنتشر فيها الجهاد- حسب تعبيره، في محاولة منها لضم مقاتلين جدد وتنفيذ عمليات إرهابية.

بينما كانت هناك معلومات مغايرة، في أبريل- الشهر الماضي- قال مسئولون في مكافحة الإرهاب إن إندونيسيا تُحقّق في تقارير من أنصار تنظيم داعش، ذكرت أن أكبر قيادي في التنظيم في جنوب شرق آسيا، قُتل في ضربات جوية أمريكية في شرق سوريا.

وحسب "رويترز"، فإن "بهرون" هو الذي قُتل في مدينة البوكمال السورية، غير أن المتحدث باسم الخارجية الإندونيسية خرج في بيان وقتها يقول: "السفارة في سوريا أجرت تحقيقات لكنها لم تؤكد بعد مقتله". وهو ما ذكره المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية، إريك باهون، بأنهم لا يستطيعون تأكيد نبأ مقتله.

ونقلت "رويترز" عن مسئولين بأن "أبومحمد الإندونيسي"، كان يقود وحدة مسلحة في سوريا تحمل اسم كتيبة "نوسانتارا" وتضم أكثر من 100 فرد من جنوب شرق آسيا، وكان مسئولًا عن جمع تمويل للمتشددين الذين سيطروا على جزء من مدينة ماراوي جنوب الفلبين في حصار دموي العام الماضي".