رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الأنفاق الأرضية «جنرال» المعارك الإرهابية.. بغداد (1)

أنفاق- أرشيفية
أنفاق- أرشيفية

دخلت "الأنفاق" الأرضية ضمن أهم الأدوات الاستراتيجية التي تستخدمها الجماعات والتنظيمات في تنفيذ أعمالها الإرهاية، حيث وضعتها جزءًا أصيلاً من تلك العمليات التي تقوم بها في العديد من الدول التي تشهد مواجهة الإرهاب، لأنها "الغطاء" الذي يمكنها من التخفي من ملاحقة الأجهزة الأمنية، فور تنفيذها لعملياتها الأجرامية.

البداية.. معركة مطار بغداد
"الصدفة" وحدها كانت البداية، في الكشف عن تلك "الأنفاق" الإرهابية، والتي ظلت "سرا " لعدة سنوات لم يكشف عنها طيلة هذه السنوات، نجح خلالها الإرهابيون في التخفي من الملاحقات الأمنية تارة، ونقل الأسلحة والعناصر المنفذة لعملياتها تارة أخرى، واستخدمتها تلك العصابات في الاختباء بداخلها مثل "الجحور" لعدة أسابيع وقد تصل في بعضها عدة شهور.

لم تتجاهل الجماعات، تزويد الأنفاق بأماكن إعاشية "كاملة" تمكنها من التواجد تحت الارض لفترات طويلة حتي تكون في مأمن من الملاحقات، ويختلف كل نفق عن الاخر من حيث التجهيزات الخاصة به،سواء من حيث المساحة طولا وعرضا، مع تزويد بمشفي ثابت لعلاج المصابين خلال الأشتباكات، مع تزويده ايضا بوسائل أتصال "شبكة"، وأخيرًا أن يكون قريبًا من مسرح العمليات التي تم تنفيذها.

بداية الأنفاق كانت داخل الأراضي العراقية، خلال فترة حكم الرئيس العراق صدام حسين، وكان أول من أستخدمها"الشيعة" العراقية، وذلك بمعاونة نظام "الملالي"في إيران عن طريق،الحرس الثوري التابع لها، والذي أمد عناصره بتهريب ما يحتاجه من أدوات عسكرية وغذائية، فضلا "تهريب" عناصره "الملاحقة أمنيا من قبل الأجهزة الأمنية العراقية، طوال مدة حكم "صدام حسين".

التقينا بضباط من الجيش العراقي، خلال زياراتهم للقاهرة، بعد سقوط العاصمة العراقية "بغداد" ولجوئهم للدولة المصرية، وهروبًا من الملاحقات الأمريكية والإيرانية علي السواء، وكان السؤال الرئيسي، كيف سقطت بغداد؟، رغم ما ردده القادة العسكريين بالعراق، في تلك الفنرة بأنها المعركة "الفاصلة" التي ستسحق وتقهر فيها القوات الأمريكية، وأن مطار بغداد "مقبرة" الأمريكان وجاءت النتائج مغايرة تماما لتلك التصريحات.

الحرس الثوري الإيراني والأنفاق
معركة "المطار"، هي التي كشفت عن حقيقة الأنفاق "الجنرال الخفي"، حيث شارك الحشد الشعبي الشيعي العراقي ومليشياته المسلحة، وعناصر أخرى تابعة لنظام ملالي إيران، في تدشين عشرات الأنفاق حول مداخل ومخارج مطار بغداد، وهي المعركة الفاصلة، والتي كانت بدأتها قبل سسقوط حكم صدام حسين بنحو خمس سنوات تقريبا، ودشنها رجال الحرس الثوري الإيراني، والذين نجحوا في تهريب قيادات شيعية" مطلوبة أمنيا من نظام "صدام"، حتي جاءت معركة بغداد، والتي كانت نتائجها كارثية للعراق بسقوط عاصمته"بغداد" علي أيدي الأمريكان وحلفائها في الحرب التي دارت عام 2003، وانتهت فعليا في ابريل من نفس العام.

الأنفاق هي "جنرال" المعارك الإرهابية في السنوات الأخيرة، والتي انتقلت من العراق على أيدي الميلشيات الإيرانية المسلحة في العراق، إلى أماكن آخرى بالوطن العربي سواء في الشام أو سيناء.

وكان للطبيعة الجغرافية في الوطن العربي الفضل في نجاح تلك السياسة الأرهابية الجديدة، حيث لاتوجد جبال أو تضاريس صخورية "صلبة" تعيق تنفيذ الانفاق، حيث طبيعة الأراضي العربية في مجملها أنها مسطحة "منبسطة" بمعنى أنها متساوية في أغلبها، والتي سهلت عملية الكر والفر، من ملاحقات الأجهزة الأمنية التي بعد تنفيذها لعملياتها الإرهابية.