رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لماذا فشل الصوفية في ممارسة السياسة؟

جريدة الدستور

سامح عبدالحميد: السلفيون اختطلوا بالمواطنين ونزلوا للشارع وهذا كان سبب نجاحهم

مصطفى زايد: الأحزاب الصوفية اعتمدت على المريدين الذين لايعرفون شيئا عن السياسة

أبوالفضل الإسناوي: تفرق مشايخ الصوفية وانقسامهم أدى لضعف أحزابهم بينما تكاتف السلفية أدى لنجاحهم



لعبت الحركة الصوفية العديد من الأدوار في الحياة السياسية، خاصة في مواجهة العديد من الأخطار التي شهدتها الدولة المصرية، وشجعت الدولة الدور السياسي للحركة الصوفية بالمجال العام، إلا أنه سريعًا، ما سقط الصوفية، من على عرش السياسة، وفشلت أحزابهم فشلًا ذريعا بعد ثورة 30 يونيه، خاصة مع ظهور التيار السلفي، وتحقيقه نجاحا كبيرا عبر حزب "النور"، مما أدى الى اختفاء الدور السياسى للصوفية، بعد خسارتهم فى الانتخابات البرلمانية.


من جانبه قال سامح عبدالحميد القيادي السلفى لـ"أمان" إن الطرق الصوفية ليس من أدبياتها الدخول في أي شأن سياسي، ومن أهم أسباب انتشارهم هو اطمئنان الحكام لهم، لأن الصوفيين لا يُعارضون أي حاكم، ولا يشتركون في المظاهرات، حتى أنهم لم يشتركوا في ثورة 25 يناير، ولا ثورة 30 يونيه.

ولذلك يُتاح لهم المجال لإقامة الموالد والليالي الساهرة، والخيام والسرادقات، وعندما اعترضنا «نحن السلفيين» على إقامة مولد الحسين، منعت الدولة هذه الاحتفالات ومنعت السرادقات، ولم يعترض الصوفيون، وهذا يُؤكد أنهم لا يُريدون أي مشاحنات أو احتكاك بالسلطة، ولذلك لم تنجح فكرة الأحزاب الصوفية، لأن الحزب السياسي يعترض على بعض السياسات التي تنتهجها الحكومة، والصوفيون لا يفعلون ذلك، وليس من منهجهم مناهضة السلطات، أو الاعتراض على السلطات.




وأضاف «حمودة» أنه بعد ثورة 25 يناير كانت نسبة حزب النور تمثل في ذلك الوقت، قدرة التيارات السلفية على ممارسة اللعبة السياسية باحترافية وبرجماتية شديدة، في المقابل كانت التيارات الصوفية ظاهرة في المشهد السياسي من خلال التصريحات الصحفية، وأسسوا العديد من الأحزاب السياسية، ولكن باءت محاولاتهم بالفشل خلال الانتخابات البرلمانية ذاتها، ومع التضخيم من قبل قادة تلك التيارات في أعداد الصوفيين في مصر، بات وضعهم السياسي أشبه بالمعدوم.


وأوضح «حمودة» كان الصعود السياسي اللافت للتيارات السلفية في مصر خلال الجولة الأولى من الانتخابات البرلمانية الماضية، محل تساؤلات حول الخريطة الفكرية للتيارات السلفية، وأسباب صعودها المفاجئ، بعد ثورة 25 يناير.


وتابع «حمودة» أصبحت ظاهرة تشكيل الأحزاب، العامل المشترك بين العديد من التيارات السلفية بغض النظر عن رأي قيادات تلك التيارات في السابق بتحريم العمل السياسي، وأصبحت الدعوة السلفية "مظلة" تضم تحتها العديد من الجماعات لسلفية المنهج، مثل أنصار السنة المحمدية، والدعوة السلفية في الإسكندرية، والجمعية الشرعية، والجماعة الإسلامية، بجانب السلفية التقليدية، التي قررت عدم خوض التجربة السياسية لكنها ستظل داعمة للتيارات السلفية للمشاركة في الحياة السياسية.

وقال "حمودة" استغل السلفيون، سقوط نظام مبارك، وسارعوا بإنشاء الأحزاب السياسية وساعدهم في ذلك الغياب الفعلي للقوى السياسية الليبرالية والقومية واليسارية، مما جعل التيار الديني هو القوى السياسية الأكبر في البلاد وساهم التنظيم الجيد للتيارات السلفية، ووجود كوادر شبابية، بجانب القدرة المالية الضخمة، وحشد الشارع، في نجاح التيار السلفي في ممارسة العملية السياسية والانتخابية واستخدمت التيارات السلفية، رجال الدعوة، والمساجد، في الدعاية الانتخابية، لحث الناخبين للتصويت لصالح التيار السلفي، بجانب استغلال العمل الاجتماعي والخدمي بشتى الطرق لاستغلال احتياجات البسطاء، وإقناعهم بالتصويت لصالح التيار السلفي.



من جانبه قال مصطفى زايد الخبير بالشأن الصوفي لـ«أمان» إن الأسباب الحقيقة التي أدت إلى فشل الصوفية، في السياسة، هو اعتمادهم على جذب عدد من المثقفين دون الاعتماد الحقيقي على القواعد الشعبية المؤثرة في العملية السياسية والانتخابية، واعتمد الصوفية على مخاطبة المواطنين من خلال الوسائل الإلكترونية، دون أي ممارسة فعلية للعملية السياسية، بجانب عدم وجود مطالب سياسية واضحة لدى الصوفية يستطيعون من خلالها، إشعال روح الحماس بين الأعضاء، أو جذب فئات من المؤيدين لتلك القضية.

وتابع زايد، أن المشكلة الأكبر هو اعتماد الأحزاب الصوفية، على المريدين، مما أدى إلى فشل تلك الأحزاب، خاصة أن المريدين لا يفقهون شيئا في السياسة، بالإضافة إلى تسخير هذه الأحزاب، لرفض بعض القوانين الخاصة بالمؤسسة الصوفية، مما جعل مشايخ الطرق الكبار يمنعون المريدين من الانضمام لها، من خلال تأكيدهم الدائم في الإعلام على أن هذه الأحزاب ليس لها علاقة بالصوفية.

في السياق ذاته، قال أبوالفضل الإسناوي، الباحث في الشئون الصوفية مساعد رئيس تحرير مجلة السياسة الدولية، «إن الأحزب الصوفية التي ظهرت بعد ثورة 30 يونيو هى "التحرير والنصر ونهضة مصر"، فشلت بسبب تفرق مشايخ البيت الصوفي، بعد انتخابات الطرق الصوفية، وانقسام مشايخ الطرق إلى جبهيتن، جبهة تؤيد الشيخ علاء أبوالعزائم، وجبهة أخرى تؤيد الشيخ عبد الهادي القصبي، مما أدى إلى فشل هذه الاحزاب التي ظهرت حيث تفرق المريدون بين القطبين الكبيرين، وهذا ما أدى إلى ظهور التيار السلفي بقوة خاصة أنه تيار أكثر حنكة وذكاء.

وتابع «الإسناوى» أن الأسباب الأخرى التي أدت لفشل الأحزاب الصوفية ونجاح الأحزاب السلفية، هو الدعم المقدم من الدول الخارجية للتيار السلفي، بينما الصوفية، لايوجد أحد يدعمهم أو يقدم لهم دعما حقيقيا، وهذا ما أدى إلى فشل هذا التيار في الحياة السياسية المصرية.