رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد شهرين من إعلان قوائم الفتاوى

«مشايخ السبوبة».. ينتصرون على قوائم الأزهر والأوقاف

مشايخ السبوبة
مشايخ السبوبة

برهامي وزملائه يعملون بكامل طاقتهم
وموقع «الأسك» بديل جديد يحارب الدولة
والأوقاف: نحارب المتطرفين ولن نسمح لهم



كمحاولة جديدة من قبل المؤسسات الدينية في مصر، لمحاربة انتشار الفتاوى الشاذة، خرج كلًا من مشيخة الأزهر ووزارة الأوقاف ودار الإفتاء، في منتصف نوفمبر الماضي، باصدار قوائم للفتاوى شملت 186 اسم مصرح لهم الفتوى عبر القنوات الفضائية ومنع أي غير ذلك من الظهور الإعلامي، وتحديد عقوبات كبرى لمن يخاف ذلك.
من أبرزهم الدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية، وعباس شومان وكيل الأزهر، ونصر فريد واصل وعلى جمعة وعدد من اعضاء هيئة كبار العلماء، واعضاء لجان الفتوى بالأزهر ودار الإفتاء. كما ضمت القائمة التى أعدتها وزارة الأوقاف 21 عالما وإماما من أبرزهم الدكاترة أحمد عمر هاشم، وأسامة الأزهرى وأسامة العبد وبكر زكى عوض ومحمد الشحات الجندى.
وبعد مرور أكثر من شهرين، "أمان" يحقق في مدى فعالية هذه القوائم من عدمه، من خلال قبل وبعد هذه القوائم.
وقد نتج عنه أن المؤسسات الدينية مازالت غير قادرة، لان هذا القرار نتج عنه منع بعض المشايخ والعلماء التابعين لوزارة الأوقاف أو الأزهر الغير مصرح لهم نتيجة تحديد الأسماء، وترك المجال واسعًا أمام من خرج القانون عليهم، أمثال نائب رئيس الدعوة السلفية ياسر برهامي.


◄ قنوات «الحويني» و«حسان» والإخوان
وفي هذه الأيام، تمكن أيضًا قنوتي "الرحمة" المملوكة لداعية السلفي محمد حسان، و"الندى" المملوكة لداعية السلفي أبو اسحاق الحويني، من ممارسة عملهم التام، والحلقات التي يتم اذاعتها وعلى رأسهم مجموعة من الدعاة السلفيين الذين تم منعهم من الخطابة والدرس.
وفي متابعة دقيقة للقنوات السلفية، وجد أنه تم نشر أربع حلقات فتاوى لـ"حسان"، وأكثر من 30 حلقة للداعية السلفي مصطفي العدوي، والذي يشرع فيها بالتفصيل للتعبير عن الفتاوى وكان من بينها تحريمه لتهئنة المسيحيين، وتكفيرهم أيضًا، بالإضافة إلى إقراره بفرضية الحجاب ووضع النقاب ضمن السنن المؤكدة، كما تم بث أكير من 10 حلقات لـ"الحويني"، رغم أنه يُعالج من أمراض الكبد والفشل الكلوى، أثناء وجوده حاليًا فى قطر، بالإضافة إلى إلقائه درسًا أسبوعيًا.
وفى النهاية مع محمد حسين يعقوب، والذى يعد من أشهر مشايخ التيار السلفى فى مصر، ويحظى بشعبية جارفة داخل هذا التيار، «يعقوب» الذى اعتزل الحديث فى الشأن السياسى مبكرًا، بعدما اشتهر مصطلحه «غزوة الصناديق»، يعيش حاليًا بين مصر والسودان فى رحلات دعوية.


◄ برهامي وفتاواه
ورغم إطلاق الوزارة ومشيخة الأزهر مجموعة من الأسماء تم تحديدها لإصدار الفتاوى عبر وسائل الإعلام المختلفة، إلا ان الدكتور ياسر برهامي نائب رئيس الدعوة السلفية، وتلاميذه مازالوا يعملون بكل حرية، لهذا قامت "الدستور"، بتتبع خط سير الفتاوى التي يصدرها، حيث مازال يصدر الفتاوى الخاصة به على موقعه الرسمي "صوت السلف"، والذي تحمل بعضها الفتاوى الشاذة.
فمنذ الخامس عشر من نوفمبر الماضي، وبالتحديد في الساعة الرابعة والخمس دقائق، أصدرت مشيخة الأزهر الشريف، بيانها، ومنذ هذا الفترة وحتى الأن، تمكن "برهامي" من إصدار أكثر من 20 فتاوى، على موقعه، دون أن يقابل ذلك من قبل الأزهر أو الأوقاف بالاستنكار أو معاقبته قانونين، رغم أنهم كانوا توعدوا بذلك خلال اصدار الفتاوى.
وكان أبرز الفتاوى التي أصدرها برهامي في ذلك الوقت، هي:حكم إحرام الرضيع في الحج والعمرة، والتي أثارت الرأي العام خلال ما يقرب من ثلاثة أيام متتالية، وانتقدها رجال الدين من الإئمة والوعاظ، متعبرين أياها أنها تعد واضح على علماء الأزهر ورجال الدين المؤهلين بالفتوى؛ لإنه غير مؤهل للإفتاء.
من جانبه رد، الشيخ محمد عبدالعزيز عثمان، إمام بأوقاف سوهاج قائلا إن حج الصبي إما أن يكون مميز أو غير مميز - هو مادون سن السابعة- أما المميز وهو مافوق سن السابعة فإن أدى فريضة الحج أو العمرة فحجة صحيح وعنرته صحيحة ولا تسقط عنه حجة الفريضة، أما عن فتوى ياسر برهامى، فهو ليس من أهل الفتوى، ولاعلى علم بكل أحكام القرءان الكريم من العلم بالناسخ والمنسوخ والعام والخاص والمطلق والمقيد، ولا أسباب النزول والعلم التام باللغة العربية، وشروط المفتي لا تتحق فيه.

وأصدر فتاوى أخر حملت عنوان رد على سؤال: كيف تعتمر وتطوف المريضة التي لا تستطيع المحافظة على وضوئها؟، وهل يقع الربا في تبادل الطعام؟، وأخرى: حكم التصدق بميراث المدمن ومَن ينفق المال في المحرمات وعدم تمكينه منه، وتنوعت الفتاوى بين الميراث والطلاق وأمور دنيوية وأخرى للأخرة، وبعضها حمل بعض الإجابة الشاذة دون أن يتحرك ساكن من قبل المؤسسات الدينية الرسمية.



◄ «رسلان» يواصل الخطب
كما أن الداعية السلفي المدخلي، محمد سعيد رسلان، مازال يسيطر على إحدى القرى بمحافظة المنوفية التي يتوافد إليها العشرات بل المئات من داخل مصر وخارجها، بالقائه خطبة الجمعة، والدروس الأسبوعية واستمرار عمل كلية ومعهد ديني تحت رايته.
ويواصل اصداره للفتاوى الشاذة والتي تحمل بعضها بعض الأفكار المنحرفة التي يحاربها الدين والدولة.

◄ المساجد للدعوة السلفية وحازم شومان ومحمد الصاوي 
وفي هذا الفترة أيضًا مازال قادة الدعوة السلفية في الإسكندرية تمكنوا من صعود المنابر وإلقاء دروس أسبوعية بعد صلاة العشاء، فبحسب مصادر مقربة، قالت إن أبرز هؤلاء الدعاة في الإسكندرية محمد إسماعيل المقدم وياسر برهامي وأخرين من الشباب وتلاميذ الدعاة الغير معروفين إعلاميًا لعدم تعرضهم لمضايقات إعلامية أو أمنية.
بينما مع كل صلاة جمعة، خلال نفس الفترة تبث الصفحات الرسمية لكلًا من حازم شومان ومحمد الصاوي على موقع التواصل الإجتماعي تسجيلات فيديو خلال خطبتهم للجمعة وصعودهم للمنابر رغم منعهم من قبل، وذلك في المحافظات الريفية.

◄ شيوخ الأسك
بينما في ذللك الوقت أيضًا مازال هناك العشرات من المشايخ الذي يطلق عليهم "شيوخ الأسك"، هم مجموعة من الشباب غالبا، يجيدون الرد على الفتاوي بطريقة سريعة ولبقة، مما يجعل عددا كبيرا من الشباب يقضي أوقاته في متابعة صفحاتهم، لاسيما أن الموقع لا يحتاج لتسجيل دخول عليه لمتابعة صفحاته، وخلال الشهرين الماضيين، وفي تتبع من "الدستور"، وجدنا أنهم مازالوا يعملون بكل حرية في الردود والفتاوى، وعدم التأثر هذه القوائم.
ويأتي على رأس أولئك عمرو بسيوني، الذي تحمل صفحته قرابة النصف مليون إعجاب، وتتميز بطابع فكاهي في الأسئلة والإجابات معًا وتحدثت عنه أكثر من وسيلة إعلامية عن الطرافة التي تميز الصفحة، فمثلا يسأله شاب: "إيه حكم شرب الحشيش يا شيخنا"، فيجيبه: "لا يجوز يا روح قلب شيخنا.. يا شاطر يا مؤدب"، وبهذا الشكل أصبحت صفحته محط أنظار رواد مواقع التواصل الاجتماعى خلال الفترة الماضية، ويسميه بعض المتابعين "الشيخ البرنس".
واستطاع "بسيوني" بخفة ظله جذب مئات الآلاف من الشباب والفتيات الذين باتوا يسألونه عن أدق تفاصيل التفاصيل في حياتهم ليقرأوا إجاباتهم على الملأ، مستغلين ميزة الآسك في أنه يخفي هوية متابعيه، أو قد يظهرها بأي اسم مستعار، مما شجعهم في سؤاله عن مواقف في حياتهم الشخصية والعلاقات العائلية وأسئلة متعلقة بالطهارة قد يستحي بعضهم أن يسأل عنها أحدا يعرفه.
ومن شيوخ الآسك، تحتل صفحة حاتم الحويني، نجل الداعية السلفي أبو إسحاق الحويني، مكانة مميزة بين هذه الصفحات، فصفحته تحمل أكثر من 700 ألف إعجاب، وبالرغم من كثرة متابعيه إلا أنه لا يكثر من الرد على الإجابات كالآخرين، وأحيانا يكتب أبياتا من الشعر أو حكمة من حكم القدماء، والطابع العام لصفحته ليس بنفس الخفة التي تميز صفحات أخرى وقد يكون هذا سببا في منح الصفحة مزيدا من المصداقية، ولهذا تقل الأسئلة الهزلية الواردة إليها مقارنة بغيرها.
أما أحمد سالم الشهير بـ"أبي فهر" فتحمل صفحته اكثر من مليون و200 ألف إعجاب، وتتميز صفحته بأنها حيوية جدا، وهو متابع لها بشكل مستمر ويجيب يوميا على كم هائل من الأسئلة، على مدار الأربع والعشرين ساعة، وهذا ما يفسر كثرة عدد متابعيه علاوة على أي صفحة آسك أخرى.
هذا بالإضافة إلى صفحات أخرى كثيرة أغلب أصحابها من الدعاة الشباب الذين يتلقون أسئلة بعضها يسألهم عن حياتهم الشخصية –فهي في الأصل صفحات شخصية- وبعضها يسألهم عن أحكام دينية لأشياء قابلتهم في حياتهم. 
وفي مواجهة من الدستور لوكيل وزارة الأوقاف، الشيخ جابر طايع، رفض التعليق على هذه المواجهة، معقبًا أن الوزارة تحارب كل من يحمل فكري ارهابي، من خلال منعه صعود المنابر وتحويل الإمام المسؤول عن المسجد إلى التحقيق، وعمل محضر في النيابة خاص بالواقعة تجاه المتسبب في ذلك.
وأضاف طايع في تصريح خاص، أن أن قوائم الفتوى التى تم وضعها مبدئية وليست نهائية، معلنا أن وجهة نظره كممثل لوزارة الأوقاف أن يكون المنع أفصل من السماح على أن يكون المنع مسببا، وعدم اختزال الأمر على عدد معين من العلماء فمصر مليئة بالعلماء الذين نشروا الدين الوسطى فى ربوع الوطن العربى بل والعالم بأثره.

وأوضح أن المنع أفضل من الإتاحة على أن يكون هذا المنع مسبب ويتم إعلان هذه الأسباب للجميع، مؤكدا أن علماء مصر يُستعان بهم فى ربوع العالم كله وبالتالى فمن باب أولى أن يتم منع وليس إتاحة.
وذكر أن القوائم ما هى إلا أمر استرشادى، وأن الأصل فى الأمور الإباحة، بما يعنى أن الأفضل هو إصدار قوائم بالممنوعين من الإفتاء وليس المسموح لهم، وأن الأمر سيشهد مراجعة وإعادة تقييم الفترة المقبلة.