رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الوصايا العشر لرئيس مصر


البرج العاجى قابل للكسر السريع ، وهناك فرق بين الطاعة بالخوف والطاعة بالحب، القائد المحبوب ينام مطمئناً ، فسور حمايته ليس البرج العالى، ولا الأسوار الفولاذية، بل بالحب والعطاء والبذل والسخاء.

نقدم هنا السمات المطلوبة فى الرئيس القادم فى وصايا عشر: أولا:- رئيس مبتكر يخرج بنا من الروتين ولكن بغير مغامرات. بل يمزج الفكر بحرفية علمية مع الفصل بين الحالمين ورجال أعمال جادين وجذب مشروعات جادة.

ثانيا:- الأمانة: ولا نقصد بالأمانة عدم السرقة أو الاختلاس لكن الأمانة أكبر من ذلك، فالأمانة هى المسئولية نحو فريق العمل ورفع سقف الجدية فى العمل والأمانة فى الاداء والمنافسة فى الأداء لإيجاد الفرد المناسب القادر على العمل الجماعى.

ثالثا:- القدرة على الإنابة «نائب الرئيس» To delegate: للوصول للعمل الجماعى والثقة فى الفريق والتعافى من المرض الأنوى «أنا وبعدى الطوفان» إذا عرف سر العمل سيأخذ دورى «د. زويل يقول ما وصلت اليه كان ناتج أعمال الفريق حيث لا يوجد قفل على درج الزملاء كما كان الحال فى مصر، فالنجاح هو القدرة على تدريب الآخرين والقدرة على خلق نماذج ناجحة من القائد الناجح. كنا نسمع لماذا لم يعين فلان نائباً، لأنه لم يجد من هو أقل منه ذكاء. مفتاح الإنابة أو الثقة فى الفريق هو اكتشاف قدرات أعضاء الفريق والسخاء فى الإنفاق على تدريب المبدعين والجادين والمخلصين، فأفضل أن ننفق على الفرد قبل الآلة.

رابعا:- فن التواصل communication: أن تعرف ماذا تريد أن تحققه وتستطيع أن تنقل الفكر إلى الفريق، مع تدريب آخرين جدد لضمهم إلى الفريق حتى يتجدد الدم وتستمر العجلة فى تطور وإضافة.

خامساً:- القدرة على الإتاحة: فالقائد غير المتاح للفريق لن يصل إلى تحقيق الهدف المطلوب من الفريق، وهذا ما يعرف بمبدأ الباب المفتوح بين القائد والفريق، والتواصل الصحى، لا مكان للمبة الحمراء بين القائد والفريق، بناء الثقة بين القائد والفريق «الثقة وليس الترهيب».

سادسا:- روح المرح الراقى: يخلق طاقة إيجابية لدى الفريق نصيحة أحدهم «شجع العامل ان يضحك فى الخطأ لا أن يبكى، حتى تخلق جواً من البهجة الصحية «a happy and healthy space» وتجنب أن يصل الفريق إلى اليأس أو الفشل أو الضيق، والنصيحة كانت «طوبى» «سعادة» من كان عمله هوايته. رأينا أحد القادة فى إدارة معينة كان يهدد ويهزئ ولا مانع أن يمد يده. قالت إحداهن كنا نتمنى المرض حتى لا نذهب للعمل، وعندما خرج للتقاعد فرح كل العاملين بالقسم، ومن حل مكانه لم يجد ورقة واحدة يسترشد بها فى عمله.

الإخلاص والتكريس، الالتزام commitment: إذا أردنا عملاً ناجحاً منتجاً كماً ونوعاً، فالقيادة بالنموذج «أنا مش اخليكم تناموا» يعنى 24 ساعة شغل، مش بالعصا ولا بالكلام ولا حتى بالرشوة، ولكن بالقدوة إيدك بأيد معاونيك.

سابعا: الابتكار creativity: التفكير خارج الصندوق– الفريق ينتظر القائد النموذج – المقدر للآخرين – المهتم بإنسانية العاملين.

ثامناً:- خارطة طريق واضحة: القائد الذى لا يملك خارطة طريق يقود الفريق للسباحة فى مياه غير آمنة، فكل شىء يبدو غامضاً. والنتائج غير معروفة، والمخاطرة غير محسوبة، والقائد الناجح هو من يدرك خطوات العمل، ويتأكد من المنتج كماً ونوعاً وليس بمبدأ التجارب واحتمال النجاح والفشل، وأما التجارب غير المحسوبة فأثرها الاحباط والتردد والخوف والركون الى اللاعمل، ومبدأ «تشتغل كتير تغلط كتير تجازى كتير، لا تعمل – لا تخطئ –تكافأ وترقى».

تاسعاً:- القدرة على الإلهام: القائد الملهم يدرب الفريق على الإلهام، والاكتفاء بما نصل إليه لا يمكننا من التقدم والإنتاج النوعى والكمى، «فمن يظن أنه وصل إلى القمة فيكتفى ويستغرق فى الانبهار فالوقت يمضى ومن فى القمة يصبح رمة، لأن القمة ليست نقطة ثابتة، لابد من خلق روح الحماس المتواصل والنظرة المستمرة إلى ما هو أبعد من نقطة الوصول».

عاشراً:- جدد الثقة فى معاونيك وكن صبوراً ،عطوفاً - محباً مع الجدية والعطاء السخى.

البرج العاجى قابل للكسر السريع ، وهناك فرق بين الطاعة بالخوف والطاعة بالحب، القائد المحبوب ينام مطمئناً ، فسور حمايته ليس البرج العالى، ولا الأسوار الفولاذية، بل بالحب والعطاء والبذل والسخاء.

الحاكم الزائر لحاكم آخر ويسأله عن سر الأمان فى مدينته فقال الاسوار العالية – ولكن لم أجد فى إسبرطة سوراً ، قال أسوارنا هم جنودنا وشعبنا الساهر على أمننا.

وقال آينشتين «لا أفهم أبداً كيف يعيد الشخص نفس التصرف بنفس التفكير فى نفس الظروف، ثم يتوقع نتائج مختلفة». «فى مقال علاء الأسوانى 1/4/2014 - من البرت آينشتين إلى السيسى».

■ رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر