«كنوز وسط البلد».. كتاب يحكي قصة حياة القاهرة التي كانت

عن دار الرواق للنشر والتوزيع صدر كتاب "كنوز وسط البلد" للكاتب ميشيل حنا، في 250 صفحة من القطع المتوسط ومدعم بالصور عن الحكايات التي يذكرها المؤلف عن منطقة وسط البلد بالقاهرة.

الكتاب عبارة عن حكايات صغيرة وكلها تدور عن المنطقة، حيث يسرد المؤلف العديد من الحكايات عن العمارات والمناطق وعن وسط البلد القديمة التي برع المصممون في بنائها إبان مصر الكوزموبوليتانية، وزخر الكتاب بالعديد من هذه الحكايات.

وينتقل المؤلف إلى وسط القاهرة فيذكر العديد من أحداثها القديمة من عمارات وواجهات فيرصد من خلالها تواريخ هذه المباني وغيرها، فيذكر مثلا مبنى أخبار اليوم ومتى صدر العدد الأول، ولافتة كتب عليها آثار الدكتور راجوزيتش ويتبعها بالقصة.

دعم ميشيل حنا قصصه بالصور من أماكن مختلفة وشوارع مختلفة لمنطقة وسط القاهرة، وكيف أن شارع عبد الخالق ثورت كان اسمه شارع المناخ، وليس المناخ هنا بمعنى الطقس، لكنه المناخ الخاص بإناخة الجمال.

ويذكر عمارة يعقوبيان وأنها ليس التي ظهرت في الفيلم الذي قام ببطولته عادل إمام، ولكن العمارة الحقيقية تقع في شارع طلعت حرب بجوار سينما ميامي، وتتكون من 8 طوابق وبنيت على مساحة 885 متر مربع وتنتمي لطراز معماري عرف بالآرت ديكو، وهي من تصميم المعماري الأرمني جارو  باليان.

حكايات كثيرة يمتلئ بها الكتاب ومعلومات قيمة منها حكاية جروبي يوم أ، قال روميل ثعلب الصحرا سأشرب الشاي في جروبي ومن هنا وبعد عبارته هاجرت أغلب العائلات اليهودية من وسط القاهرة، وعن مصنع قها وكيف تم تاميمه وخصخصته وغيرها الكثير من الحكايات.

ولان الكتاب يتحدث خصيصا عن وسط القاهرة وما يمتلئ به من حكايات تعيد التعريف بهذه المنطقة من أرض مصر، لكنها وعبر اللافتات والواجهات تسرد الكثير من الحكايات عن هذه المناطق وتاريخها وما طرا عليها أيضًا.

لكن حنا لا يذكر بالضرورة ما تخلف من أثر خلف واجهات العمارات وغيرها، لكنه يرصد توقيعات وإعلانات ولافتات قديمة ظلت محتفظة بمكانها رغم عوامل الزمن في مسح معظمها، ولكن بواقيها تشهد بما كانت عليه يوما، هي قصة مكان ومساحة عريضة تنقلت في تواريخها عبر حقب كثيرة، وظلت محتفظة بعبق كل حقبة وإن خطت الايام والسنين صبغتها عليها.

ومن أمثلة ما يوجد في الكتاب مدعوما بالصور قصة مبنى أخبار اليوم، وكيف أن في يوم 11 نوفمبر من عام 1944 صدر العدد الأول من جريدة أخبار اليوم التي أصدرها علي أمين ومصطفى أمين وكانت جريدة انتشرت انتشارا صاروخيا وشكلت ثورة في عالم الصحافة في مصر.

كان النجاح مدويا ومنذ اليوم الاول ظلت الجريدة تنتشر وتتوسع وصار لها مبنى ضخم، والمبنى تم تصميمه بواسطة المعماري الرائد سيد كريم عام 1948.