رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المتحدث باسم الكنيسة: صفات البابا شنودة الغنية والراقية سبب الحب الذي أحاطه

القمص موسى إبراهيم
القمص موسى إبراهيم المتحدث باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية

قال القمص موسى إبراهيم، المتحدث باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، إن الراحل قداسة البابا شنودة الثالث كان بالفعل نبعًا من الحنان والرفق بالناس، وتشهد بذلك يده السخية في العطاء للجميع، فلم يكن ممكنًا أن تلتقي "البابا" وتمد يدك لتصافحه إلا وترجع وفي يدك "منحة" من هذه اليد المباركة، صورة، أيقونة صغيرة، قطعة شيكولاتة، ورقة نقدية من الفئات الصغيرة وهكذا، لافتا إلى أن الحديث عن هذه الشخصية المفعمة بالحب والعطاء وكل المشاعر النبيلة، يطول ويمتد بسبب ما تمتع به صاحبها "البابا شنودة" من صفات متأصلة، غنية، راقية، فريدة كانت سببًا مباشرًا في حالة الحب والالتفاف التي أحاطته طوال سنين خدمته الرعوية التي امتدت لما يقارب نصف قرن (أسقفًا وبطريركًا).

وقال القمص موسى إبراهيم - بمناسة مرور 10 سنوات على رحيل قداسة البابا شنودة الثالث - إنه حينما نظم "نظير جيد" وهو اسم البابا شنودة قبل الرهبنة قصيدةً في رثاء القديس الأرشيدياكون حبيب جرجس في ذكرى مرور أربعين يومًا على نياحته، عام 1951 لم يكن يعلم أنه سينطبق عليه محتوى أبيات القصيدة ذاتها بعدها بما يزيد عن ستين سنة، بعد أن صار بطريركًا عام 1971 واستمر يقود الكنيسة لأكثر من أربعين سنة.

وأضاف أنه قال في بعض أبيات من القصيدة المشار إليها: “أنت قلبٌ واسعٌ في حضنه .. عاش جيلٌ كاملٌ أو عاش شعبُ/أنت نبعٌ من حنانٍ دافقٍ .. أنت عطفٌ أنت رفقٌ أنت حبُ/وأبٌ أنت ونحن يا أبي .. عشنا بالحب على صدرك نحبو/لك أبناءٌ كثار إنما لك فوق الكلِ يا قديسا ربُ”.

ونوه بفحوى الكلمات السابقة ينطبق بوضوح على مثلث الرحمات قداسة البابا شنودة الثالث الذي في حضن قلبه الواسع عاشت أجيالٌ وتربت على تعاليمه، وتعلمت من كلماته ومواقفه، فاستحق بجدارةٍ لقبي "معلم الأجيال" و "ذهبي الفم الثاني". بل تأثرت به الملايين من الناس، من أجناس شتى، الذين التقاهم عبر زياراته المتعددة، فلقد طاف بلادًا عديدة بلغت 38 دولة في قارات إفريقيا وآسيا وأوروبا وأمريكا الشمالية وأمريكا اللاتينية وأستراليا، إذ قام بـ 105 رحلات خارج مصر، أنجز خلالها 195 زيارة رعوية ومسكونية ووطنية.

وأضاف أن البابا شنودة كان يشهد له حضنه الذي كان يحتوي أي طفل يراه بكل حنو، وأذنه التي كان يميلها ليستمع لشكوى مسنٍ حنى عليه الزمن ولم يجد من يسمعه، وقلبه أيضًا يشهد له، ذاك الذي كان يفتحه، بالمشاركة مع باب مكتبه، أسبوعيًا لاستقبال "أخوة الرب" ملبيًا لهم حاجاتهم الصغيرة والكبيرة على حدٍ سواء، ويشهد له أيضًا غضبه النبيل الذي كنا نراه، حينما تأتيه رسالة مكتوبة في قصاصة ورق، وضعها أحدهم على مكتبه في اجتماع الأربعاء الأسبوعي، تحمل شكوى من تقصيرٍ في الخدمة في إحدى الكنائس، إذ كان يغضب مطالبًا الخدام بكل فئاتهم ورتبهم، أن يشعروا بآلام الناس وأوجاعهم، وكثيرًا ما كان يدعو صاحب الشكوى لزيارته في المقر البابوي، ليلبي له طلبه، أو يحيل الموضوع لواحدٍ من أعضاء السكرتارية الخاصة به ليهتم بها بنفسه.

ولفت إلى أن الحديث عن هذه الشخصية المفعمة بالحب والعطاء وكل المشاعر النبيلة، يطول ويمتد بسبب ما تمتع به صاحبها "البابا شنودة" من صفات متأصلة، غنية، راقية، فريدة كانت سببًا مباشرًا في حالة الحب والالتفاف التي أحاطته طوال سني خدمته الرعوية التي امتدت لما يقارب نصف قرن (أسقفًا وبطريركًا).

واختتم تصريحاته قائلا: "لكني اكتفي بهذه الكلمات القليلة التي تعد مجرد لمحة من تفاصيل عديدة اتسم بها البابا الراحل، تلك التفاصيل التي صنعت لنا شخصية عظيمة هو البابا شنودة الثالث البطريرك القبطي الـ177".