رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الكاثوليكية» تٌحي ذكرى رحيل القديس جبرائيل لالمان الشهيد

كنيسة
كنيسة

تحي الكنيسة القبطية الكاثوليكية اليوم، ذكري رحيل القديس جبرائيل لالمان الشهيد، إذ روى الأب وليم عبد المسيح سعيد – الفرنسيسكاني، سيرته قائلاً: “ولد جبرائيل لالمان يوم 10 سبتمبر عام 1610م في مدينة باريس بفرنسا، وكانت دروسه في كلية كليرمون اليسوعية أثر كبير في اكتشاف دعوته؛ لأن اليسوعيين في الجامعة لم يكتفوا بتدريس العلوم، بل كانوا يصقلون شخصية طلابهم فيجعلون منهم بناة لمجتمعاتهم، واستطاع الشاب جبرائيل أن يسمع”.

وتابع: صوت الله يدعوه إلى خدمته، فانضم للرهبنة اليسوعية وهو في العشرين من عمره، وحين أبرز نذوره الرهبانية، أضاف نذراً شخصياً في أن يكرس حياته للرسالة خارج فرنسا وطلب من رؤسائه أن يرسلوه إلى بلاد الرسالات فمانعوا، لأن صحته ضعيفة جداً، فأذعن للأمر الواقع، وصار يعلم في إحدى مدارس الرهبانية، وكلما زاره واحد من الرؤساء، يفصح له عن رغبته في الرسالة البعيدة، ويكتب له طلباً خطيًا بذلك.

مٌضيفًا: "بعد سبع سنوات، عين عمه رئيساً للرسالة في أمريكا فتوسط لدى الرؤساء، ونال موافقتهم على أن يذهب ابن أخيه إلى بلاد الهورون، وفي 13 يونيو عام 1646م ـ أبحر جبرائيل إلى كيبيك.

وأقام مدة سنتين في مدينة سيلري ليتعلم لغة الهورون وعادات الهنود الحمر وتقاليدهم من الكتب التي دونها الأب بريبوف والقاموس الذي ألفه، وفى شهر أغسطس عام 1648م، سافر مع الهنود الذين أتوا للمقايضة، إلى بلاد الهورون، لحق برفاقه اليسوعيين هناك.

وفي منطقة القديسة مريم الهورونية، تابع دروسه للغة من خلال احتكاكه المباشر بالشعب، وجعل يرافق الب بريبوف في زياراته للمناطق والقرى الهندية . وكان الأب بريبوف لا يبخل عليه في تعليمه كيفية التعامل مع الهنود، وكيف يمكنه أن يؤقلم رسالة الإنجيل مع ثقافة هذا الشعب البدائي. وتميز الأب لالمان بعمق روحاني فريد . فصار مرشداً للب بريبوف، وواعظاً لإخوته الرهبان.

وتابع: وكان يلح في أحاديثه الروحية والرياضات الروحية التي يعظها للرهبان على المواضع التالية: الطهارة، وصيانة القلب، والتأمل المستمر، والاتحاد بالله، وحب المسيح، ووداعة الروح القدس، بعد ستة اشهر من وصوله إلى تلك البلاد، قام مع الأب بريبوف بجولة بين القرى، وأمضيا ليلتهما في قرية القديس لويس وفى تلك اليوم، هجمت قبائل الإيروكوا، وهي من قبائل آكلي لحوم البشر، على مركز القديس أغناطيوس، وعاثوا فيه فساداً.

مٌستكملاً:  “وشعر سكان القرية أن الإيروكوا سيغيرون عليهم لا محالة، فأرسلوا الأطفال والنساء إلى الغابة، واستعدوا للدفاع عن قريتهم، لكن الإيروكوا فاقوهم عدداً وعدة، وسقطت القرية في أيديهم بعد فترة قصيرة من هجوم شنوه يوم 15 مارس عام 1649م، وألقوا القبض على الأبوين لالمان وبريبوف، وعلى عدد من الهورون المدافعين، فقلعوا أظافرهم، وقطعوا أصابع أيديهم، وأجبروهم على الجري فوق الثلج  والهواء القارس يلفح أجسامهم الشبه عارية”. 

وتابع: وحين وصلوا إلى قرية القديس أغناطيوس المدمرة، كانت هناك مجموعة أخرى من الإيروكوا في انتظارهم، فضربوا الأسرى بعصى الخيزران على رؤوسهم ووجوههم وأعناقهم، ثم جروا الأبوين لالمان وبريبوف وربطوهم إلى خشبتين، ولكي يرهبوا الأب بريبوف أمام عينيه حتى مات، ثم وضعوا قدميه في الجمر لكي يرقص ويهزوا منه، وصنعوا طوقاً من الحديد المحمي وعلقوه على عنقه، وسكبوا عليه الماء المغلي ليسخروا من المعمودية التي منحها لبعض الهورون، وقطعوا جزءاً من يده اليمنى. 

وتابع: وعلى الرغم من هذه العذابات، لم ينجحوا في إجباره على التوسل إليهم، فاقتلعوا عينيه، ووضعوا مكانها جمرتين، فخارت قواه، وأغمي عليه، ولما كان الإيروكوا قد اكلوا جسد الأب بريبوف، أرادوا أن يحتفظوا بالأب لالمان حياً ليأكلوه في اليوم التالي، فأوقفوا التعذيب، وفى صباح الغد، وجد الإيروكوا أن الأب لالمان استرد وعيه، فأحضروا حديداً محمياً، ووضعوه في فمه، فاحترق لسانه، ثم استلوا خناجرهم، وبدأوا يقطعون من جسده ويأكلون فصرخ صرخة عظيمة وأسلم الروح يوم 17 مارس عام 1649م، وهو في السادسة والثلاثين من عمره، أعلن البابا بيوس الحادي عشر الشهيد الأب جبرائيل لالمان طوباوياً يوم 21 يونيو عام 1925م، وزاد البابا نفسه في إكرامه فأعلنه قديساً يوم 19 يونية 1930.