رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المرتزقة فى ليبيا.. مصير مرهون بانتخابات غائبة ووضع سياسى معقد

المرتزقة في ليبيا
المرتزقة في ليبيا

المشهد الليبي يزداد تعقيدًا يومًا بعد آخر، فوجود حكومتين متنازعتين في البلاد يلقي بظلاله على كافة مناحي الحياة هناك، والمستقبل في نظر الليبيين أنفسهم يبدو غامضًا في ظل الآلاف من عناصر المرتزقة، والقوات الأجنبية، والسؤال الراهن وسط اختلاف حكومتي «الوحدة الوطنية» برئاسة عبدالحميد الدبيبة، و«الاستقرار» برئاسة فتحي باشاغا، هل هناك بارقة أمل لخروج المرتزقة عما قريب، أم أن خروجهم سيؤجل لمدى غير معلوم؟

«الدستور» تجيب من خلال المختصين على تأثير المرتزقة على الوضع السياسي في ليبيا، وما هي الحلول أو الوسائل التي قد تعمل على تسهيل وتسريع خروجهم من البلاد من خلال عدد من المحللين والمختصين.
 

«القشاط»: الناتو كان سببًا في دمار ليبيا.. والأوضاع الراهنة قد تؤجل خروج المرتزقة

قال السفير محمد سعيد القشاط، سفير ليبيا الأسبق في المملكة العربية السعودية، إن حلف شمال الأطلسي الناتو، كان سببًا في دمار ليبيا.

وأضاف في تصريحات خاصة لـ«الدستور»: «ليبيا تحتاج في الوقت الراهن لإخراج المرتزقة والقوات الأجنبية من أراضيها، فكل الفصائل في البلاد لديها مرتزقة وميليشيات».

وتابع: «قد يكون هناك قدر من التأجيل غير معلوم مداه لإخراج المرتزقة والقوات الأجنبية»، وأرجع ذلك إلى الانقسام الراهن بين الفصائل الليبية.

وشدد السفير الليبي الأسبق، وهو أيضًا رئيس جبهة النضال الوطني الليبي، على أن حل الأزمة في ليبيا هو خروج المرتزقة، ورفع الدول الأجنبية أيديها عن الأراضي الليبية، بالإضافة لجدية الأمم المتحدة في الحل، وأن يكون الحل الحقيقي في مائدة ليبية- ليبية».

السفير محمد القشاط

«معتوق»: ملف المرتزقة سيعلق في الفترة الراهنة

بدوره رأى الباحث السياسي الليبي عبدالحكيم معتوق، أن نظام الحكم في هذه المرحلة القلقة من تاريخ ليبيا، شكّل إزعاجًا، وتحديدًا عقب حالة التقارب التي تمت بين الفرقاء والمتصارعين على المال والسلطة.

وتابع: «كنا استبشرنا خيرًا بعد الوفاق الذي تم وأنتج الحكومة، إلا إننا كنا نتمنى أن نؤسس لمرحلة انتقال نهائي للسلطة من خلال الانتخابات».

وأضاف: «وساطات عربية، ورعاية أممية في القاهرة وأبوظبي وباريس وألمانيا، بخلاف لقاءات سرية حدثت لحلحلة الأزمة ورفع سطوة المليشيات، إلا أن مفاصل الدولة أصبحت في أيديهم، وهو ما دعا قائد الجيش خليفة حفتر لأخذ قراره بضرورة دخول العاصمة وتطهيرها، ولكن ربما لم تكن القراءة دقيقة، ولم يدرك خارطة التحالفات في العاصمة وارتباط الكثير من المليشيات، وهو ما قلب الأمور رأسا على عقب».

واستطرد: «دخلت القوات الأجنبية إلى العاصمة، ومن هنا بدأت قصة المرتزقة، وبدأنا الدخول في صراع مسلح دامي ومتعدد الأطراف».

وتابع: « تم الاتفاق على خارطة طريق في جنيف، ورشحت عنه حكومة عبدالحميد الدبيبة، والتي كان من أهم أولوياتها ضرورة وضع قاعدة دستورية للانتخابات البرلمانية والرئاسية في مدة أقصاها عام منذ توليه السلطة ورفع المعاناة عن كاهل الليبيين وتوحيد المؤسسات السيادية».

ولفت معتوق في تصريحات خاصة لـ«الدستور»: «اللجنة العسكرية 5+5 تشكلت من خلال هذه الخارطة، ونجحوا خلال الفترة الزمنية الماضية في فتح الطريق الساحل شريان الحياة بين الشرق والغرب، ووضعوا اللبنة الأولى لتوحيد المؤسسة وقيادتها وتفعيلها ودعوة كل الضباط وضباط الصف للالتحاق بمعسكراتهم، والعمل على التنسيق معها أو الاتصال بالعواصم التي لها وجود وفق مذكرات تفاهم كثيرة».

وأردف: «حرب الكلام وتبادل الاتهامات مشتعلة بين حكومة الدبيبة والبرلمان وكل طرف يتهم الآخر بخرق الاتفاق السياسي»، معتبرًا أن الأمم المتحدة أصبحت طرفًا في الأزمة الليبية.

وأضاف: «عدنا للاستقطابات مرة أخرى، وملف المرتزقة سيعلق بالتأكيد، وربما يتم توظيفه إذا عدنا للمواجهة المسلحة».

عبدالحكيم معتوق

 

طارق فهمي: الاستقطابات ستؤثر على ليبيا.. والقاهرة داعم دائم

«الحل في ليبيا لابد أن يكون ليبي - ليبي، وخروج المرتزقة والقوات الأجنبية شرط أساسي للحل، لكن موعد خروجهم أصبح غير معلوم خاصة أن الملف عاد لنقطة الصفر مرة أخرى».. حسبما قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة في تصريحات لـ «الدستور». 

وأشار «فهمي» إلى أن الاستقطابات الراهنة ستؤثر بالسلب على إرادة الدولة الليبية بشأن إخراج المرتزقة والقوات الأجنبية من البلاد.

وأضاف: « القاهرة تؤكد دائمًا على الحفاظ على استقرار ليبيا ووحدة وسلامة أراضيها، وتدعم مؤسساتها، لذا تثمن مصر دائمًا  إجراءات مجلس النواب كونه الجهة التشريعية المنتخبة، والمعبرة عن الشعب».

وشدد «فهمي» على أن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي للمملكة العربية السعودية أمس الثلاثاء، مهمة، وتأتي في توقيت له دلالات قوية من حيث القضايا والموضوعات ومن ضمنهم القضية الليبية، والتي تؤكد على الرسالة المصرية الداعمة للأشقاء والأمن القومي العربي والإقليمي.

د. طارق فهمي 

 

إقرأ أيضًا:

مشهد معقد.. «الصراعات الانتقالية» تهيمن على ليبيا والارتباك السياسي سيد الموقف