رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هل يقف العالم على فوهة بركان حرب عالمية ثالثة؟


واضح أن ما يطلق عليه القوى الصاعدة تتنافس على السلطة في أركان العالم الأربعة، فمنهم من يبحث عن موقع جديد لبلاده مع النظام العالمي في عصرنا الحاضر، ومنهم من لا يزال يبحث عن موقع جديد لبلاده ضمن النظام العالمي القائم، ومنهم من لا يزال يبحث متسائلًا عن موقعه وشرعيته في ظل منافسة عن وضعية وشرعية موقعه دوليًا مع واقع الاقتصاد العالمي.
وتدفق الأموال والتجارة والبشر في ظل الوعي الأخلاقي العالمي وبداية نجم القارة الآسيوية في وقت يعاني فيه شرقنا الأوسطي بمشكلاته في شتي الأمور، مع إدراكنا بصحوة غير مسبوقة من الوعي والجهد الذي لا يخفي على قريب أو بعيد ونحن نرى وندرك موقع مصر المتميز وصحوة شعبها وقادتها، الأمر الذي يدركه كل متابع أو مطلع علي الحراك المصري في شعبها وقيادته.
وحيث إن التاريخ لا يعيد نفسه كما كنا نظن، وعلى سبيل المثال من أرض الواقع، فالصين في عام ٢٠١٢ من المستحيل أن تكون مثل ألمانيا في عام ١٩١٣، وأمريكا حاليًا لا يمكن أن تكون مثل بريطانيا قبل قرن من الزمان الماضي.
وقد لفتت مجلة فورين بوليسي الأمريكية الانتباه إلى أن هناك اختلافات أخرى بين بريطانيا في عام ١٩١٣ وبين الولايات المتحدة الأمريكية عام ٢٠١٣ أي بعد مضي قرن مئوي، فبريطانيا لم يسبق لها أن كانت قوى عظمى على الصعيد العسكري مثل ما هى عليه الآن مع أمريكا.
كما أن السباق العالمي يختلف تمامًا من حيث أهدافه عما كان عليه منذ قرن من الزمان، فالتطورات التقنية تغير الأشياء بصورة تفوق أي توقعات وتتعدى أي تصور للأذهان.
لذا فإن عالمنا قبل مائة عام مضت لا يتشابه مع عالمنا في حاضرنا وإن ظل الصراع المستقبلي بين القوى الكبرى حتى نستطيع القول إنه من الصعب التنبؤ اقتصاديًا وحربيًا وسيظل البشر يعيشون في حالات ترقب دون يقينية بالنسبة للمستقبل.
وخلاصة القول إنه علي شعوب العالم بقياداته أن يتبصروا واقعهم ومراجعة ماضيهم ورؤى مستقبل شعوبهم لبناء الأوطان وإعداد الأجيال الحديثة بصحوة علمية وتطلعات هادفة لعصرنا الآني وشعوبنا المجاهدة التي خاضت حروبًا ودفعت الغالي والنفيس الذي لا يعوض بدماء جرت وأسلحة تتجدد، واضعين في الاعتبار لغد أفضل من الأمس من كل زاوية مع الأمل والعمل لعلاقات دولية حتى ينعم الابناء والأحفاد بعصر جديد ملؤه العمل والنجاح والتقدم وحسن الجوار للقريب والبعيد.