رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«يوم الشهيد».. حديث شخصى مع الجنرال «عبدالمنعم رياض» فى مكتب هيكل

«لو يُقتَلونَ مثلما قُتلتُ

لو يعرفونَ أن يموتوا

.. مثلما فعلتْ»

«لماذا؟ لماذا ذهب؟.. والتقديرات كلها بعد معارك يوم السبت، أمس، تشير إلى أن العدو سوف يحاول فى الغد (الأحد ٩ مارس) أن يثأر لخسائره»، كان هذا هو السؤال الذى دار فى ذهن الكاتب الصحفى محمد حسنين هيكل- وربما فى عقل غيره من الجماهير المصرية والعربية - وهو جالس فى مكتبه بصحيفة الأهرام بعدما علم بنبأ استشهاد الفريق عبدالمنعم رياض، رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية «من ١١ يونيو ١٩٦٧ وحتى ٩ مارس ١٩٦٩» على الجبهة فى أكثر المواقع تقدما بين الجنود!.

هيكل ترك سؤاله، والورقة، والقلم، وسيجاره الشهير، وفنجان قهوته السادة، وحزن يعتصر قلبه- حسب قوله- ووقف فى صمت ودهشة! بعد لحظات تحرك بعصبية تبدو طبيعية فى مثل هذه الأوقات، واضحة على ملامحه، حتى اقترب من زجاج النافذة، ووقف بجوارها ليلقى نظرة عابرة، ونافذة، وعابثة على شارع الجلاء/ بوسط العاصمة. والذى بدأ يتسرب إليه من ناحية محطة سكة حديد مصر «منطقة رمسيس»! المئات من البشر فى طريقهم إلى ميدان التحرير استعدادًا لوصول «ووداع» جثمان الشهيد عبدالمنعم رياض من مستشفى المعادى العسكرى، بعدما استشهد وفارق الحياة. من وراء النافذة عاد هيكل ووقف بجوار المقعد الذى كان قد جلس عليه عبدالمنعم رياض عندما زاره قبل شهر من الآن وجلسا معًا يتبادلان الحديث حول تطورات الموقف فى ظل حرب الاستنزاف التى يقودها بجدارة، وجسارة، وذكاء، وفداء. وقتها لم يكن يعرف، ولا هيكل بالطبع، أن هذا سيكون آخر لقاء، وآخر فنجان قهوة له مع هيكل الذى أنقذه- أى عبدالمنعم رياض- قبل سنوات من احتساء كأس من الفودكا الروسية الملتهبة فى حفل عشاء مع الوفد المصرى داخل قاعة الاستقبالات فى وزارة الدفاع الروسية. 

«يا ننىِ عين البلد

يا ابن البلد يا عزيز

بكِّيت عيون البلد

والبنت والعواجيز»

الليلة هى الليلة السابعة من شهر فبراير من ذلك العام الحزين، والساعة اقتربت من التاسعة مساء عندما كان هيكل فى مكتبه يلملم أوراقه، ويطلب من مديرة مكتبه، السيدة نوال المحلاوى، استدعاء سائقه، للمغادرة إلى المنزل عندما رن الهاتف: 

- أهلًا يا أفندم.. لا.. لسه فى مكتبى.

- طيب.. أنا فى الطريق إليك لشرب فنجان قهوة معك.. ثم أغلق الخط! 

 

«كل اللى مات

من قبل عبدالمنعم رياض

ماتوا ع السرير وفى البيوت

ماتوا فى سكوت»

الفريق عبدالمنعم رياض رئيس أركان حرب الجيش المصرى ترك مكتبه، وتحرك إلى مبنى الأهرام. فى طريقه- وهو يجلس فى مقعده الخلفى- وسط هدوء الشارع الحذر، وتحت إضاءته الخافتة، وجدران البيوت الصامتة- كان يردد بينه وبين نفسه: «لن نستطيع أن نحفظ شرف البلد بغير معركة. وأن حرب الطيران هى حرب الانقضاض المفاجئ.. وإذا وفرنا للمعركة القدرات القتالية المناسبة، وأتحنا لها الوقت الكافى للإعداد والتجهيز، وهيأنا لها الظروف المواتية، فليس ثمة شك فى النصر الذى وعدنا الله إياه»! بعد نصف ساعة كان فى مكتب هيكل.

«أهلا سيادة الفريق»! فى هذا اللقاء دارت أحاديث كثيرة، وتحليلات عميقة حول الموقف الذى لخصة الفريق قائلًا: «أيها السادة.. عودة إلى الواقع» والواقع الذى كان يعرفه- ويريد لنا أن نعرفه- هو: «إن إسرائيل تكاد تكون فى هذا الموقع المطل على الساحل الشرقى للبحر الأبيض، حاملة طائرات ثابتة فى مواقعها يحتفظ الاستعمار بقوته الجوية التكتيكية فيها. ووراءها الاحتياطى الاستراتيجى له متمثلًا فى أساطيله البحرية فى البحر الأبيض. وإذا أردنا ضربها فبالطيران قبل غيره. وإذا فقدت الحاملة طائراتها أصبحت مجرد لوح طاف على سطح الماء»!.

 

«يا قلب مصر النقى

وقلب مصر بياض

عزيز علينا اللقا

بعد الفراق يا رياض» 

 وبالعودة إلى ذلك العام نجد هيكل، قد قام بزيارة إلى الاتحاد السوفيتى لإجراء حديث صحفى مع نيكيتا خروشوف، السكرتير الأول للحزب الشيوعى السوفيتى وقتها، فى المساء حضر حفل عشاء مع الوفد المصرى، وحضره معظم مارشالات الاتحاد السوفيتى. وجاء مقعد هيكل أمام ضابط شاب من أعضاء الوفد المصرى العسكرى برتبة لواء «كان قائد المدفعية المضادة» فى الجيش المصرى. بعد دقائق أصر المارشال «رمودينكو» قائد الطيران السوفيتى على إقناع هيكل بشرب الفودكا. هيكل بالإشارة- لا يتحدث الروسية- يحاول إقناع القائد الروسى برفضه التام. القائد ما زال يصر! وهيكل ما زال يرفض. واللواء الشاب عبدالمنعم رياض ما زال يبتسم قبل اشتراكه فى الحديث متحدثًا بالروسية بطلاقة قائلًا للقائد الروسى: «هيكل لو احتسى هذا الكأس سيدوخ ويسقط على الأرض»! هنا أدرك القائد الروسى معنى إشارة هيكل ورفضه المتكرر. وغرق الجميع فى نوبة ضحك عالية، وسط دخان السجائر المتطاير فوق أنواع الطعام الشهية الممتدة على طول صالة الاستقبال. منذ ذلك الحفل استمرت علاقتهما معًا حتى وقع اختيار الرئيس جمال عبدالناصر على رجلين عهد إليهما بالمهمة التى بدت فى ذلك الوقت مستحيلة، «الفريق أول محمد فوزى قائدًا عامًا ثم وزيرًا للحربية.. والفريق عبدالمنعم رياض رئيسًا لهيئة أركان الحرب»، فى هذه الفترة فقط وبسبب مسئوليته الشاقة تباعدت اللقاءت بينهما، وإن كان التليفون يصل ما انقطع بطريقة أسهل وأسرع. وعن اختياره لرئاسة الأركان قال الفريق أول محمد فوزى: «عبدالمنعم رياض.. ليس له مثيل، ولم يكن فى الاستطاعة أن يكون لى رفيق فيما كلفت به (يقصد بناء القوات المسلحة بعد هزيمة ٦٧) بغير عبدالمنعم رياض»! إنه ضابط لا مثيل له فى العصر الحديث. ولتلك الصفات وغيرها كان سؤال هيكل فى مكانه وزمانه: «لماذا ذهب؟!».

 

«لو مدمنو الكلام فى بلادنا

قد بذلوا نصف الذى بذلت؟!»

هيكل ما زال يقف فى مكانه، وينظر للمقعد الذى كان يجلس عليه عبدالمنعم رياض، ويتذكر آخر ما دار بينهما قبل شهر من الآن- قبل استشهاده المفاجئ والمباغت- من أحاديث انتهت بالكلام عن حياته الشخصية: «فى نهاية حديثنا تلك الليلة، وجدنا أنفسنا بقرب حياته الشخصية، وكان فى مشروعاته ذات يوم قبل الحرب، مشروع زواج لم يتم، وقال لى هل تعرف.. لم أعد أفكر فى هذا الأمر؟ ولم يعد لدى وقت للتفكير فيه، ثم إن الظروف غير ملائمة، وأنا أريد أن أعطى حياتى كلها للمعركة.. بعد المعركة من يعرف كيف تسير الأمور؟ ربما عاودت التفكير مرة أخرى فى مشروع الزواج.. أنت تغرينى بأحاديثك عن البيت السعيد والأولاد يا صديقى». ثم يبتسم قبل أن يقول: «ولكن الوقت متأخر بالنسبة لى فى مسألة الأولاد.. أليس كذلك يا أستاذ هيكل؟»- ابتسم هيكل نصف ابتسامة ولم يرد! بعد لحظة صمت نهض الفريق من مقعده وأمسك بالهاتف بعدما استأذن واتصل بشقيقته الدكتورة: «ألو.. مساء الخير يا دكتورة.. أنت كويسة.. طيب تمام.. الحمد لله.. لا.. لن أستطيع المرور عليكِ هذه الليلة.. سأعود للعشاء مع الجنود.. تحياتى.. خدى بالك من نفسك.. مع السلامة»، وقبل أن يسأله هيكل قال: أعرف أنك ستقول لماذا لم تذهب للعشاء مع شقيقتك؟ (قالها وهو يبتسم) رد هيكل: نعم.. كنت سأقول ذلك لكننى وجدتك تقول ستحضر العشاء مع جنودك.. فسكت السؤال على لسانى!.. بعد لحظات شرد بذهنه قليلًا قبل أن يقول: «أنت تعرف أن أختى تعيش معى فى شقة مصر الجديدة.. وحياتى كما هى لم تتغير، وليس لى أى مطالب شخصية، أعيش معها فى الشقة، وهى صغيرة مكونة من ٤ غرف (كانت تعمل أستاذة بكلية العلوم بجامعة عين شمس) فهى أعطتنى أحلى سنوات حياتها طواعية وحبًا، ولم تتزوج هى الأخرى، عندما وجدت أننى لن أتزوج بسبب المعركة. لكن عندما تنتهى المعركة بالنصر طبعًا سوف أبحث عن قطعة أرض فى قريتى- تقع فى محافظة الغربية التى تبعد عن القاهرة ١٣٤ كم- وأبنى عليها بيتًا صغيرًا تحيطه الزهور. وسوف أقرأ كثيرًا، وربما فكرت أن أكتب.. وقد تكون هناك زوجة ترضى بالعيش مع عجوز مثلى يزرع الأرض ويعيش فى الريف. أنا لا أتصور أن أفعل شيئًا آخر غير ذلك»!، قال ذلك ثم سكت! 

 

«يا أشرف القتلى، على أجفاننا أزهرت..

الخطوة الأولى إلى تحريرنا

أنت بها بدأت»؟

الساعة الآن الحادية عشرة من ظهر يوم الثلاثاء، وشوارع القاهرة بدأت تزدحم بأمواج بشرية تتزاحم وتتسابق فى اتجاه مسجد عمر مكرم فى ميدان التحرير للمشاركة فى تشييع جثمان الشهيد عبدالمنعم رياض. وهيكل- من النافذة- ما زال ينظر للشارع وما زال يسأل نفس السؤال مختنقًا باللوعة: «لماذا ذهب؟»، فى ذلك الوقت بالذات وهو يعرف أكثر من غيره طبيعة ضرب المدفعية، خصوصًا من عدو لا يدقق فى التوجيه ولا يهمه أن يدقق. 

 

«أيوه.. عبدالمنعم رياض

قائد عظيم 

لأنه بالموت إدّى معنى

للحياة»

إلى القاهرة عاد الفريق عبدالمنعم رياض يوم الجمعة، ٧ مارس، بعد عدة ساعات حضر فيها اجتماعات لرؤساء أركان حرب جيوش العربية «الجبهة الشرقية» وتابع من مكتبه «يوم السبت- ٨ مارس» فى القيادة العامة سير المعارك التى نجحت القوات فيها تحت إشرافه فى تدمير جزء من موقع خط بارليف، حيث انطلقت النيران على طول خط الجبهة، ما أوقع خسائر فادحة على الجانب الإسرائيلى الذى لم يتوقع ذلك الهجوم. وجاء صباح الأحد، ٩ مارس، الذى ركب فيه طائرة هليكوبتر فى طريقه إلى أحد المطارات الأمامية. من المطار ركب سيارة عسكرية يرافقه فيها مرافق واحد بخلاف السائق، بدأت السيارة تتجول فى المواقع الأمامية، وبالقرب من أحد المواقع توقفت، واقترب منه ضابط شاب، ووقف يتبادل معه الحديث. بعد دقائق قال له الضابط بحماس الشباب وتصميم المقاتل: «سيادة الفريق.. هل تجىء لترى بقية جنودك فى الموقع؟»، ثم أردف قائلًا: «سيسعدهم وجودك بينهم»!، رد الفريق بسعادة: «نعم... نعم.. هذا يسعدنى»، وبالفعل تحرك الضابط أمامه إلى الموقع.. الآن ذهب.. «لماذا.. لماذا ذهب؟».

 

«يا أيها الغارقُ فى دمائهِ

جميعهم قد كذبوا.. 

وأنتَ قد صدقت»

كان الموقع عبارة عن حفرة كبيرة «معروف برقم ٦ بالإسماعيلية» يدور حوله الضرب على فترات متتابعة، فى تبادل للضرب والضرب المضاد بيننا وبين مدفعية العدو. فجأة توقف الضرب «أثناء حديث القائد والضابط» وفجأة عاد الضرب يقترب وبقوة. حتى أن النيران غطت المنطقة كلها. أمام كثافة النيران كان على الجميع الهبوط إلى حُفر الجنود بالموقع، وكانت الحفرة التى نزل إليها عبدالمنعم رياض تتسع لشخصين أو ثلاثة بصعوبة. بعد لحظات انفجرت قنبلة للعدو على حافة الموقع. وأحدث انفجارها تفريغًا للهواء مفاجئًا وعنيفًا. الحفرة لا تبعد عن مرمى المدفعية الإسرائيلية سوى ٢٥٠ مترًا فقط!

 

«لو قرأوا- يا سيدى القائد- ما كتبت

لكنَّ من عرفتهمْ

ظلوا على الحالِ الذى عرفتْ»

القتال بدأ عند الساعة الثانية والربع بعد ظهر اليوم. والانفجارات تتوالى، وخسائر العدو خلال الساعات الماضية وصلت إلى ٢٣ دبابة و٢٦ بطارية مدفعية و١٠٠ قتيل وجريح. فى الموقع أكثر من ضابط وجندى، والفريق عبدالمنعم رياض يتابع الموقف معهم.. العدو يكثف من إطلاقه النيران. الآن الساعة اقتربت من الخامسة مساء..عندما سقطت قنبلة مباشرة على الموقع، ولم يصب أى جندى أو ضابط بأكثر من حرق سطحى من الشظايا. إلا أن القدر يتدخل عندما بلغ فيها تفريغ الهواء مداه حول القائد من جراء القصف فحدث له شبه انفجار فى جهازه التنفسى.. «لماذا.. لماذا ذهب؟!».

 

 

«لو أنهم من خلف طاولاتهمْ

قد خرجوا.. كما خرجتَ أنتْ»

الآن استشهد البطل الذى ترك كلية الطب من أجل الالتحاق بالكلية الحربية التى تخرج فيها عام ١٩٣٨ كملازم ثان فى سلاح المدفعية، ثم خاض المعارك فى العلمين عام ١٩٤١ وفلسطين ١٩٤٨، والعدوان الثلاثى ١٩٥٦ ويونيو ١٩٦٧ وحرب الاستنزاف، التى كبد فيها العدو خسائر وهزائم فادحة. بعدما سقط جسده بهدوء وسكينة تقدم الجنود والضباط وحملوه على صدورهم هادئًا، مستسلمًا للموت الذى لم يخافه يومًا.. ثم تقدموا بسرعة إلى سيارته التى جاء بها، وانطلقت السيارة فى صراع ما بين الموت والحياة إلى أقرب مستشفى «مستشفى الإسماعيلية العام». وهناك حاول الأطباء قدر استطاعتهم لكنه- هذه المرة- كان قد استسلم للموت شهيدًا، وسعيدًا بالشهادة فى سبيل الوطن، بعدما «عاش قائدًا.. ومات معلمًا» فى موقعه ووسط جنوده وزملائه الذين واصلوا المعارك من بعده، حتى أن البطل إبراهيم الرفاعى «انتقامًا لمقتله» قد قاد هجوما كاسحًا بعد أيام على الموقع الذى انطلقت منه النيران على عبدالمنعم رياض ونجح- ومعه ٤٣ ضابطًا وعسكريًا- فى تدميره وقتل ٢٦ جنديًا إسرائيليًا كانوا فيه فى عملية انتقامية، فدائية، باهرة!

 

 

«جميعهم قد هزموا

ووحدك انتصرت»

اليوم الثلاثاء ١١ مارس والساعة اقتربت من الحادية عشرة من صباح ذلك اليوم الحزين عندما وصل جثمانه إلى المسجد من مستشفى المعادى العسكرى الذى نقل إليه بطائرة هليكوبتر من مستشفى الإسماعيلية. هيكل فى مكتبة الآن ترك مقعده، وذكرياته، وأحزانه، وفنجان قهوة لم يشربه، وبقايا سجائر متناثرة، وسؤاله «لماذا ذهب؟!» وترجل من مبنى الصحيفة حتى وصل إلى المتحف المصرى فى طريقه للمسجد. بصعوبة حاول الوصول لكنه فشل من شدة تزاحم الجماهير الباكية، الغاضبة «وصل عددها إلى مليون تقريبًا» والتى جاءت مهرولة لوداع البطل الشهيد فى مشهد جنائزى مهيب غير مسبوق يتقدمها الرئيس جمال عبدالناصر. ووسط هتافات، ونداءت وصراخات صادقة، وثائرة، وهادرة، تتغنى وتهتف باسم البطل عبدالمنعم رياض قائلة له فى رسالة صادقة، وكاشفة، وحاسمة، وحازمة:

«جميعهم قد هُزموا

ووحدك انتصرت»!

وعند هذه اللحظة «لحظة النداء والتضحية والفداء» وهذه الصرخة «صرخة الحزن والثأر والانتقام» وهذا المشهد «مشهد البكاء والوداع والدعا» عرف هيكل- ومَن معه من جماهير الأمة المصرية والعربية- «لماذا عبدالمنعم رياض فى هذا اليوم- يوم ٩ مارس ١٩٦٩- إلى جبهة القتال ذهب؟!».