رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في مئوية تصريح 28 فبراير

في مثل هذه الأيام منذ قرن من الزمان ، وبالتحديد في 28 فبراير 1922 كان تصريح 28 فبراير الشهير ، و بالمناسبة نتذكر تعليق الدكتور طه حسين على خروج ذلك التصريح : " نحن إذن دولة مستقلة ذات سيادة ، وقد اعترف لنا بذلك خصومنا ، فيجب أن نبتهج بهذا الاعتراف ، ولكن كل شيء لم يتحقق بعد ، فيجب أن نزيل هذه القوة المادية غير القانونية التي تحول بيننا وبين الاستمتاع بالحق ، نريد نحن أن نزيلها ويريد الإنجليز أن يكسبوها صفة شرعية ، فهذا وحده هو موضع الجهاد بيننا وبين الإنجليز ، ولا نطالب بالاستقلال لأننا نملكه والخصم يعترف به ، وإنما نطالب بالجلاء لأنه شرط لازم ليحقق الاستقلال في الواقع " ..
وبالمناسبة أيضًا ، فلنتذكر نص التصريح ..
بما أن حكومة جلالة الملك عملاً بنواياها التي جاهرت بها ترغب في الحال في الاعتراف بمصر دولة مستقلة ذات سيادة وبما أن للعلاقات بين حكومة الملك وبين مصر أهمية جوهرية للإمبراطورية البريطانية فبموجب هذا تعلن المبادئ الآتية :
1) انتهاء الحماية البريطانية على مصر ، وتكون مصر دولة مستقلة ذات سيادة .
2) تصدر حكومة عظمة السلطان قانون إقرار الإجراءات التي اتخذت باسم السلطة العسكرية نافذ الفعل على جميع ساكني مصر ، وتلغي الأحكام العرفية التي أعلنت في 2 نوفمبر 1914 .
3) إلى أن يحين الوقت الذي يتسنى فيه إبرام اتفاقات بين حكومة جلالة الملك وبين الحكومة المصرية فيما يتعلق بالأمور الآتي بيانها وذلك بمفاوضات ودية غير مقيدة بين الفريقين ، تحتفظ حكومة جلالة الملك بصورة مطلقة بتولي الأمور الآتية ، وهي ما عرف بالتحفظات الأربعة :
أ‌) تأمين مواصلات الإمبراطورية البريطانية في مصر .
ب‌) الدفاع عن مصر ضد أي اعتداء أو تدخل أجنبي .
ج) حماية المصالح الأجنبية في مصر وحماية الأقليات .
د) مسألة السودان .
وتذكر مراجع وتاريخ البلاد والعباد أن كان منطق الحوادث التي تلت عودة أللنبي إلى مصر ومعه تصريح 28 فبراير هو عرضه على السلطان تأليف وزارة برياسة عبد الخالق ثروت ، هذا وقد وافق مجلس العموم البريطاني على المشروع في 14 مارس 1922 بعد مناقشات طويلة دامت أكثر من سبع ساعات .
كذلك إعلان السلطان فؤاد ملكًا على مصر في يوم 15 مارس ، وكمان أرسلت الحكومة البريطانية مذكرة إلى جميع الدول بانتهاء الحماية البريطانية تضمنت " إن انتهاء الحماية على مصر لا تتضمن مع ذلك أي تغيير في الوضع الراهن بالنسبة لمركز الدول الأخرى في مصر نفسها ، إن خير مصر ووحدتها أمران ضروريان لحفظ السلام وسلامة الإمبراطورية البريطانية التي تحافظ دائمًا على العلاقات الخاصة بينها وبين مصر باعتبارها مصلحة ضرورية لبريطانيا طالما اعترفت بها الحكومات الأخرى ، وقد حُددت هذه العلاقات الخاصة في التصريح الذي يعترف بمصر دولة مستقلة ذات حكومة ملكية تضمن حقوق ومصالح الإمبراطورية البريطانية الحيوية ولن تسمح بالسؤال عنها أو ببحثها لأية دولة أخرى ، ويترتب على هذا المبدأ أن أية محاولة من دولة أخرى للتدخل في شئون مصر سيعتبر عملاً عدائيًا كما سيعتبر أي عدوان على أرض مصر عملاً يجب دفعه بكل الوسائل التي تحت أيديهم .. .
لقد كان أمل المصريين في تحقيق التالي :
• إنهاء الاحتلال البريطاني.
• إعلان مصر دولة مستقلة ذات سيادة.
وذلك من خلال مؤتمر الصلح الذي تقرر عقدة في باريس 28 يونيو 1919، وقد اندهش المندوب السياسي البريطاني عندما تحدث سعد زغلول  وأصحابه عن السماح لهم بالذهاب لمؤتمر الصلح لأنهم تحدثوا عن الشعب لذلك ألف "زغلول"  وإخوانه (الوفد المصري) ، وعندما علمت إنجلترا بالتحالف قررت نفى سعد زغلول وبعض أعضاء الوفد إلى جزيرة مالطة  واندلعت الثورات ردًا على هذا الفعل، وقد شملت كل طوائف وطبقات الشعب وهنا علمت إنجلترا أنها أمام ثورة شعبية شاملة لذا سارعت بتعديل ما فعلته، وقد تمثلت التعديلات في:
• التساهل في الإفراج عن سعد وزملائه والسماح لهم بالسفر إلى باريس.
• سد الطريق أمام الوفد من خلال اعتراف دول المؤتمر بالحماية على مصر.
• الحصول على اعتراف الشعب ذاته بإرسال لجنة ملنر لإقناعهم ..
حاولت كمواطن مصري إعادة التذكير بصفحة هامة من تاريخنا كنت أود أو أتصور أهمية الاحتفاء بمئوية ذلك الحدث ولو عبر وسائط الإعلام المختلفة .. وهو ما لم يحدث للأسف !!