رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فى ذكراه.. كيف خلدت مأساة دكتور فاوستس اسم كريستوفر مارلو

كريستوفر مارلو
كريستوفر مارلو

يعد كريستوفر مارلو والذي ولد في مثل هذا اليوم من العام 1564، أحد أهم كتاب الأدب الإنجليزي وأكثرهم إثارة للجدل، حتى أن العديد من مؤرخي الأدب يعتبرونه أهم من وليم شكسبير. كان كريستوفر مارلو كاتبا ومسرحيا وشاعرا في عصر الملكة إليزابيت، ومعروف أيضا باسم التراجيدي الكبير.

 

ويحيط بوفاة كريستوفر مارلو الكثير من الغموض، حيث تجمع الكثير من الروايات علي أنه قد لقي حتفه قتيلا خلال شجار بينه وبين أحد أصدقاءه على من يدفع ثمن الغداء الذي تناولوه، ليلقى مصرعه بعدها بيومين ولم يكمل العقد الثالث من حياته.

 

كريستوفر مارلو ألف وكتب ونشر العديد من الأعمال التي تنوعت بين التراجم، ومن أشهرها "غرام أوفيد"، والتي نقلها من اللاتينية إلي الإنجليزية، وفي المسرح قدم مسرحيات: إدوارد الثاني ــ يهودي مالطا ــ مجزرة باريس ــ ديدو ملكة قرطاج وغيرها.

 

على أن أعظم ما قدمه كريستوفر مارلو، هو مسرحيته الملحمية "مأساة دكتور فاوستس"، وترجمها للعربية الدكتور محمد رشاد رشدي، والتي عالجها فيما بعد الروائي الألماني يوهان فولفانج جوته بنفس الاسم وترجمها للعربية الدكتور عبد الرحمن بدوي.

 

"مأساة دكتور فاوستس" هي قصة الصراع الدائم بين قوتين هائلتين، قوة الخير وقوة الشر، فاوست قصة حياة رجل عاش في ألمانيا منذ ثلاثة قرون.

 

 وتصور حياة الشاب "فاوست" ومطامعه ومطامحه، وأحلامه وآماله، وبدايته ونهايته. وهي ترينا كيف كافح فاوست وناضل وسهر وكد، حتي تحققت مطامعه وأدرك أمانيه، وبلغ من العلم والقوة ما لم يبلغه إنسان من قبل. ولكنه بدلا من أن يستعمل علمه وقوته في سبيل الخير، تكبر وتعاظم علي غيره، وأراد أن يسيطر علي كل شئ، وأن يخضع لسلطانه كل من هو علي الأرض فباع روحه للشيطان يفعل بها ما يشاء، وأودي بحياته إلي التهلكة.

 

قصة "مأساة دكتور فاوستس" كما رسمها الشاعر كريستوفر مارلو منذ ثلاثة قرون، وكما تداولها الناس جيلا بعد جيل، ودهرا بعد دهر، وهي قصة مثيرة مؤثرة تكشف عن ناحية قوية من نواحي النفس البشرية.


ولد "فاوست" من أبوين وضيعين في بلدة صغيرة من بلدان ألمانيا تدعي "رودز"، ولما شب وترعرع، ولما ذاع صيته واشتهر اسمه داخله الزهو والغرور مما كان سببا في هلاكه وغضب الله عليه، فتحول عن دراسة العلم إلي دراسة السحر، وولع به ولعا شديدا ووضع فيه كل آماله، وأصبحت الحياة لا تطيبه له من دونه، إلي أن يعقد حلفا مع الشيطان، ويبيع له روحه مقابل أن يمنحه الشهرة والمال والنفوذ والقوة، إلا أن نهايته تكون نهاية مأساوية عندما يمزقه أربا أربا.