رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مبدعو الشرقية يحتفون بالتجربة الروائية للكاتبة منى العساسي (صور)

جانب من الحدث
جانب من الحدث

احتفي كُتاب ومبدعو الشرقية بتجربة الكاتبة الروائية الشابة مني العساسي، بحضور عدد من أعلام الإبداع والنقاد، لمناقشة روايتها «جبل التيه»، ومنهم أحمد سامي خاطر، والدكتور محمود سعيد، وبهاء الصالحي، والمترجم محمد على ثابت، محمود الديداموني، الدكتور صادق النجار، وذلك مساء أمس ببيت أدب أبوحماد.

من جانبه قال الكاتب والناقد بهاء الصالحي تعد الرواية "جبل التيه "من الروايات المركبة التي تقدم أكثر من مستوى للوعي، وهو ما أرادته الروائية حيث شهد البناء الرئيسي للرواية هندسيا ، لتبرير تبدل العوالم الروائية من خلال خرافية العالم وفجائيته كتقنية لتكريس فكرة الزمن . 

وأضاف "الصالحي"، وكذلك تطبيع ذلك العالم الخرافي من خلال وعي خالد ذلك الطارئ علي ذلك العالم المتواتر في وعي الشريحة التي تجترح القاصة مسلماتها،  حتي تقدم لنا جدارا ذهنيا تختبئ خلفه من مجموع العقل الجمعي الحاضر والذي صيغ من خلال زحف المال الخليجي علي مصر بداية من سبعينيات القرن الماضي، فقد جاءت سيولة مالية محملة بسم زعاف هو نظرة الواقع الصحراوي للمرأة، وبالتالي ازدواج القهر بدلا من العرف الذي تجسد في الباب المفتوح ولكنه عرف قابل للتغيير .

ولفت   إلى أن " ما حدث في السبعينيات هو تديين العرف مما أدى لصعوبة الجدار المصبوب ما بين الحلم والواقع ،وكذلك السؤال المطروح مع تسارع إيقاعات الحياة المعاصرة وذلك التباين في مستويات الوعي كصدي لمساحة التباين الناتج عن صدمات العولمة الثقافية والاجتماعية ، وبالتالي يأتي الشكل الروائي وفاء لتاريخ التقاليد الفنية المصرية والمتمثلة في الف ليلة وليلة ذلك الإبداع المصري الذي استعان بالشكل الغرائبي لخلق نوع من التشويق للمتلقي ،وذلك وفاءا التقاليد الجنس الأدبي وهي الرواية.

 

ومن جانبه يري الكاتب والناقد أحمد سامي خاطر "التصدي لكتابة الإنسان في لحظاته الحرجة، هو التصدي لصعود جبل وعرٍ لأول مرة علي غير دربة واستعداد، فتصور الجبل ووضع خرائط له في الواقع شيء رائع، أما التصدي لتسلقه وصعوده فقد يكون حليفه الفشل المتكرر، وربما الانزلاق المؤسف، إذا ما قرر واضعوا تلك الخرائط الاكتفاء فقط بمشاهدتها عن بعد دون التعرف علي طبيعة نتوءاتها ووعورتها.. ما أبأس الإنسان، محور هذا الوجود، وما أكثر وعورة النفس البشرية الناتئة كجبل، يكتنفه الغموض والأسرار.. 

وتابع "أعني هنا بالإنسان في لحظاته الحرجة، أن تفصل بينه وبين عالمه فجوة.. فجوة الانفصال عن الواقع المحكوم بقيمه الأكثر ثباتاً، والاتصال بعوالم أخرى أكثر تعقداً واشتباكاً مع هواجس الخوف والشفقة، الانفصال المتصل بكينونة مكبوتاته التي تتوهج في لحظة لتنفجر، واضعة خرائط أخري لواقع موازٍ، أو معادلاً جديداً مفترضاً فيه وبه استعادة القوة من جديد، فيقع أسير دماره، أكثر هزالاً وضعفاً.، كفراشة الضوء التي تلمست طريقها للضوء غير آبهة، دون أن تعلم أن في نورها نارها فتحترق وتسقط.. كبطل تراجيدي في دراما إغريقية قديمة.

ومن جانبه يري الكاتب والناقد محمود الديداموني "نحن فى هذا النص الروائي ( ليالي الهدنة – مطارحات الألم)  للكاتبة منى العساسي أمام أمرين (الواقع / المتخيل)، فالعمل الرّوائي موازاة فنية مبدعة لعالم الواقع، ونعني بالمتخيل العالم المفترض الذي يخلقه الكاتب ليوازي به عالم الواقع.

وتابع "فالرواية تبحث إشكالية الواقع الاجتماعي للمرأة كموقع في المجتمع وموقع بشري، كقدرة إنسانية لها خصائصها وكعالم مستقل واسع له آفاقه ورؤاه. ولعل البؤرة الأصيلة للاهتمام فى هذا النص يتمثل فى المعاناة العاطفية للمرأة وصولا حد التأزم.

ولفت "لعل ما جاء على لسان الراوي أو البطلة ص112، يؤكد توجه الكاتبة فى إظهار وضع المرأة فى مجتمعنا فتقول : ( فى أوطاننا هناك رجال للحب فقط ، ونساءٌ أيضا للحب فقط ... حتى تصل قائلة : فمجتمعاتنا تدعى العفة ، وتمارس النفاق الأخلاقي بمنتهى التبجح، الشيء المقزز أنهم أدمنوا أن يكونوا مدعين زائفين لتستمر هذه اللعبة)

وختم "لو عدنا إلى مفهوم الهدنة لوجدناه معاهدة تهدف إلى وقف الأعمال العدائية خلال الحرب بين الأطراف المتنازعة ولكن الهدنة لا تعني نهاية الحرب إنما هي فقط وقف القتل لفترة زمنية محددة. وليس المقصود فى هذه الرواية حربا وإنما هو الصراع المستمر بين الرجل والمرأة على المستويين العاطفي والاجتماعي .