رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

التفاصيل الكاملة لتاريخ الخبز في العالم

الخبز
الخبز

 "يبدأ الكون بالخبز" هكذا يرى فيثاغورس، فقد أكتشفت بقايا الحبوب والخبز المحفظة بجانب التوابيت، والجرار في القبور، وفي الأهرامات، وفي الأماكن التي يودع فيها المرء هذه الحياة على أمل الحياة السماوية الأبدية، عن الخبز وتاريخه، والذي لا تخلو مائدة طعام مصرية أو عربية من  وجوده في صدارة طاولاتها، في هذا التقرير نرصد رحلة الخبز ووجوده على الأرض.

ذهب كتاب "الخبز" الصادر عن دار العربي للنشر والتوزيع للكاتب والباحث البوسني "بريدراج ماتفليجيتفيتش" للإجابة عن العديد من الأسئلة المتعلقة بتاريخ الخبز، والتي منها ما هي الأهمية الثقافية والرمزية  للخبز عند حضارات العالم؟

يبحث كتاب الخبز في كيف تم تصوير الخبز في الأدب والفن، ويفحص بشكل خاص دور الخبز في ديانات العالم  الرئيسية، مستمدا من الكتاب المقدس والتلمود والقرآن، ومن العديد من النصوص الأخرى.

يذهب الكتاب إلى التأكيد على أن تاريخ الخبز أقدم من الكتابة، بل أقدم من وجود الأديان على الأرض، فأسماؤه الأولى وجدت منقوشة بلغات بائدة على ألواح مصنوعة من الطين، وقد دفن جزء من ماضيه تحت الأنقاض، إلى جانب تاريخه المتفرق بين الدول والشعوب.

 يلمح الكاتب إلى أنه ربما كانت البناء، هي من أوحت لأول صانع للخبز بشكل الرغيف. ففي ذاكرة الشعوب يصنع الطوب اللبن من الطين باستخدام النار، فيما يشبع طريقة صناعة عجين الخبز.

ارتبطت صناعة الخبز بوجود الحبوب، وقد عثر على أثار الحبوب الأولى في عدة قارات، ففي العصور القديمة ازدهرت تلك الحبوب في سهول الهلال الخصيب، وهي منطقة تمتد اليوم إلى العراق، وسوريا، ولبنان وفلسطين والأردن، ومناطق وادي النيل في مصر جنبا إلى جنب مع المنطقة الجنوبية الشرقية لتركيا والأطراف الغربية لإيران.

ويذهب المؤلف إلى الإشارة إلى أنه رمبا كانت مصر هى أول من استقبل الحبوب من الشرق الأوسط.

يروي المؤلف تفاصيل ورود كلمة "الخبز" على السنة الكثير الفلاسفة، وكذلك الملاحم الكبرى مثل "جلجامش" والتي جاءت مكتوبة بالخط المسماري عام 1800 قبل الميلاد، وتشير فيه إلى الخبز الذي أكله "إنكيدو" وهو صياد ورجل جبلي اعتاد أكل العشب مع الغزلان، وفوجئ عندما تذوق الخبز أول مرة.

لم يذكر فقط في ملحمة جلجامش بل كان له نصيب في "الإلياذة "، و"الأوديسا" فقد ورد في الإلياذة "أن النساء استخدمت الكثير من الدقيق الأبيض لإعداد وجبة للعمال"، وفي "الأوديسا" يؤكد الشاعر الفرق بين أولئك الذين يأكلون الخبز / وأولئك الذين يأكلون اللوتس، ويقصد بهم "البرابرة".

الخبز والكتب المقدسة

ذكر الخبز في العهد القديم، فإن هزيمة "جدعون" أحد زعماء العبرانيين "لقوم "مدين" كانت مستوحاة من حلم أحد جنوده عن خبز الشعير.

 لم يكتف الكاتب البوسني فقط  بالتقصي حول مفردة الخبز ورصد وجودها في الكتب المقدسة، وعلى ألسنة الفلاسفة القدامى بل ذهب إلى ماهو أكثر من ذلك بالغوص في التفاصيل، فمثلا يؤكد أن كلمة "عيش" في اللغة العربية والقبطية تستخدم لوصف الخبز والحياة، ولا أعتقد أن هناك شعوب أخرى تستخدم مفردة عيش لتعني هذه المفردة.

ويلفت الكاتب إلى أن هناك أسماء للخبز تنتمي للقيم الروحية، منها "خبز الدموع"، "الخبز الحي" وفي الكتب المقدسة وصف الخبز على أنه القربان "والمبارك "، و"الذبيحة"، و"خبز الملائكة "/ ظ" خبز الصاقة"، وحتى الموتى كان لهم خبز خاص بهم يدعى "خبز الموتى"، إلى جانب ذلك "الخبز المقدس".