رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حيلة ذكية.. فهم كيف يدمر الإنسان ذاته..!

يجتهد علم اجتماع الإعلام المعاصر، للدخول في مفاصل مشتركة مع علم النفس الاجتماعي، وصناعة الإعلام، بالذات الصحافة الرقمية وارتباطها بالإنترنت وشبكات الذكاء الصناعي، وانترنت البيانات والأشياء. 
.. بين المستهلك القارئ أو المتلقي، إحتلت وسائل التواصل الاجتماعية، مكانتها كوسيلة من أخطر وسائل إعلام استشراف المستقبل ونقل وتبادل الاخبار والخدمات، عدا عن القوة الإعلامية التي تتنافس على المحتوى والحاجة إليه في مختلف الدول والبيئات. 
حيلة لطيفة، دعت إليها، وعمتها شركة معلوماتية عملاقة، فنشرت عن جائزة عادية، ليست مغرية بقدر ما هي مثيرة للجدل، تقوم "الحيلة" على فرضية اجتماعية/نفسية، صممتها   شركة "آب تايم" ،  الأميركية، ذات الانتشار الدولي، نظرا لطبيعة أعمالها في مجال المعلوماتية والإعلام والبرمجة. 
حيلة، تؤسس لفهم العلاقة الشائكة بين الجمهور، الإنسان الكوني، و معطيات التواصل الاجتماعي، ودعت آب تايم، كل إنسان في هذا العالم، للتطوع  بشجاعة(....)، بحيث يكون مستعدا للتوقف عن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لمدة شهرين لقاء 2000 دولار، وهو التوقف/المستحيل، كما تؤشر الحيلة.

عادي التفكير في ما قد تحقق ال(2000)دولار أميركي للإنسان العادي، أو حتى لمدير مؤسسة ما، لكي يخوض مثل هذه التجربة، بكل جوانب الاحتيال فيها. 
آب تايم، ذاتها، تقول انه :"يمكن أن تتسبب أنظمة تكنولوجيا المعلومات المجزأة، في مجموعة واسعة من المشكلات ، تتراوح من انخفاض الكفاءة ، والحاجة إلى تكرار الإجراءات ، وفقدان البيانات ، وتجربة المستخدم النهائي الأقل" .
.. استنادا إلى ذلك، كيف يمكن غلق كل أدوات التواصل الاجتماعية، أو الإعلامية، أو المرتبطة بالأعمال والشركات الشخصية مقابل جائزة مضحكة، وهي، تبدو مجرد دعاية للتنبيه الإنسان، بأنه مرتهن لكل هذا العالم الرقمي، واي ارتهان، لم تشهده البشرية منذ آلاف السنوات من تراث البشرية المختلف والمتنوع، وهو ذات التراث الذي تأثرنا، وتأسرنا به وسائل التواصل:تراث اجتماعي حضاري، وعلمي تقني، صحي بيئي، إعلامي سياسي، تربوي، أمني وعسكري، عدا عن مقبلات الغذاء والدواء، الحياة الجنسية والترفيه والفنون، بما في ذلك الغيبات والسحر والشعوذة.

.. في الواقع العملي، تعمل Uptime على إنشاء حلول تكامل معلوماتي، وأعمال وصناعة النشر والإعلام منذ عام 1992 ، وهي تغوص في تلك  الروابط، التي تؤسس الأنظمة الداخلية والخارجية معًا ، وتحديث التطبيقات الإلكترونية  القديمة ، والاستفادة من الحلول السحابية ، والمساعدة في التحول الرقمي ، مع ضمان زيادة وقت التشغيل ، وزيادة الأمان ، وتجربة عملاء أفضل بشكل عام، بالطبع، هم عملاء، لديهم شركات عملاقة في مجال التواصل الاجتماعي والإعلامي والأمني، والجوانب الخفية الأخرى.

.. قد تكون[ الحيلة-الجائزة]،  للحصول على نوعية جديدة، معاصرة من فهم قدرات الإنسان المشلول في مواجهة مواقع التواصل الإلكتروني والاجتماعي، وسطوة المواقع الإعلامية.
وتسعى   آب تايم  إلى حوار يتحدى قدرة أي إنسان على الحوار، عن طريق التحدي العشوائي القائم على مبدأ إلغاء  الحياة الجديدة، التي نرتبط بها، دون أي حوار اصلا. 
.. ربما يفشل اي متطوع، فمن يستطيع الاستغناء عن الاتصالات وتبادل الرسائل، والاستماع إلى الأطفال وهم يغنون الغزالة رايقة، أو حتى الرقص على الإيقاعات اليومية في مقاطع التك توك، أو أنستغرام والواتس اب، هل يلغي الطالب روابط الإنترنت التي تعلم عن بعد، هناك من يستمتع بجدية وحياة سرية  بالعشرات التي تتراقص أمامه من الأفلام ولحظات حياة وحفلات وسهرات النجوم والنجمات الفاتنات.

تجتهد الحيلة، لتقنع، بعض البشرية، انها تبحث عن أثر وسائل التواصل الاجتماعية على إنتاجية العمل والصحة النفسية لدى الذين يتوقفون بالكامل عن استخدام التطبيقات، خاصة بعد ازدياد المدة الزمنية لمتصفحي وسائل التواصل الاجتماعي بنسبة 16% منذ بداية جائحة كوفيد وفقاً لإحصائيات مختلفة في الولايات المتحدة، بحسب بيان نقل إلى العالم، عبر التركيز على مفهوم الجائزة.

.. قبل اسابيع، اعتبرت منظمة الصحة العالمية، ان اعتماد ودخول الأطفال عالم التواصل الإلكتروني والألعاب، والتعلم عن بعد، مرحلة من مراحل المرض النفسي، ويصنف على أنه إدمان يدمر الطفولة.، فكيف الحال وتصفح وسائل التواصل الاجتماعي، بات إدمان سلوكي البشرية جمعاء.

عندما أحذف  شخصيا تطبيقات فيسبوك، إنستغرام، تيك توك، تويتر، سناب شات ويوتيوب، لمدة ساعات، أكون قد دخلت عالم الخواء، والتدمير الذاتي،اسقط في  العمل وربما تنهار صحتي  النفسية بشكل دائم، عدا عن الخسارات التي تلغي ارتبطنا الذي تأسس على بروتوكولات هذا العالم الرقمي.

لفهم الحيلة وحيثياتها، نرجع إلى ما قاله "باتريك والكر"  الشريك المؤسس لـ"آب تايم"، يصف ما يحدث: "مثل معظم الأشياء في الحياة، فإن وسائل التواصل الاجتماعي لها عيوبها، ولكنها يمكن أن تكون أيضاً رائعة للعديد من الأشخاص، توفير فرص عمل وتقديم منصة للأشخاص للتعبير عن أنفسهم وهوياتهم، نحن لسنا ضد وسائل التواصل الاجتماعي على الإطلاق ولكننا نرى مشاكل سلوكية حيث يستهلك الناس الأخبار والآراء السلبية والمضللة."
.. ليكن صباحك بدون تصفح، ربما تنهي حياتك، أو تطلق زوجتك، أو تعود إلى إدمان التشتت والموت ببطئ. 
للأسف، هذه حقيقة عالمنا [مع/ أو بدون] وسائل التواصل الاجتماعي والاعلامي والتسويق الإلكتروني.. وأشياء أخرى.