رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أسباب نزول رحمات الله في شهر رجب

د. جمال إبراهيم
د. جمال إبراهيم

قال الدكتور جمال إبراهيم، مدير عام بوزارة الأوقاف المصرية ومسؤول إدارة البحوث والفتوى في دائرة الشؤون الإسلامية بالإمارات، إن من أسباب نزول رحمات الله طول العمر عندما يستغل في طاعة الله ، ومن أهم وأخص أسباب الحصول عليها هو الوجود في أزمنة الخير وأزمنة الخير حلت وزادت بتواجدنا في شهر من الأشهر الحرم ألا وهو شهر رجب.

وأصاف إبراهيم لـ«الدستور»، أن «شهر رجب  معظم عند السابقين ومن أهم خصائص وفضائل الأشهر الحرم عامة، وشهر رجب خاصة هو حرمة الوقوع في محارم وحدود الله، ففي الجاهلية الأولى كانت قيمهم هكذا يقفون فيها عن كل ألوان الأذى، فها هو سيدنا أَبَا رَجَاءٍ الْعُطَارِدِىَّ يَقُولُ: كُنَّا -يعني في الجاهلية- نَعْبُدُ الْحَجَرَ، فَإِذَا لم نجد حَجَراً هُوَ أَخْيَرُ مِنْهُ أَلْقَيْنَاهُ وَأَخَذْنَا الآخَرَ، فَإِذَا لَمْ نَجِدْ حَجَراً جَمَعْنَا جُثْوَةً مِنْ تُرَابٍ، ثُمَّ جِئْنَا بِالشَّاةِ فَحَلَبْنَاهُ عَلَيْهِ، ثُمَّ طُفْنَا بِهِ، فَإِذَا دَخَلَ شَهْرُ رَجَبٍ قُلْنَا مُنَصِّلُ الأَسِنَّةِ. فَلاَ نَدَعُ رُمْحاً فِيهِ حَدِيدٌ وَلاَ سَهْماً فِيهِ حَدِيدٌ إِلاَّ نَزَعْنَاهُ فَأَلْقَيْنَاهُ».

وتابع «أما في عصر المدنية والحرية وفي غياب ثوابت كثيرة تناسى الكثيرين أيام الخير وغرتهم الحياة الدنيا واطلقوا لأنفسهم العنان يفعلون مالا يرضى الله ولا يرضى رسوله صلى الله عليه وسلم ،وما وجود الأوبئة وغيرها عنا ببعيد».

وأكمل «هناك أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم تخبرنا بأنهما نزل بلاء إلا بذنب وما رفع إلا بتوبة كما قال صلى الله عليه وسلم ، وكان السلف الصالح يتنافسون في طاعة الله»، متابعًا:«فلقد سأل سيدنا سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍيسأل عَنْ صَوْمِ رَجَبٍ؟ وَنَحْنُ يَوْمَئِذٍ فِى رَجَبٍ، فَقَالَ: سَمِعْتُ ابْنُ عَبَّاسٍ - رَضِىَ اللهُ عَنْهُمَا - يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ حَتَّى نَقُولَ: لَا يُفْطِرُ. وَيُفْطِرُ حتُى نَقُولَ: لَا يَصُومُ. عَنْ عَبْدِ اللهِ - مَوْلَى أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِى بَكْرٍ، وَكَانَ خَالَ وَلَدِ عَطَاءٍ - قَالَ: أَرْسَلَتْنِى أَسْمَاءُ إِلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ. فَقَالَتْ: بَلَغَنِى أَنَّكَ تُحَرِّمُ أَشْيَاءَ ثَلاثَةً: الْعَلَمَ فِى الثَّوْبِ، وَمِيْثَرَةَ الأُرْجُوَانِ، وَصَوْمَ رَجَبَ كُلِّهِ. فَقَالَ لِى عَبْدُ اللهِ: أَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنْ رَجَبٍ، فَكَيْفَ بِمَنْ يَصُومُ الأَبَدَ. وقال القاضى: وأمَّا قول عبد الله - وهو ابن عمر - فى جوازها: أما ما ذكرت من رجب فكيف بمن يصوم الدهر: دليل على إنكاره  ما بلغها عنه من ذلك».