«فرحة وسط العزلة».. «أمير» ينظّم أوبن بوفيه لمرضى مستشفى الجزام (فيديو)
صاحبوا العزلة ورافقتهم الوحدة لسنوات عجاف، لا يألفون التواجد بين الناس خوفًا من نظرات الشفقة، وهربًا من الدهشة التي تعلو الوجوه لحظة النظر إلى مريض الجزام للمرة الأولى.
استمر هذا الحال منذ ثلاثينيات القرن الماضي وحتى قبل تسع سنوات فقط، عندما قرر أمير السروجي وبرفقته بعض المتطوعين خوض غمار هذا العالم المتوحد، ونجحوا في كسر الحواجز النفسية بين مرضى الجزام والعالم خارج أسوار مستعمرتهم الصغيرة.
يقول «أمير» للدستور: «بدأنا العمل التطوعي في مستعمرة الجزام قبل 9 سنين، ولقينا الناس كلها بتخاف من مرضى الجزام لأنهم فاهمين انه مرض معدي، لكن الحقيقة انه كان معدي ولكن بعد اكتشاف علاج ليه سنة 1984 المرض تراجع وانحصر، وأصبحت البكتريا الضعيفة المسببة للجزام تصيب نسبة ضئيلة جدًا من الناس».
يساعد السروجي ومجموعته مرضى الجزام بصفة دورية، وينظمون أيام الإطعام أيام الإثنين والخميس من كل أسبوع لمواجهة الظروف الصعبة التي يعاني منها المرضى، فهم لا يمتلكون أدوات حديثة للطهي، فقط سخان صغير يعيد تسخين الطعام فقط.
وبمناسبة اليوم العالمي للجزام حرص فريق المتطوعين - الذي تحول إلى جميعة أصدقاء مرضى الجزام العام الماضي - على تنظيم أوبن بوفيه، للمرضى ليأتون لهم بكل ما تشتهيه الأنفس من أنواع الأكلات المعروفة.
«بنحاول نفرحهم في اليوم العالمي للجزام وبدل الوجبات الثابتة زي كل أسبوع، حبينا نعمل أصناف حلوة كتير وكل مريض أو مريضة يختار اللي بيحبه من الأكل أو الحلويات، علشان يحسوا إننا بنحبهم وبندعمهم وأنهم بيختاروا اللي بيأكلوه ومفيش حاجة مفروضة عليهم».
يقدم «السروجى» للمرضى بعض المساعدات المادية بعيدًا عن تنظيم أيام الإطعام، حيث يحتاج مرضى الجزام إلى كراسي كهربائية لتسهيل حركتهم، بسبب تأثير المرض على الأطراف ولأنه في أغلب الحيان يلجأ الأطباء إلى بتر الأقدام عندما يفشل العلاج في إيقاف المرض.
ويذكر أنهم يتعاونون مع وزارة التضامن الاجتماعي لتقديم هذه الكراسي: «كل أسبوع بنقدم بين 3 و4 كراسي كهربائية بشكل دوري، فضلا عن عمليات العيون التي يجريها الأطباء بين الحين والآخر لمرضى الجزام».
