رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مثقفون من معرض الكتاب: نحتاج لإعادة قراءة ومعالجة أعمال يحيى حقى

يحيى حقي
يحيى حقي

شهدت القاعة الرئيسية بمعرض القاهرة الدولي للكتاب بدورته الـ53، اليوم الجمعة، ندوة بعنوان "مساندة يحيى حقي لشباب الكتاب" بحضور كل من الكاتبة الدكتورة عطيات أبو العينين، والدكتور صلاح معاطي، وأدارها الأديب منير عتيبة، ضمن محور "شخصيتي المعرض".

في البداية؛ أشاد عتيبة باختيار الأديب الراحل يحيى حقي، شخصية معرض الكتاب هذا العام، فهو واحد من الذين أثروا المشهد الثقافي بإبداعاته، وانشغل بتطوير اللغة؛ لتكون أقرب للغة العامية، كما طورها تطويرا لولاه ما كنا نقرأ اللغة التي هي عليها الآن، موضحا أن يحيى حقي ابن البيئة الشعبية القاهرية، وابن الثقافة الغربية والعربية، واستطاع أن يستوعب الثقافتين سويا.

وأشار منير عتيبة إلى أن يحيى حقي كلما تناول منطقة يبدو كأنه أول من يتناولها، فهو قدم كل المناطق بشكل جيد جدا، واستعرضها جميعا بمحبة شديدة وحقيقة كاملة، إذ كان قاضيا ومنصفا.

أما بالنسبة لرعايته الشباب؛ قال إن يحيى حقي كان طاقة هائلة من العطاء، وقادرا على التقاط الموهبة الحقيقية، فهو يعده أيقونة، مؤكدا أنه كان يحبه حبا شديدا كأنه عاش معه، وهو يستحق الحب، لأنه أعطى بفهم وإخلاص شديد.

وعبرت الدكتورة عطيات أبو العينين عن سعادتها بالاحتفاء بيحيى حقي شخصية معرض الكتاب بدورته الحالية، مقدمة الشكر للهيئة المصرية العامة للكتاب على هذا الاختيار، فهو شخصية محبة تستحق كل الحب والعطاء، كما أوضحت أن يحيى حقي رجل عظيم، مشيدة بوصف الأديب الراحل خيري شلبي له بأنه جبل رغم قصره، وأن الطريق إليه سهل وممهد.

وأردفت أنه لعب دورا مهما في مساعدته للشباب فكان ذكيا وبعيدا عن الخبث والنفاق، وظهرت مساندته عملية عند تناوله شخصية «إسماعيل» في روايته «قنديل أم هاشم»، إذ وصف غربته بعدما سافر وترك أهله، ووصف ما تعرض له هناك، ودراسته في عالم مليء بالخرافات، ورسخ تجربة الاغتراب بشكل ممتاز، ونظرا لكونه تغرب أيضا، فمن هنا جاء اهتمامه بالشباب.

وأكدت أن مساندته للشباب لم تأت من فراغ، فكان لديه حس رهيب ويستطيع أن يدخل للإنسان بشكل عبقري، ومن منطلق حب الشباب ووقوفه بجانبهم، مضيفة أن كان من الضروري تخليده اليوم، فموضوعات أعماله ليست سطحية، وعناوينه جميلة، وعرف بهدوئه الذي ظهر في ابتسامته.

واختتمت حديثها قائلة: لا نملك إلا أن نعيد دراسة يحيى حقي حتى نفهم ما كتبه وتناوله من تغيرات سياسية واجتماعية وثقافية.

ومن جهته؛ عبر الدكتور صلاح معاطي عن سعادته الكبيرة لاختيار يحيى حقي شخصية معرض الكتاب لهذا العام ويعد هذا الحدث بمثابة "عيد"، مؤكدا أن جميع أعماله تحتاج إلى إعادة قراءة، لأنه كان قارئا جيدا للمستقبل.

وتطرق خلال حديثه عن 3 تجارب ليحيى حقي ووقوفه بجانب الشباب، الأولى خاصة به قائلا إنه تواصل مع عدد من الأدباء في أواخر السبعينيات، ولكن يحيى حقي كان الوحيد الذي استجاب له ورد عليه برسالة واصفا له خريطة منزله، والتقى به بالفعل ودعمه بعدة طرق، مؤكدا أن اهتمام معظم الأدباء كان محدودا، ولكن يحيى حقي كان مختلفا في تبنيه للشباب، وتعليمهم أن كل مفردة يجب وضعها في مكانها المناسب.

وأضاف أنه تبناه بأن قام بعدة تعديلات على قصة كتبها وطلب منه أن يرسلها لفاروق جويدة لينشرها له في الأهرام على مسئوليته الخاصة، وكان يؤكد له أن رده على جودة القصة بمساعدتها على نشرها، مؤكدا أنه كان يقول دائما "وجودي مع السباب هو الأهم".

كما تطرق في حديثه إلى تجربة محمد إبراهيم المبروك حين جاء شابا من الإسكندرية، وطلب من سامي فريد أن يقرأ قصته ليحيى حقي لنشرها في مجلة "المجلة"، وطلب يحيى حقي حينها نشر القصة بدلا من قصته في العدد التالي من المجلة، وصمم على هذا الأمر، وبعدها احتفى به بالعمل معه مترجم في "المجلة"، والتجربة الثالثة كانت من نصيب محمد حافظ رجب الذي عانى معاناة شديدة، ووقف يحيى حقي بجواره.

وأكد خلال حديثه أن يحيى حقي كان مهتما بكل الأدباء من الشباب واستطاع أن يحتويهم وتطويرهم ومساعدتهم على نشر أعمالهم، وإعطائهم فرص عديدة لهم، مضيفا أن كتابات يحيى حقي حاضرة، وبعض بعض الأعمال كانت كلاسيكية متفتحة، مشددا على ضرورة معالجة ما كتبه يحيى حقي وتعرض له أيضا.