رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«جائز بحدود وشروط».. علماء دين يحسمون الجدل حول ضرب الزوجة

حكم ضرب الزوج لزوجته
حكم ضرب الزوج لزوجته

من المسائل الفقهية التي أحدثت جدلًا كبيرًا خلال الساعات الماضية، حكم ضرب الزوج لزوجته في الإسلام، بعد تصريحات إسلام البحيري التي تعد هجومًا على تصريحات شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، الذي أوضح أن الإسلام أمر بضرب الزوج لزوجته في حالة واحدة وهي النشوز، وما عدا ذلك فهو حرام، لافتا إلى أن الضرب له شروط ثلاثة حددها خلال تصريحاته رمضان قبل الماضي.

بينما قال «البحيري» إن رأي شيخ الأزهر مخالف للدستور والقانون، وأن كلامه خطأ وضد الدستور، ولا يوجد ما يسمى الضرب بشروط، مضيفا: «فكرة فتح الضرب لأن الزوجة ردت على زوجها يخلق دولة في الغابة وضد الدستور والدستور أقوى من أي مؤسسة في مصر".

هذه التصريحات أحدثت غضبًا كبيرًا داخل الأوساط الدينية، واعتبرت ما قاله البحيري تعدٍ صريح على النصوص الشرعية التي جاء بها الدين الحنيف، بينما اتخذ البعض تصريحات البحيري بأنه تعد هجومًا على شيخ الأزهر، وهو قامة كبيرة ورأس المؤسسة الدينية الأزهر الشريف، أكبر رمز سني في العالم.

وانقسم رواد التواصل الاجتماعي إلى فريقين فريق يدافع عن شيخ الأزهر بإعادة حلقته التي قالها، وفريق آخر يدافع عن البحيري ويؤيد كلامه بأننا أصبحنا في عام 2022 ولا يجوز ضرب المرأة، ووسط هذا وذاك، كانت هناك فتاوى كثيرة في الشرع حول ضرب الزوج لزوجته وما حدود هذا الضرب.

«الدستور» يرصد الضرب المسموح به للزوجة، وما هي حدوده وشروطه من خلال علماء الدين.

من جانبه، قال الشيخ الشعراوى، وزير الأوقاف الأسبق، إن ضرب الزوج لزوجته أمر الله به سبحانه وتعالى، ولسنا أحن من الله على عباده، ولكن الضرب لا يكون بالتكسير، وحدوده أنه يكفي أن يكون شكما لفعل الزوجة، وتعبيرًا عن عدم الرضا بما تقوم به، أى لا يصل للإصابة الكبيرة.

بينما يرى الدكتور على جمعة، مفتي الديار المصرية السابق، وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، إن ضرب الزوجة يكون على يدها، مثلما تعلم طفل الأدب وتعاقبه، فقط ولا يزيد الزوج عن ذلك حتى يعرفها غلطها، ويحسسها أنه غضبان من أفعالها، ولا يعتدى بشكل عداوني ولا يتسبب لها في عاهة مستديمة.

وأضاف في مقطع فيديو مصور له حول ضرب الزوج لزوجته، أن الضرب المسموح به هو غير المبرح، وحدوده بسيطة على اليد، مستشهدًا بما قاله النبي أتجلد زوجتك ثم تبيت معها! فلابد من الرفق بالزوجة.

وفى السياق ذاته، قال الدكتور محمد وهدان، أستاذ الشريعة الإسلامية بالأزهر رحمه الله، إن هناك بعض الناس فهمت النصوص القرآنية بطريقة خاطئة، حول ضرب الزوج لزوجته، فعندما قال "واضريون" أي لا تفتحوا رأسهن ولا تحدثوا لهن إصابة، والضرب تعبير عن غضبك لبعض تصرفاتها، ولكن بحدود بسيطة للغاية مثل أن تضربها بالسواك مثلا.

وأوضح أن الضرب الذي جاء في القرآن ضرب غير مبرح، والضرب هو آخر وسيلة يلجأ لها الإنسان بعد تقديم النصيحة والموعظة، مرة واثنين وثلاثة، وإذا لم يجد رادع فيكون الضرب بشكل بسيط هو الوسيلة.

وكان قد قال الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، إن الضرب هو الخيار الأخير للحفاظ على استقرار الأسرة، وليس الأول، فإن الضرب الذي جاء في القرآن الكريم ليس مأمورًا به باعتباره واجبًا ولا فرض ولا سنة ولا مندوب، ولكنه يباح للزوج إذا وجد أنه في مأزق كبير من عدم استقرار الأسرة ونشوز الزوجة، وتأكد من أن هذه الوسيلة ترد الزوجة فيباح له أن يلجأ إليها، وكأنه استئناء من أمر ممنوع، فالضرب كأصل ممنوع في الإسلام إلا لاستثناء معين، ولأنه مستثنى وضعت له شروط قاسية جدًا.

وأضاف شيخ الأزهر، أن هذه الشروط هي: الأول: الزوجة غير الناشز يحرم ضربها مطلقَا، حتى لو وصل الخلاف إلى شتائم، لا يجوز له أن يمد يده عليها، ومن يضرب غير الناشز متعدي لحقوق الله.

وأما الشرط الثاني: أمر خاص بالزوج، فالخاطب يحرم عليه أن يمد يده على خطيبته، لأنه لا يوجد زوجية حتى يترتب عليها حقوق وتؤدى إلى نشوز ولا يكون هناك علاج.

وأما الشرط الثالث: فهو أن يكون الضرب بهدف الاصلاح وليس بهدف العدوان، فقد يكون الفعل الواحد بحسب النية مرة يكون حسنا شرعًا ومطلوب، ومرة يكون قبيحا شرعًا منهى عنه، فضرب الزوجة في حالة النشوز للحفاظ على الأسرة من هذا النوع.