رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الإيجابية السامة تجاهل القادة للمشكلات.. وسيلة هدم للمؤسسات

تجاهل القادة للمشكلات
تجاهل القادة للمشكلات

أحيانًا ما تشعر بأن قادة مؤسستك يحاولون جاهدين التظاهر بأن كل شىء على ما يرام، وتجد أنهم يواجهون أى أحاديث عن الأزمات التى تعيشها المؤسسة، بالقول: «دعونا لا نتطرق إلى السلبيات».. إذا صادفت أيًا من هذه السيناريوهات فاعلم أن الكيان الذى تعمل فيه يعيش حالة تسمى «الإيجابية السامة».

يحلل الكاتب، مارك مورفى، الرئيس التنفيذى لشركة Leadership IQ، تلك «الإيجابية السامة» بأنها شكل مفرط ومشوه من التفكير الإيجابى، قد تلاحظه فى الشركة التى تعمل بها، عندما يحاول القائمون على الإدارة التعامل مع موقف بائس أو مشكلة مستعصية بإيجابية مفرطة.

ويرى «مورفى» أن الإيجابية السامة ليست تفاؤلًا، مضيفًا: «التفاؤل ينتج عن الاعتقاد المبشر حول الأحداث أو التجارب، بأنها ستكون جيدة أو إيجابية بشكل عام، ولا يتتضمن ذلك إنكار الحقائق غير السارة، والشخص المتفائل يجب أن يكون أكثر وضوحًا فى تعريف الناس بالصعوبات أو الشدائد».

وكشفت دراسة خاصة بمقاومة التغيير فى أماكن العمل، أن هناك ١٥٪ فقط من الموظفين يعتقدون أن مؤسساتهم تشارك دائمًا التحديات التى تواجهها بشكل علنى مع العاملين، وعلى النقيض من ذلك، يقول ٤٢٪ من المشاركين إن كياناتهم لم تشارك تحدياتها أبدًا أو نادرًا ما تفعل ذلك.

وترجع هذه النتائج لوجود اعتقاد دائم بين العديد من القادة بأن الحديث عن القضايا الصعبة يخيف الناس ويزيد من الوضع سوءًا، ولكن الحقيقة هى عكس ذلك تمامًا.

يقول مارك مورفى، إن مفتاح الوصول للكفاءة الذاتية فى المؤسسات هو الاعتراف بالواقع، وليس إنكاره أو تجنبه أو رفضه، لأن الانغماس فى البؤس سيزيد بالطبع من المشاعر السلبية، ولكن إنكار السلبيات أو التحديات الصعبة هو الأسوأ.

ولتجنب الإيجابية السامة، يتعين على القادة والشركات القبول بأن موظفيهم ليسوا جاهلين، كما أن الكفاءات ليست ضعيفة لدرجة أنهم لا يستطيعون التعامل مع الواقع.

ويعد تجاهل الواقع من أسرع الطرق لتقويض ثقة الموظفين فى القيادة، إذ يحتاج القادة إلى الاعتراف بالواقع ثم تركيز جهودهم على تطوير وشرح الخطط لجعل هذا الواقع أفضل، وبالتالى يفضل أن يقبل القادة الواقع ويعترفون به، ومن ثم يعملون بجد لتحسينه، وهذه هى الطريقة التى يظهر بها القادة المرونة.