رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مواقف من حياة الضاحك الباكي نجيب الريحاني

نجيب الريحاني
نجيب الريحاني

يصادف اليوم 22 يناير ذكرى ميلاد الضاحك الباكي نجيب الريحاني الذي ترك بصمة كبيرة في عالم الفن العربي وأضحك الملايين وأبكاهم في نفس الوقت.

في التقرير التالي يقدم «الدستور» حكايات من مذكرات نجيب الريحاني.

محاولة قتله على المسرح:

قال نجيب الريحاني في مذكراته إن هناك شخص حاول إطلاق الرصاص عليه وهو على المسرح عند تمثيله مسرحية ريا وسكينة مع بديعة مصابني وكتب: «عندما كنا نمثل هذه الرواية في يافا، وكان أحد المشاهد حاميًا بيني وبين بديعة، وكان الحوار بالغًا أشده، وحين تقدمت من الفريسة وأطبقت أصابع اليدين حول عنقها وهي تتلوى وأنا أقوم بمهمة الخنق خير قيام، إذ بي أسمع صوتًا يدوي من أقصى الصالة صائحًا: دشرها ولاك العمى بعينتينك، وأتبع هذا القول بطلقة من غدارته، كادت ترديني على خشبة المسرح، فأخدتها من قصيره، وبرطعت إلى الخارج تاركًا الفريسة تعرف شغلها مع صاحب هذا الاحتجاج العملي الغريب في نوعه».

مسرحية مع أم كلثوم لم ترى النور:

وذكر الريحاني في مذكراته أن كوكب الشرق أم كلثوم اتفقت معه على عمل مسرحي مشترك، وهو الأرملة الطروب، لكن الاتفاق لم يتم تنفيذه بسبب حفلاتها التي كانت خارج مصر وقتها.

قام عبد الرحمن الخميسي بتقديم المسرحية مع الفنانة رتيبة الحفني ولاقى نجاح كبير، بعد أن تم عرضه في دار الأوبرا القديمة قبل احتراقها وحضرت أم كلثوم لمشاهدة العرض ثم انصرفت حزينة، كما قال بديع خيري بسبب أنها أضاعت فرصة كبيرة في استخدام صوتها القوي في عمل مسرحي غنائي.

اتهامه بالاتجار في البشر:

قال نجيب الريحاني في مذكراته إنه تعرض لمشكلة كبيرة بسبب أحد متعهدي الحفلات الذي نصب له فخ وكتب: «الدنيا حين ضاقت في وجهي بعد سوء الحظ الذي حالفني عندما حاول تقديم "الريفوهات"، وهي لون جديد من ألوان الروايات يخالف المعروف وقتها والتي لم يتقبلها الجمهور وباءت بالفشل بعدها قررت السفر إلى خارج مصر، أحد متعهدي الحفلات أوهمني أنه ممول كبير ويستطيع أن ينظم لي رحلة فنية إلى بعض البلاد العربية، فأقتنعت واقنعت بديعة أن تأتي معي في تلك الرحلة، وسافرت فرقتنا المسرحية في باخرة، ولحقتهم انا وبديعة على متن باخرة صغيرة إلى تونس، وبعد رحلة شاقة تبين أن الممول اتفق مع بعض الجمعيات الخيرية على أن تحيي الفرقة بعض حفلات مجانا على سبيل الدعاية والمساعدة في الوقت الذي كنا فيه أحوج الناس إلى المساعدة، ولكننى ثورت واقترحت على هذه الجمعيات أن تدفع النفقات الضرورية لحفلاتها فرفضت وحرضت الصحف التى هاجمتنى بشدة ووصفتنى بقلة الذوق، وبدأت الجمعية تشن هجومها على متعهد الحفلات علي وعلى فرقتي، واتهمونى بأننى اتخذ الفن ستار للتجارة في العبيد، بعد أن قومت بخداع الفنانات اللاتي اجلبهن إلى تونس، وبسببهم ألقت الحكومة التونسية القبض على الفرقة وعلي وعلى بديعة، ودخلنا السجن إلى أن ظهرت الحقيقة من خلال التحقيقات».

العرافة الفرنسية:

كان نجيب الريحاني يؤمن كثيرا بكلام العرافين والسحر وغيره من تلك الامور، وقابل أحد العرافات في فرنسا وقالت له العديد من الأمور التي تحققت بالفعل.

وكتب «الريحاني» في مذكراته أنه رفض شراء سيارة بسبب ما قالته له، وكتب: «التقيت في فرنسا بسيدة عرافة وأخبرتني بأشياء وأسرار عن ماضيي فاستمعت إليها بإنصات، وتأثرت بما ذكرته وقالت إننى سأتعرض لحادث سيارة لكنني لن اصاب بسوء، وعلى الرغم من تأكيد السيدة بأننى لن اصاب في ذلك الحادث إلا أننى طوال حياتى لن أقود سيارة بل والجأ الى الحنطور، كما أنني إذا دعيت لركوب إحدى سيارات الغير أو حتى سيارة تاكسي، أتوسل إلى السائق بكل عزيز لديه أن يرحم شباب العبد لله، وأن يسير على أقل من مهله، لأني مش مستعجل أبدًا، مش مستعجل هذه.. أقولها دائمًا كلما ركبت سيارة، حتى ولو كان باقي على القطار الذي سأسافر فيه دقيقة واحدة».

خوفه من الموت:

عرف عن نجيب الريحانى انه كان يخاف من الموت بشكل كبير وفي أحد المشاهد التي أداها في مسرحيته محدش واخد منها حاجة تحدث عن الموت بعد أن نشر في إحدى الصحف خبر موته الكاذب ويرى بعينيه دموع التماسيح من حوله وتذرف على رحيله فيقول: «لو كان الميت يعرف إيه اللي بيحصل في جنازته مكانش مات الحمد لله المرة دي جات سليمة، الواحد يبقى يعمل حساب الموت الكبير».

صفعة الريجيسير:

كان الريحاني يثق في طلعت حسن ثقة عمياء ولا يثق في أحد غيره، فهو كان مدير لإدارة فرقة الريحاني، وكان الاخير يستشيره في كل شيء. 

حدث ذات يوم أن طلب أحد كبار الممثلين فرقة الريحاني من ريجيسير الفرقة وأهمل الريجيسير طلبه لانشغاله بعمله في المسرح، واغتاظ الممثل حين علم بأن الريجيسير لم ينفذ طلبه، فاستدعاه وصفعه أمام الجميع، وأعقب الصفعة بشلوت من النوع الثقيل.

وذهب الريجيسير ليشكو للفنان نجيب الريحاني، ونزل الريحاني من غرفته وتوجه إلى الممثل الكبير وطلب منه أن يعتذر للريجيسير، ولكن الفنان رفض الاعتذار لحتة عامل على حد قوله، فما كان من نجيب الريحاني إلا أن صفع الممثل على وجهه لينهي بذلك الموقف ويأخذ حق الريجيسير.

نعييه لنفسه:

كان آخر أفلام الرحاني فيلم غزل البنات مع انور وجدي وليلى مراد ويوسف وهبي، وتوفى قبل استكمال مشاهده عام 1949 وقبل رحيل نجيب الريحاني بعدة أيام، قام برثاء نفسه حال وفاته، وكتب: “مات نجيب.. مات الرجل الذي اشتكى منه طوب الأرض وطوب السماء، إذا كان للسماء طوب.. مات نجيب الذي لا يعجبه العجب ولا الصيام في رجب.. مات الرجل الذي لا يعرف إلا الصراحة في زمن النفاق ولم يعرف إلا البحبوحة في زمن البخل والشح.. مات الريحاني في 60 ألف سلامة”.