رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

شهادات لعاملين فى تيجراى: لا فرق بين هتلر ورئيس الحكومة الإثيوبية

آبي أحمد
آبي أحمد

قالت صحيفة "فرست أونلاين" الإيطالية، نقلا عن شهادات إحدى العاملين بالمجال الإنساني، إن الوضع في تيجراي الإثيوبية يشبه الجحيم، مؤكدا إن ما يحدث هناك هو "إبادة جماعية ترتكب وسط صمت من المجتمع الدولي" على مدار أكثر من عام من حرب دامية خلفت الآلاف من القتلى ونزوح الملايين من المدنيين. 

 

وحذرت الصحيفة، في تقرير على موقعها الإلكتروني، من خطورة نفاد الإمدادات الغذائية والطبية في تيجراي بسبب مواصلة الحكومة الإثيوبية منع دخول المساعدات الإنسانية والمواد الغذائية والطيبة المنقذة للحياة، معتبرة أنه لا فرق بين هتلر ورئيس الحكومة الإثيوبية، قائلة: "كلاهما قتلة وارتكبا جرائم ضد الإنسانية"، كما دعت إلى سحب جائزة نوبل من رئيس الوزراء الإثيوبي. 

 

  • المئات يموتون من الجوع والخوف كل يوم 

وتابعت الصحيفة: "العشرات والمئات من المدنيين الإثيوبيين يموتون كل يوم من الجوع والعطش والخوف، فضلا عن الغارات الجوية التي تشنها الحكومة المركزية في أديس أبابا بطائرات مسيرة بدون طيار كل يوم"، مشيرة إلى أن تيجراي تعد المنطقة الوحيدة في إثيوبيا التي لم تصل إليها المساعدات الإنسانية اللازمة منذ يوليو الماضي. 

 

ولفتت الصحيفة إلى تصريحات تيدروس أدهانوم جيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية بشأن الوضع في شمال إثيوبيا، حيث قال" إنه لا يوجد مكان في العالم نشهد فيه جحيمًا كما في تيجراي"، واصفا الوضع هناك بأنه "إهانة للإنسانية". 

 

ونقلت عنه قوله "إنه أمر مرعب ولا يمكن تصوره أن نجد في القرن الحادي والعشرين حكومة تحرم مواطنيها لأكثر من عام من الغذاء والدواء وما هو مطلوب للبقاء على قيد الحياة". 

 

  • حصار المساعدات الإنسانية وعزلة تيجراي 

 وذكرت الصحيفة أن الحكومة الإثيوبية تفرض حصارا على المساعدات الإنسانية التي تدخل إلى تيجراي جنبا إلى جنب مع قطعها كل وسائل الاتصالات والكهرباء عن الإقليم مما جعله منعزلا تماما عن العالم، مضيفة إن المنظمات الإغاثية أصابها اليأس من إمكانية إرسال المساعدات اللازمة للمتضررين من سكان المنطقة. 

 

ونوه مجموعة من العاملين بالمجال الإنساني في تيجراي، في خطاب ارسلوه للصحيفة عبر الإنترنت لتوثيق الإبادة الجماعية الجارية هناك، إلى أن الحكومة الإثيوبية تستخدم كل الوسائل للتخلص من عرقية التيجراي ومعاقبتها على مطالبتها بالاستقلال الذاتي، مؤكدين حجم المعاناة التي يشهدها التيجرايين نتيجة الحصار الحكومي المفروض عليهم.

 

  • المرضى يموتون بسبب نقص الأدوية 

وجاء في الخطاب: "نحن شهود عيان على ما يحدث، اجبرنا على أن نترك النساء والأطفال والمرضى الذين يمكن شفاؤهم يموتون بسبب نقص الأدوية الأساسية والمضادات الحيوية والأنسولين وابسط التدخلات الطبية مثل الأكسجين". 

 

وأضاف العاملون الإنسانيون: "علينا أن نختار من ندعهم يعيشون ومن ندعهم يموتون، في حين أنه يمكن إنقاذ الجميع، ولكن بسبب النقص الشديد في الغذاء ومياه الشرب والوقود أصبح ذلك صعبا.. إنها إبادة جماعية تُرتكب في لامبالاة وصمت". 

 

وتابعوا في رسالتهم: "بينما نعاني كل يوم من القصف ويموت العشرات والمئات من المدنيين، نكافح فيروس كورونا وهو قاتل ولكنه أقل قسوة من الجوع والعطش والخوف…لقد منح رئيس الوزراء الإثيوبي جائزة نوبل للسلام وليس لدينا الجرأة لسحبها علانية منه وهذا يجعلنا جميعًا متواطئين ومذنبين". 

 

واختتموا رسالتهم قائلين: "يرجى التوقف عن اعتبارنا عاملين في المجال الإنساني، بل نحن أبطالًا لأننا قررنا البقاء ومشاركة هذا الشعب هذه المعاناة… من وجد رجلاً في البحر يغرق فعليه مساعدته..وهذا ما نفعله..الوجود هنا يساعدنا على البقاء بشرًا."