رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الفنان محمد فوزى: فارق كبير بين تحريك «العروسة» والتمثيل معها

تحريك «العروسة
تحريك «العروسة

الفنان محمد فوزى أحد القلائل المتخصصين فى فنون الدمى وتحريك العرائس. اشترك فى العديد من الدورات المتخصصة فى عدد من الدول الغربية، كما شارك بفرقته فى مهرجانات دولية كثيرة، وحصل منها على جوائز باسم مصر. وهو الأمر الذى فطن إليه الفنان الواعى شادى سرور، مدير مركز الهناجر، فاستقدمه لإدارة ورشة متخصصة فى فنون الدمى، تحت عنوان: «أنا والدمى» ضمن نشاط المركز الذى يستعيد دوره الآن باعتباره ليس فقط نافذة للعروض، ولكن أيضًا كمركز لتعليم الفنون.

عن هذه الورشة «الفريدة» وعناصرها والمستهدف منها، كان لقاؤنا مع الفنان محمد فوزى.

فى البداية قال «فوزى» إن الورشة تقدم تدريبًا على فن تحريك الماريونيت والقفاز وخيال الظل وعرائس الطاولة، والدمى البشرية، وتصنيع نحت عرائسى على الإسفنج، وعدد من الخامات البينية.

وأكد «فوزى» أن الورشة تستهدف الفنانين المحترفين، وطلبة المعاهد والكليات المتخصصة، إلى جانب الهواة الذين مارسوا المسرح، مدة لا تقل عن عام. فالتعامل مع الدمى يتطلب أولًا دراية بعالم المسرح والتمثيل خاصة.

وعن فن الدمى بشكل عام وخصوصيته يقول «فوزى» إنه عالم السحر والأساطير، فالدمى توفر مساحة غير محدودة لتقديم أفكار إبداعية لا يمكن تقديمها فى الأنواع المسرحية الأخرى.

ويؤكد «فوزى» أن هذا الفن أصوله مصرية، ومنذ قدماء المصريين، كما تشير جداريات بعض المعابد إلى ذلك. ومن ثم نحن أولى بتطويره، خاصة أننا نملك تراثًا شعبيًا غنيًا يساعدنا على تقديم موضوعات وحكايات كثيرة عبر الدمى.

فى الورشة الحالية المقامة بمركز الهناجر يسعى الفنان محمد فوزى إلى تعليم المتدرب على كيفية التعامل مع الدمية، فهو يمثل بالدمية، ويمثل مع الدمية. كذلك يعلمه كيفية تصنيع الدمية؛ ليكون الممثل والدمية كيانين متحدين فى ذات واحدة. وهو ما يعطى للعمل الروح، ويضفى على الدمية حياة متخيلة.

وعن أحلام فنان الدمى محمد فوزى يقول: أحلم بتطبيق مشروع «حقيبة العرائس»، ويتمنى على الدولة أن تتبناه وتنشره كمشروع قومى يعمم على المدارس، فهو من جانب يساعد على تيسير العملية التعليمية للأطفال، إلى جانب أنه محفز لفكرة المشاركة الفنية، ليس فقط عبر تقديم العروض، ولكن أيضًا عبر تحفيز الطفل على الفعل، وعلى أن يصنع دميته بنفسه، الأمر الذى سيصب فى نشر وترسيخ فكرة الابتكار والحوار والاكتشاف ومقاومة فكرة التلقين والحفظ.

كذلك يناشد الفنان «فوزى» الفنان هشام عطوة، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة لقصور الثقافة، أن يوصى بضرورة استعادة ورش اليوم الواحد التى تجوب المحافظات، مستفيدة من تراث كل محافظة، لما يراه سبيلًا للمحافظة على الهوية منذ الصغر، ومن ثم تأكيد روح الانتماء لدى الأجيال القادمة.

وأخيرًا يؤكد الفنان محمد فوزى أن ورشة «أنا والدمى» المقامة الآن بمركز الهناجر تركز على تعليم التمثيل بالدمية، لا على فن تحريك الدمية، فالفارق بينهما كبير. فحجم الدمية هو نفس حجم الممثل. ويحتاج التمثيل مع الدمى لمهارات خاصة، مثل التوافق العضلى العصبى إلى جانب حرفية التمثيل البشرى، لذلك هو يطالب المتدربين بقراءة وتحليل أمهات النصوص العالمية، والتفكير فى كيفية تقديمها مع الدمى. كذلك اختار محمد فوزى موضوعًا للورشة، وهو «مرض ألزهايمر»، وكيف يتعامل مصاب ألزهايمر، وكيف نتعامل معه، لذل يطالب المتدربون، ضمن البرنامج التدريبى، بأن يقوموا بزيارات لدور المسنين الخاصة بمرضى ألزهايمر؛ للتعرف عن قرب على طبيعة هذا المرض، وأيضًا لتجميع قصص مختلفة عن أصحاب هذا المرض، سيتم إعدادها عبر المتدربين فى صورة قصص درامية يقدمونها مع الدمى.