رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«المدارس الحقلية».. فصول تقوية للفلاح تثقل مهارته وتزيد إنتاجه

وزارة الزراعة
وزارة الزراعة

الخمسينات من القرن الماضي، أعطت الدولة للعمال والفلاحين 50% تمثيل في البرلمان كوتة حق لهم كونهم يشكلون النسبة الأكثر فاعلية وتواجد داخل نسيج الأمة، لكن بالتدريج تنازل المواطن عن مهنته وهجرها لظروف متعددة منها الوصم الاجتماعي وعدم اهتمام الدولة بوجوده بشكل عام، علاوة على عدم توفر مظلة اجتماعية تحميه وتحمي أسرته من أي خطر يتعرض له، لا سيما أنه يقضي عمره في مهنة تعتمد على القوى العضلية والمجهود البدني، فإن أصابه بالأذى ينتهي به الحال قعيدًا في منزله دون مصدر دخل ينفق به على أسرته.

لكن السنوات القليلة الماضية، شهدت خطوات كبيرة وواضحة لاعلان نية للدولة في إعادة الاعتبار والاهتمام بكل أصحاب المهن والصناعات المختلفة، وحاولت بشتى الطرق اعادتهم لميادين العمل، فـ أبطلت المثل الشائع: "سبعة صنايع والبخت ضايع" الذي لطالما ارتبط بخيبة أمل أصابت  العاملين في الحرف اليدوية وكذلك أنهت أحلام طلاب وخريجي المدارس الفنية بمختلف أنواعها ما بين الثانوية الصناعية أو غيرها من المدارس التي كانت قبل بضعة عقود العمود الفقرى للنهوض بالصناعة المصرية في الخمسينيات والستينيات، وانطفأ بريقها.

أما الآن، فهناك عدد من الخطط المتتالية والواعدة  للنهوض بالتعليم الفني في مصر وكان أكبرها تدشين مجموعة من المدارس الفنية أو الميكانيكية والتكنولوجية وتزويدها بالمناهج المتقدمة والمجربة عالميًا، للارتقاء بالمهن بشكل عام، وتعمير المدن الصناعية التي تعكف عليها الدولة في كل المحافظات.

بجانب ذلك، لم ينس الفلاح ومهنته لتواكب التطور العالمي الهادف لزيادة إنتاج الرقعة الزراعية وتحسين مزروعاته وكذلك تقليل الجهد عليه، من هنا اتجهت لانشاء المدارس الحقلية، وقد أعلنت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، عن انطلاق مبادرة تنفيذ ١٧٠ مدرسة حقلية للمحاصيل الشتوية والإنتاج الحيوانى والسمكى، بالتعاون بين المركز والإدارة المركزية للإرشاد الزراعى.

وبدأت بعدد من المحافظات كـ"الشرقية والقليوبية وأسيوط"، كمرحلة أولى وبمشاركة خبراء بمركز البحوث الزراعية من معاهد المحاصيل الحقلية والبساتين والإرشاد الزراعي ووقاية النبات وأمراض النبات والإنتاج الحيوانى والمعمل المركزى لبحوث الحشائش، كما يذكر الدكتور عادل عبد العظيم، وكيل مركز البحوث الزراعية للتدريب والإرشاد بوزارة الزراعة، في حديثه لـ"الدستور" .

أوضح أنه يتم العمل على تكثيف المدارس الحقلية، بناءً على توجيهات السيد القصير وزير الزراعة واستصلاح الأراضي وتحت رعاية الدكتور محمد سليمان رئيس مركز البحوث الزراعية، وأيضًا التواصل مع المزارعين ومربي الإنتاج الحيواني لتوعيتهم بأهم التوصيات والعمليات الزراعية وتوحيد الجهود الإرشادية وتكامل الأدوار بين الجهات المشاركة في تنفيذ هذه المدارس لتحقيق التنمية وزيادة الإنتاجية وتحسين مستوى معيشة الزراع.

وقال عادل عبد العظيم، إنه خلال 2021 أحرزت المدارس الحقلية انجازًا ملحوظًا حيث انتشرت في عدد كبير من المحافظات، فكان هناك ما هو مخصص  لمحصول القمح بمحافظات البحيرة والغربية والقليوبية بمشاركة المعمل المركزي لبحوث الحشائش، مدرسة حقلية لمحصول الفول البلدي بمنطقة النوبارية بمشاركة معهد وقاية النبات، مدرسة حقلية لمحصول البصل بمحافظتي بني سويف وسوهاج، مدارس حقلية لمحصول بنجر السكر بمحافظات كفر الشيخ والدقهلية والبحيرة ومنطقة النوبارية بالتنسيق مع مجلس المحاصيل السكرية، مدرسة للإنتاج الحيواني بمحافظتي القليوبية وكفر الشيخ.

أضاف عبد العظيم أن المدارس الحقلية الإرشادية تناولت توعية الزراع بمجموعة من التوصيات التي تهدف إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة للتعامل مع موجات الطقس غير المستقر خاصة الرياح والأمطار للحفاظ على مزروعاتهم لتفادي أي خسائر قدر الإمكان والتي من بينها:

- التوقف عن عمليات الري أو التّسميد أو رش المبيدات خلال فترة سقوط الأمطار ولحين استقرار الأحوال الجوية  وهو ما يقلل استخدام الأسمدة ويحافظ على المحاصيل أطول فترة ممكنة دون ثلاجات حفظ.

- التأكد من جودة الصرف الزراعي للتخلص من الماء الزائد في المحاصيل الزراعية أثناء سقوط الأمطار.

- المتابعة المستمرة للحقول لاكتشاف كافة الظواهر والتغيرات كالأمراض والحشرات والتعامل معها لتلافي أضرارها والحفاظ على سلامة المحصول وزيادة إنتاجيته .

- المحافظة على سلامة الحيوانات المزرعية والدواجن داخل حظائر أمنة بعيداً عن الرياح والأمطار وتقديم العلائق المناسبة في هذه الفترة لحين تحسن الأحوال الجوية .