رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فى ذكراه.. كواليس آخر حفل أحياه ملك العود فريد الأطرش بالقاهرة

فريد الأطرش
فريد الأطرش

لقب بملك العود وموسيقار الأزمان، جاء من جبل الدروز بسوريا في صحبة شقيقته أسمهان، لينطلقا من هوليوود الشرق القاهرة، نجمين سطعا في عالم الفن والموسيقى والطرب. إنه المطرب والملحن فريد الأطرش، والذي تحل اليوم الذكرى الـ47 لرحيله عن عالمنا، حيث توفي في مثل هذا اليوم من العام 1974.

عرف عن فريد الأطرش المنافسة التي كان يلاقيها من عبد الحليم حافظ، ويحكي الفنان سمير صبري في كتابه "حكايات العمر كله"، كواليس حفل شم النسيم عام 1970 وكيف أن حفل فريد الأطرش تزامن مع حفل عبد الحليم حافظ الذي كان يستعد لحفل شم النسيم هو الآخر بأغنية "زي الهوا"، وكيف أن فريد عاد إلى القاهرة في هذه الأثناء بعد سنوات من الغياب، بناء على رغبة الرئيس أنور السادات، وأقنعه صلاح الشاهد رئيس الديوان الجمهوري بأن يعود للغناء في حفل شم النسيم، حتى يستعيد الجمهور الذي غضب منه لرحيله، ووافق فريد الأطرش.

ــ الاختيار بين عبد الحليم والأطرش في حفل شم النسيم

ويلفت سمير صبري إلى أن هذا الأمر كاد يتسبب في كارثة للإذاعة والتليفزيون، أن تقام حفلتين في ليلة شم النسيم، ولمن فريد وحليم. وصدرت الأوامر لوزير الإعلام بإذاعة حفل فريد الأطرش على الهواء، واحتار جلال معوض أي الحفلين سيذيع، خاصة وأنه صديق النجمين فريد وحليم، وبعد مشاورات قال للوزير: سيذاع الحفلان على الهواء. 

وشارك في حفل فريد سعاد محمد وفهد بلان جوكر تلك الأيام، وكان مقررا أن يبدأ في العاشرة ويظهر فريد في الثانية عشرة، ويذاع على التليفزيون في القناة الأولى والبرنامج العام في الإذاعة. 

بينما يذاع حفل حليم علي صوت العرب، ويسجل ليذاع على القناة الثانية، وكانت دعاية الحفلين عجب العجاب كأنها مباراة بين الأهلي والزمالك.  

ــ سمير صبري يقدم حفل شم النسيم لفريد الأطرش

ويستطرد صبري: فوجئت بأستاذي جلال معوض يقول لي: "الوزير عاوزك تقدم فريد، وبعدها أجرى روح لصاحبك (يقصد عبد الحليم حافظ) مش هيبتدي قبل الساعة 2". 

وجلست في كواليس سينما قصر النيل، في انتظار وصول فريد الأطرش لتقديمه، وبدا شاحبا هزيلا، وكأنه فوق السبعين رغم أنه كان في أواخر الخمسينيات من عمره، وكتب لي الأستاذ جلال معوض مقدمة طويلة. وما أن ظهرت على المسرح وبدأت أقول: "الربيع مرتبط دائما به"، حتى ضجت القاعة بالتصفيق، ولم أستطع إكمال المقدمة، ودخل فريد ليقف بجواري، وينحني أمام الجمهور الذي واصل التصفيق لمدة 5 دقائق، وانهمرت دموع فريد حتي أنني أعطيته منديلا، وكدت أبكي من الحماسة، وبدأ فريد يعزف علي العود، وأنا مبهور، وهنا مال علي جلال معوض قائلا: "أحسن عازف عود في العالم ..رأيي أنا".

ــ كواليس آخر حفل غنائي لفريد الأطرش في القاهرة

وتابع سمير صبري: كانت هذه هي الحفلة الأخيرة لفريد الأطرش في القاهرة، إذ عاد إلى بيروت وصور آخر أفلامه "نغم في حياتي"، وكانت آخر حفلات فريد الأطرش في بيروت في أغسطس 1974، العام نفسه الذي توفي فيه، وفي هذا الحفل غنى فريد أغنيتين من أروع أغانيه، وهما: "زمان يا حب"، وأغنية "يا حبايبي يا غاليين"، وشهد الحفل سقوط أمطار غزيرة، وقيل أنها كانت سببا في إصابته بالتهاب رئوي شديد، وهو كان مريضا بالقلب، وسافر فريد الأطرش للعلاج في لندن.