رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هنا وُلد حلم الاحتراف.. كيف أثر «صلاح» في ناشئي كرة القدم؟

أكاديمية كرة قدم
أكاديمية كرة قدم

في مباراة رسمية جمعت بين منتخبي مصر وسيراليون ضمن التصفيات المؤهلة لكأس الأمم الأفريقية، يوم 3 سبتمبر 2011، ظهر اللاعب المصري محمد صلاح لأول مرة مرتديًا قميص المنتخب، لم يلتفت له أحد في ظهوره الأول، لكن المبارة التالية له بعد شهر، أحرز هدفه الدولي الأول في مرمى منتخب النيجر.
 

من هنا وضع "صلاح" أول قدم على طريق النجومية بقميص منتخب مصر، ليصبح لاعبًا رئيسيًا يمثل مصر في أولمبياد لندن عام 2012، وخلال 10 سنوات، استطاع خوض 68 مباراة مع المنتخب الوطني الأول، سجل فيهم 43 هدفًا، وصنع 21 لزملائه في الفريق.

الهدف الذي لم يمحى من ذاكرة المصريين، كان الأهم خلال مسيرته الكروية، حين سجل ركلة جزاء في الثوانِ الأخيرة ضد منتخب الكونغو، وتأهل على إثره منتخب مصر لكأس العالم عام 2018 في روسيا للمرة الأولى بعد غياب 28 عامًا عن المونديال.

"صلاح" الذي أصبح ينافس على جائزة أفضل لاعب في العالم حاليًا، بعد تحطيمه لأرقام قياسية عدة داخل الفريق الإنجليزي "ليفربول"، كان المُلهم الوحيد للعديد من المصريين، الجميع يراه بطلًا تجاوز كل القيود، وحّلق بأحلام البسطاء في سماء بريطانيا. 

الزمن يعيد نفسه 
لم يبلغ من العمر سوى 4 سنوات فقط، حين خُلق بداخله حلم احتراف كرة قدم، والسير على خطى اللاعب المصري محمد صلاح، وبالفعل ساعده والده على تحقيق الحلم الذي تكون حديثًا، واصطحبه إلى أكاديمية كرة القدم القريبة من منزلهم.

اللحظة الأولى لوقوف الناشئ "علي محمد" داخل ملعب كرة القدم، كانت فارقة للغاية، حين أبدى المدرب الخاص بالأكاديمية إعجابه الشديد بلمساته للكرة، وإصراره على اللعب بأفضل شكل ممكن رغم صغر سنه، وأيضًا عدم رهبته من اللعب أمام الكبار، فالسعادة كانت تعتلي وجهه حين يسجل هدفًا، والحزن يخيم على منزله حين يهدر الفرص.

سنة واحدة داخل الأكاديمية كانت كافية ليعبر "علي" محطات كبيرة يحلم بها كل لاعب، فبمجرد أن تم الإعلان مسابقة "محمد صلاح"، سرعان ما قدم فيها، واستطاع الفوز لينجح في الانضمام لصفوف أكاديمية ليفربول في مصر، والتي رشحته في الأيام القليلة الماضية للتدريب داخل مدرسة ليفربول ببريطانيا، منتظرًا في الوقت الحالي عبور مرحلة النهائيات.

الناشئ علي

يروي والد اللاعب "علي"، قصة إبنه الذي طالما عشق لعب كرة القدم، حتى في أوقات المرض لم تمنعه الإصابة من الذهاب إلى الملاعب، والجلوس لمشاهدة أصدقائه، آملًا أن يعبر إنجازات محمد صلاح، ويرسخ اسمه في أذهان المصريين خلال الفترة المقبلة.

هدف واحد يسير نحوه الطفل حاليًا، وهو الحصول على الكرة الذهبية في عام 2040، فهو يعمل على تطوير نفسه يومًا بعد يوم، يستيقظ من نومه لا يفكر في شئ سوى مشاهدة برامج التحليل الرياضي في التلفاز، ووضع خطة محكمة لتشكيل المنتخب المصري، وانتقاد ما يراه من أخطاء كما حدث في بطولة كأس العرب.

الناشئ علي

هل يفعلها مصري آخر؟
وبالحديث مع عمر عماد، المحلل الرياضي، عن فرص تكرار تجربة مصرية شبيهة لما أنجزه "صلاح"، قال إن مصر تمتلك العديد من المواهب صغيرة السن، والمؤهلة للاحتراف بشكل كبير، لكن يجب اتخاذ الخطوة مبكرًا، كما فعل اللاعب المصري عمر مرموش، والابتعاد عن الإعلام من أجل تكوين شخصية قوية لا تتأثر بما تراه، موضحًا أن ما يحدث حاليًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي يتحكم بشكل كبير في مسار لاعبين كبار المهارة، لكنهم ضعاف الشخصية.

المحلل الرياضي عمر عماد

أما عن أكاديميات كرة القدم التي تؤهل الصغار للاحتراف في الخارج، أعرب المحلل الرياضي عن أهميتها الكبرى في تكوين ونضوج اللاعب، فالتكوين لا يقتصر فقط على المهارة، ولكن في الشخصية أيضًا، ووضع الأساسيات كالتحدث بلباقة والتمكن من إيجاد اللغة التي تحدث بها البلد المتوجه إليها.

التأسيس البدني أيضًا له دورًا كبيرًا في إتاحة الفرصة للاعبين في الاحتراف بالأندية الأوروبية، ويُفضل أن تسهل الأكاديميات فرص الالتحاق بها مقابل مبلغ مادي متوسط، حتي يتم تسهيل احتراف اللاعب، بجانب امتلاك الناشئ لطموح بعيد للغاية لا يتوقف عند نقطة معينة.

أكاديمية كرة قدم

أشار" عمر" إلى فرصة "صلاح" في تحقيق الحلم المصري، وهو الحصول على الكرة الذهبية خلال عام 2022، في حالة قيادته لمنتخب مصر للفوز ببطولة الأمم الأفريقية أو التأهل لبطولة كأس عالم، بجانب الفوز مع فريق "ليفربول" بدوري أبطال أوروبا في الموسم الحالي.


أرقام مُحطمة 

وبالاستناد إلى موقع "Transfer Market"، اطلعنا على الأرقام القياسية التي حققها اللاعب المصري محمد صلاح في السنوات الأخيرة، بداية من المستوى المحلي، الذي أصبح فيه هدافًا لمنتخب مصر بكأس العالم برصيد هدفين مناصفة مع اللاعب عبد الرحمن فوزي، وهداف المنتخب أيضًا في تصفيات كأس أمم أفريقيا برصيد 16 هدفا.

أما على مستوى أفريقيا، فقد حصل على ثاني أفضل هداف أفريقي في دوري أبطال أوروبا برصيد 31 هدفا، وأيضًا ثاني أفضل هداف أفريقي في الدوري الإنجليزي برصيد 102 هدف.

وفي أوروبا، كانت البداية في الدوري الإيطالي، حين أصبح أكثر لاعب مصري تسجيلًا للأهداف برصيد 35 هدف، حتى انتقل إلى صفوف نادي "ليفربول"، وحطم أرقامًا جديدة لم تكن في الحسبان، حين كان أول لاعب يسجل أكثر من 20 هدف في 3 مواسم متتالية، وأسرع لاعب يصل إلى 100 هدف في الدوري الإنجليزي خلال 151 مباراة.

وكان "صلاح" أكثر لاعب تسجيلًا للأهداف في موسم واحد بالدوري الإنجليزي برصيد 32 هدف، وأكثر لاعب تسجيلًا للأهداف في المباريات بموسم واحد برصيد 24 مباراة، كما استطاع التتويج بجائزة لاعب الشهر 7 مرات في موسم 2017-2018، وأيضًا هداف ليفربول التاريخي في دوري أبطال أوروبا برصيد 28 هدفا.