رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أنقذ نفسك.. خبراء يقدمون روشتة التخلص من الإدمان وبدء حياة جديدة

التخلص من الإدمان
التخلص من الإدمان

قدّم عدد من خبراء علم النفس الإيجابى والمساعدين النفسيين مجموعة من النصائح للتخلص من الإدمان بمختلف أنواعه، وعلى رأسها إدمان المواد الضارة مثل المخدرات والكحول، إلى جانب إدمان السلوك، مثل: التسوق ومواقع التواصل الاجتماعى.

وشدد الخبراء، فى حديثهم مع "الدستور"، الذى يأتى بالتزامن مع بدء تطبيق قانون فصل الموظف المتعاطى للمخدرات، على ضرورة أن يكون العلاج من خلال منظومة علاجية متكاملة، على المستويين الطبى والنفسى، بما يراعى "الانتكاسات" المتوقع حدوثها أثناء العلاج، إلى جانب ابتعاد الشخص عن الأماكن والأصدقاء التى اعتاد التعاطى فيها ومعها، خلال فترة التعافى.

البداية لدى ياسر شاكر، كاتب ومحاضر فى علم النفس الإيجابى، الذى قال إن أسباب الإدمان تختلف من شخص إلى آخر، فلا يوجد سبب واحد يمكن تعميمه فى كل الحالات، فهناك من يلجأ لهذه العادة السيئة بسبب فشله فى تحقيق أهدافه، والبعض يلجأ إليها لأنه بلا هدف محدد ويشعر بالفراغ، بينما يخوض فريق ثالث التجربة هربًا من التفكير فى المشاكل الحياتية التى يشعر معها بالقلق.

وأضاف "شاكر": "مثلما يختلف سبب الإدمان من شخص إلى آخر، يختلف أيضًا من فئة إلى أخرى، فنجد أن كل فئة من الفئات، سواء العمرية أو المجتمعية، لديها سبب مختلف للجوء إلى الإدمان"، موضحًا أن الشباب يلجأون للإدمان لشعورهم بالضياع والتشتت وعدم القدرة على تحقيق الذات، بينما كبار السن يسقطون فى هاوية هذه العادة نتيجة كثرة المشاكل الحياتية، وبينما يندفع إليها أبناء الطبقة الثرية بسبب الفراغ القاتل، يسقط فيها أفراد الطبقة الفقيرة مدفوعين برغبة فى نسيان واقعهم الصعب.

ورأى المحاضر فى علم النفس الإيجابى أن بداية التغلب على الإدمان هى امتلاك الوعى الكافى بخطورته، وهو ما يلزم تلقى الجميع منذ الصغر محاضرات لتوعيتهم بمخاطر الإدمان، مع الاستعانة بالتنمية البشرية فى توجيه الفرد نفسيًا واجتماعيًا لمواجهة هذه العادة الخطيرة.

وأضاف: "يجب أن يكون إقلاع الشخص عن الإدمان قرارًا نابعًا من الشخص المدمن نفسه، ليقبل الخضوع إلى العلاجين النفسى والطبى، على أن يكون هذا العلاج من خلال منظومة متكاملة طبيًا ونفسًيا، ومراعاة الانتكاسات التى قد تحدث فى مرحلة الانسحاب، فضلًا عن ضرورة عدم وجود الشخص فى نفس البيئة ومع نفس الأشخاص الذين أدوا إلى وقوعه فى الإدمان".

من جهتها، قالت أشواق مسامر، مساعد نفسى ومدرب المهارات الحياتية، إن هناك نوعين من الإدمان، إدمان المادة المتمثل فى الكحوليات والمواد المخدرة، وهو ذو تأثير مدمر للغاية على مستوى الصحة والعقل، وفقًا لفترة الإدمان ونوع  المادة التى أدمنها الشخص، وإدمان السلوك المتمثل فى إدمان سلوكيات بعينها، مثل: التسوق وتصفح "السوشيال ميديا".

وأضافت: "إدمان المواد المخدرة يجعل الأشخاص يبحثون عن السعادة المزيفة، بعد استقطابهم لها مدفوعين برغبة فى الشعور بالراحة والاسترخاء بعيدًا عن ضغوطات الحياة اليومية، وهذه المشاعر فى الواقع تكون غير حقيقية، لأنهم يكونون خاضعين للمادة المخدرة، وكلما أراد الشخص استدعاء هذه المشاعر، أقدم على التعاطى مجددًا".

وواصلت: "بعد  فترة من الوقت، يؤدى التعاطى إلى خلل فى الجهاز العصبى، ويعانى الفرد المدمن من انعدام اتزان فى السلوك، ويصبح غير قادر على الاستغناء عن هذه المادة المخدرة".

وترشدنا "أشواق" إلى أن طرق علاج تعاطى المخدرات تنقسم إلى مراحل، أولاها منع وصول الشخص إلى المادة المخدرة، وسحبها من دمه، مع متابعة الشخص ودعمه بشكل قوى فى هذه المرحلة، لأن سحب المادة يتزامن مع معاناة الشخص مما يسمى "أعراض الانسحاب"، مثل: الاكتئاب والهلوسة والرغبة فى الانتحار.

وشدد الدكتور ماهر الضبع، أستاذ علم النفس فى الجامعة الأمريكية، على ضرورة أن يعمل المتعافى من الإدمان على بدء حياة جديدة، حتى لا يتعرض للانتكاس ويعود إلى التعاطى مرة أخرى.

وقال "الضبع": "بعد تنظيف الجسم من المخدرات، يجب أن ينصب تركيز الفرد على بدء حياة جديدة، حتى لا ينتكس وينغمس فى الإدمان مرة أخرى، وهو ما يتحقق بالعديد من الخطوات، أولاها تجنب الأماكن والمواقف التى اعتاد التعاطى فيها، وكذلك الأصدقاء الذين يتعاطى معهم". 

وأضاف: "إذا كان المدمن عاطلًا، عليه التفكير فى الالتحاق ببرنامج مهنى أو تعليمى، وحتى إن لم يشبع طموحه فى البداية، على الأقل سيشغله فترة من الوقت، ويمنعه من العودة إلى الإدمان".

وشدد أستاذ علم النفس فى الجامعة الأمريكية على أهمية هذه المرحلة التى تسمى "مرحلة التأهيل"، التى ينبغى أن تشهد معرفة السبب الحقيقى للجوء الفرد للإدمان، سواء مشاكل أسرية أو اكتئابًا أو ضغوطات حياتية، عن طريق سؤال القائم بالعلاج، لتبدأ بعدها جلسات تعديل السلوك.

وواصل: "من خلال هذه الجلسات، يشعر الفرد بأنه إنسان جديد، ويتم فيها التركيز على تقوية صموده وإرادته حتى لا يعود إلى المخدرات مره أخرى"، مشيرًا فى الوقت ذاته إلى أن "العلاج الجماعى" الذى يجمع المتعافين فى مجموعات لتلقى العلاج مطلوب فى كثير من الحالات.

وألقى شريف حسنى، إخصائى التنمية البشرية، الضوء على نوع خطير من أنواع الإدمان، هو "إدمان السوشيال ميديا"، محذرًا من أنه يخلق "عالمًا افتراضيًا" يعيش فيه الفرد، بدلًا من العالم الحقيقى.

وقال "حسنى": إن "السوشيال ميديا تجعل الشخص يُشبع الشعور بنفسه، وكلما حصل على عدد لايكات أكثر أصبح ذلك بمثابة إنجاز بالنسبة له، وبالتالى يبدأ فى خلق عالم افتراضى لنفسه بدلًا من العالم الحقيقى".

وأضاف: "كما أن السوشيال ميديا تُعد مجالًا يتعرف من خلاله الفرد على أشخاص سيئين، ويدخل معهم فى علاقات، رغم عدم معرفته بحقيقتهم، وقد يكون بعضهم متحرشًا ونصابًا، فضلًا عما تسهم فيه هذه الوسائل من نشر أخبار كاذبة ومفبركة".

وأضاف: "للتغلب على إدمان السوشيال ميديا، يُنصح بوضع خطة وروتين ونشاط يوازن يوم الشخص، لينظم وقته ويُبعده عن الإسراف فى متابعة هذه الوسائل".