رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رعاية



لما الأهلي كسب الدحيل القطري، وأعلنوا إنه هـ يقابل بايرن ميونخ، انتشرت في السوشيال ميديا صورة من جرنان، بـ تقول إنه الأهلي كسب بايرن ميونخ سنة 1977، والخطيب "رئيس النادي" وقتها كان لاعب، وسجل هدف في الماتش التاريخي، والأهلي يوميها كان لابس تي شيرت أبيض، وفي حدود علمي، دي كانت أول مرة الأهلي  يلبس أبيض، في واحد من خمس مباريات في تاريخه كله.
لما انتشر هذا المانشيت، الجميع اهتم بـ ذكر فوز الأهلي على النادي الألماني اللي ما بـ يهزرش، لا هو ولا منتخب ألمانيا، واستشهدوا بـ الفوز على البرازيل بـ سباعية في سيمي فاينال  كاس العالم، أو الفوز على برشلونة 8/2 في دوري الأبطال، إنما التاريخ كله يشهد بـ إنه الناس دي لا ترحم.
يعني مثلا، في السبعينات اللي بـ نتكلم عنها، كرويف اعتزل، ولما جه ينظم ماتش لـ تكريمه، فكر إنه يلعب ماتش بين أياكس ناديه الأصلي، وبرشلونة اللي لعب لـ صفوفه كتير، لكن برشلونة ما كانش متاح، فـ جاب بايرن ميونخ، اللي كان في صفوفه وقتها مارتن يول اللي جه يدير الأهلي فنيا زي ما إحنا عارفين.
بايرن ميونخ وقتها ما عملش اعتبار إنه جي يكرم نجم عالمي، ولا إنه أساسا ماتش ودي، كنا زمان نسميه "حبي"، وراحوا كسبوهم تمانية صفر، وبوظوا المهرجان المعمول والجماهير رمت طوب وحاجات، والدنيا اتقلبت، ولاعيبة أياكس يوميها قالوا: إحنا جايين لـ مجاملة زميلنا السابق، مش عارفين الناس دول عملوا كدا ليه؟
الموضوع دا جزء من ثقافة الألمان عموما، وهي إنك بـ تؤدي شغلك بـ أقصى طاقة ممكنة بـ غض البصر عن السياق اللي بـ تحصل فيه الأمور، وراك شغل؟ اعمله.
المهم، إنه الاهتمام بـ فوز الأهلي على البايرن خلى الكتير ما يذكروش أمر مهم، وهو إنه في تلك الزيارة، مش بس الأهلي اللي كسب بايرن ميونخ، لأ، الزمالك كمان كسبه 3-2، بـ أهداف وحيد كامل ومحمد طاهر السوداني وعلي خليل، وهدف علي خليل دا كان في منتهى الروعة. وماتش الزمالك كان بعد ماتش الأهلي بـ أيام.
الواقع إنه الزيارة دي كانت بـ دعوة من مؤسسة الأهرام الصحفية، لكن كان ليها راعي طبعا، إحنا عارفين إنه الأهرام عندها وكالة إعلان، والوكالة شغالة على الشركات الكبرى، فـ حتى لو هي اللي بـ تنظم، ضروري يكون فيه راعي، والراعي دا كان وقتها سجاير مارلبورو! أيون، مارلبورو بتاعة التدخين الذي يدمر الصحة ويسبب الوفاة، وضد الرياضة بتاعة الحال. مارلبورو دي نفسها كان ليها دور كبير في رعاية الرياضة خلال السبعينات، وكانت راعي رئيسي لـ الأهلي، ولـ الزمالك كمان، أيام ما كانت السجاير عادية، والضيوف بـ يطلعوا في التليفزيون وهما بـ يدخنوا عادي، وممكن تدخن في القطر أو غيره من وسائل المواصلات، ومن ضمن الرعاية اللي عملوها استضافة بايرن ميونخ في تلك السنة.
كان المفروض كمان إنه الفريق الألماني بعد ما يقابل الأهلي والزمالك، يلعب كمان مع الهلال السوداني، وفعلا جم على هذا الأساس، إنما بعد الخسارتين دول اعتذروا عن لقاء الهلال السوداني، غالبا اتقمصوا.