رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

قبل مغادرتها اليوم.. أبرز ما قدمته «ميركل» خلال مدة حكمها

أنجيلا ميركل
أنجيلا ميركل

تغادر المستشارة الألمانية المنتهية ولايتها أنجيلا ميركل، اليوم الأربعاء منصبها لتتقاعد في سن الـ67 عامًا، الذي استمر 16 عامًا و15 يومًا، ويخلفها الاشتراكي الديمقراطي أولاف شولتس، الذي كان نائبها ووزير ماليتها في السنوات الأربع الماضية لكن من حزب منافس.

وواجهت المستشارة خمس أزمات كبرى، من الأزمة المالية عام 2008 إلى تفشي وباء كوفيد-19، مرورًا بإنقاذ اليورو وملف اللاجئين، وخصوصًا السوريين عام 2015 وأزمة المناخ، غير أن فتح أبواب بلادها أمام اللاجئين يبقى أبرز قرار في عهد ميركل، يثني عليه مؤيدوها باعتباره قراراً شجاعاً، كما أن ميركل حصدت الإشادات لتعاطيها مع الأزمة الصحية الناتجة عن جائحة كورونا.

ووصفت صحيفة “نيويورك تايمز” ميركل بأنها "زعيمة العالم الحر" الجديدة، حيث شهد الدور الذي لعبته ألمانيا على الساحة الدولية تطوراً على مدى 16 عاماً، ففي ظل صعود النزعات الشعبية، وتنامي النفوذ الألماني في آسيا كما في لفريقيا، القارة التي زارتها المستشارة أكثر بكثير من أسلافها، غير أن حصيلة سياستها الخارجية تبقى موضع جدل إذ يبقى وزن ألمانيا الجيوسياسي أدنى بكثير من نفوذها الاقتصادي.

ووفقًا لتقرير نشره موقع "دويتشه فيله أن أزمات أخرى عرضتها لانتقادات، وخصوصاً أزمة ديون اليونان عام 2011، حين أبدت الحكومة الألمانية موقفاً متصلباً دفع أثينا إلى شفير الإفلاس وأثار مشاعر عداء شديد للمستشارة في أوروبا.

انتقادات لتقاربها مع روسيا والصين

وعلى صعيد آخر، فإن إستراتيجية التقارب والتعاون التي انتهجتها أنجيلا ميركل رغم الظروف تجاه روسيا برئاسة فلاديمير بوتين، وأبرز تجلياتها مشروع خط أنابيب الغاز "نورد ستريم 2" المشترك، لم تقنع الكرملين بالتخلي عن سياسته المتصلبة، ولم تساعد في تسوية النزاع بين موسكو وكييف.

كما واجهت ميركل انتقادات متزايدة لإعطائها الأولوية للتبادل التجاري مع الصين، ثاني سوق للصادرات الألمانية، رغم الاتهامات الموجهة إلى بكين على صعيد حقوق الإنسان.

أما بالنسبة للعلاقات عبر الأطلسي، فلم يعد بإمكان ألمانيا الاعتماد كما من قبل على المظلة الأميركية، من غير أن تضع في هذه الأثناء إستراتيجية جديدة على صعيد السياسة الأمنية، رغم مشاركتها بشكل متزايد في مهمات عسكرية في الخارج.

وذكر تقرير لمؤتمر ميونخ للأمن العام الماضي أن انخراط ألمانيا على الساحة الدولية "يبقى في غالب الأحيان دون تطلعات شركائها الرئيسيين والمطالب التي تطرحها البيئة" العالمية.

 

الاتحاد الأوروبي

بعدما كانت ألمانيا "الرجل المريض" في الاتحاد الأوروبي مطلع الألفية، استعادت موقعها كأكبر قوة اقتصادية في القارة، مستندة إلى فائض هائل في الميزان التجاري وإدارة مالية صارمة. وتراجعت نسبة البطالة خلال 16 عاماً من 11,2% إلى 5,7% في يوليو، في سوق لا تزال هشة على وقع تفشي الوباء.

وزيرة و"مستشارة" البيئة

أقرت ميركل في 22 يوليو بأنه منذ 2005 "لم تحصل أمور كافية" لمكافحة الاحتباس الحراري، ولو أنها على اقتناع بأنها "كرست الكثير من الطاقة" لهذه المسألة. 

وأثارت ميركل مفاجأة عام 2011 حين أعلنت عزمها على إخراج بلادها من الطاقة النووية بعد كارثة فوكوشيما في اليابان.

واضطرت ميركل التي لقبت في فترة "مستشارة البيئة" وكانت وزيرة للبيئة في عهد هلموت كول، إلى تعزيز أهداف ألمانيا تحت ضغط المحكمة الدستورية التي اعتبرت أنها تفتقر إلى الطموح.

صعود الشعبويون

تميزت انتخابات 2017 التي كرست ميركل مستشارة لرابع ولاية على التوالي، بدخول حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني الشعبوي لأول مرة إلى البرلمان.

واغتنم هذا الحزب المعادي للإسلام الذي انبثق جناحه الأكثر راديكالية من حزب النازيين الجدد، المخاوف الناجمة عن فتح أبواب ألمانيا أمام المهاجرين عام 2015 لينمو وخصوصًا في ألمانيا الشرقية سابقا حيث يلعب دوراً سياسياً من الصف الأول.

 وبات الخطر الإرهابي الناجم عن اليمين المتطرف مصدر الخوف الأول، متقدماً على الخطر الجهادي، بعد وقوع عدة هجمات دامية، كما تسجل زيادة في الهجمات ضد اليهود.

إخفاق في خلق "خلفاء"

بعد 16 عاماً على رأس البلاد، يجد المسيحيون الديموقراطيون أنفسهم  في موقع المعارضة، وإن كانت ممارسة الحكم ساهمت في تراجع موقعهم كما يحصل عادة، فإن ذلك نتج أيضاً من عجز ميركل عن التمهيد لخلافتها.

كما أن المستشارة الأولى في ألمانيا الفدرالية لم تنجح في ترسيخ موقع المرأة في السياسة، وتبقى نسبة النساء المنتخبات في مجلس النواب حالياً بمستوى 34%، وهي نسبة بالكاد أعلى مما كانت عند وصول ميركل إلى السلطة عام 2005 (32,5%).