رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«صورة من الرحمة».. رعاية كاملة لمرض الفشل الكلوي في مصر

مرض الفشل الكلوي
مرض الفشل الكلوي

كان يومًا طبيعيًا عندما استيقظت أمل محمد، على اتصال من زوجها ـ الذى تعيش معه منذ 25 عامًا تسودها المودة والرحمة ـ بأنه دخل المستشفى أثر تعرضه لأزمة صحية مفاجئة في العمل، وتم حجزه بالعناية المركزة فذهبت إليه فورا. 

 

وقع الخبر على "أمل" كالصاعقة التي ضربت منزلها، وهرعت إلى المستشفى سريعًا تستنجد بالطبيب: "ما خطب زوجي لقد كان في حالة جيدة ؟"، فيجيب الطبيب أن زوجها "معروف" مصاب بقصور حاد في الكلى، لكنها لم تستوعب الأمر بشكل كامل، لتقرر الاتصال بأبنائها لإنقاذ الموقف.
 

حضروا الأبناء على الفور، تبين أنه يعانى من وجود قصور فى عمل الكلى اليمنى، وفشل في اليسرى، وتم البدء في جلسات غسيل كلوي، وتركيب دعامات قلبية تزيد من خطورة جلسات الغسيل. 

توقفت الجلسات لبعض الأيام بعد ارتفاع ضغط الدم، ثم انتقل “معروف” إلى العناية المركزة للمرة الرابعة على التوالي في شهرين، وأخبرهم الطبيب عن احتياجه لزراعة أو نقل كلى.

لم تفكر “أمل” وبدأت بالفحوصات ورفضت تمامًا التدخل من قبل أبنائها ولم تنتبه لعدم موافقة أحد من أخوته في التبرع على الرغم من صغر سنهم, وبعد تحذير الطبيب من تقدم الزةجة في السن وخطورة العملية عليها وقد تفقد حياتها أو تضطر لغسيل كلي وكانت الإجابة: :"نعيش تعبانين إحنا الإتنين أحسن ما يعيش واحد فينا لوحده".
 

ومرت العملية بصعوبتها، وبعد أسبوع ظل “معروف” بكلى زوجته، وعاشا معًا في حياه أفضل، وإن كانت هناك بعض العراقيل يواجهونها معًا أفضل من أن يواجه أحدهما الحياة وحيدًا.


يوسف غنام أيضًا، كان أحد المتطوعين بالكلى الخاصة به، لشقيقه الأكبر، الذي تحمل مصاريف منزلهم بشكل كامل منذ وفاة أبيهم، لكنه كان يعاني من الفشل الكلوي، ويجري 3 جلسات على مدار الأسبوع، تتكلف الجلسة الواحدة من 4 إلى 6 آلاف جنية،، ما جعل معاش والدهم ومرتب الأخ الأكبر تكفي بالكاد الجلسات.
 

قرر “يوسف” التبرع لأخيه "يامن"، والتي ستعفي حياتهما من تلك الجلسات المكلفة، وتعفيهما كذلك من طلب المساعدة، وتعطي الأخ الأكبر حياه أفضل دون التقصير في عمله، ثم عرض الأمر على شقيقه ووالدتهما رفض يامن بشكل قاطع حتى تمكن يوسف من إقناع أخوه أن يستشيروا الطبيب المعالج.
 

وبعد استشارة الطبيب وترحيبه للعملية أقتنع “يامن”، وغامر “يوسف” بحياته من أجل أخوه الأكبر حتى يثبت له أن حياته هي الأهم على الاطلاق وأن الاخوة لا مثيل لهم, وبعد العملية أصبحت حياه يامن أفضل وعانى يوسف من بعد الأثار الجانبية للعملية على مدار 3 شهور ولكن تحسنت حالة يوسف بعدها وتخلصا من معاناه جلسات الغسيل المرهقة وتعريض حياة يامن للخطر.

وقال الدكتور حسين شعيشع أستاذ أمراض الكلى بجامعة المنصورة، إن كثير من الحالات يكون الاكل الوحيد لاستئناف حياتها بشكل طبيعي، زراعة الكلى ، فلا يمكن وصف معاناة المريض أثناء خضوعه أسبوعيًا ولأكثر من مرة لغسيل ووضعه تحت جهاز يسحب كل سوائل جسمه وينقيها ثم يبث سوائل جديدة .

 

وأكد أن زراعة الكلى تُعَد في أغلب الأحيان الخيار العلاجي لمرضى الفشل الكلوي، مقابل الغسيل مدى الحياة، فمن الممكن أن تكون علاجًا لمرض الكُلَى المزمن أو مرض الفشل الكلوي في المرحلة الأخيرة، بحيث تساعدك في الشعور بحال أفضل وعيش حياة أطول،ونحن في حاجة لزيادة إجراء هذا النوع من العمليات حاليًا .

 

وتابع: بعض الأشخاص قد يستفيدوا من من زراعة الكُلى قبل الحاجة إلى اللجوء للغسيل، وهو إجراء يُطلق عليه زراعة الكلى الاستباقية، ما يعني أنه سينسى أنه عانى يومًا، لكن تلك الفئة من الممكن أن تتحمل جزء من نفقات العملية نظرًا لان إجراؤها يعتبر وقائي لكنه على درجة عالية من الأهمية لانه يمنحهم حياة طبيعية دون آلام.