رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

قراءة في قصة الأديب العالمي

«سيد عجوز بأجنحة هائلة».. ماركيز يخلط بين الواقع والخيال في قصة

ماركيز
ماركيز

“سيد عجوز بأجنحة هائلة” هى واحدة من القصص المميزة للكاتب الكولومبي الكبير جابريل غارسيا ماركيز، ويخلط فيها الكاتب الكولومبي بين الواقعية والخيال، من منطلق واقعيته السحرية التى تميز بها وكانت جزءًا أصيلًا من كتاباته الفريدة، وتذكرنا بقصة “المسخ” لكافكا.

القصة 
تحكى قصة سيد عجوز بأجنحة لماركيز عن بيت مطل على البحر خرج صاحبه بيلايو محملًا بسرطان البحر التى وقعت بالداخل ليرميها على الشاطئ وأثناء عودته سمع أنينا داخل بركة ماء فى فناء البيت فلما اقترب من الصوت فغر فاه حين وجد رجلًا عجوزًا يتخبط فى الوحل ليس هذا فقط ما أدهش بيلايو ولكن ما أدهشه هو أن رأى العجوز جناحين، خاف منه وركض نحو زوجته “اليسندا” التى كانت تعالج رضيعها  المحموم. 

ولما راحت معه إلى العجوز صاحب الجناحين أخرجاه من البركة وأدخلاه حظيرة الطيور، بعد يومين شفى الرضيع وانتشر خبر الملاك الذى حل بدار بيلايو، فبدأ الناس يتوافدون على الدار،  وجاءه المريدون من كل صوب وحدب، يشكون أوجاعهم ولما حضر  الكاهن  إلى دار بيلايو أقر بأن هذا المخلوق  ليس ملاكا لأن رائحته نتنه وهذا لا يتسق  مع طبيعة الملائكة. 

فكر بيلايو و زوجته أن يجعلا بيتهما مزارًا سياحيًا لرؤية الملاك ولما اعجبتهم الفكرة قاما بتنفيذها، فربحا مالًا كثيرًا، ليقيما دارًا جديدة بدلًا من القديمة، واحتفظت بهذا المخلوق العجيب ليتكسبا من وراء الفرجة عليه.

وبعد شهور أقام أهل القرية سيرك عرضوا فيه تلك الفتاة التى تحولت إلى عنكبوت حين خالفت والديها، وقدموا ذاك العجوز صاحب الجناحين، الذي لم يقدم شيئًا يدل على أنه ملاك أو حتى شيطان، وفى الأخير  مل “بيلايو” وزوجته من وجود هذا المسخ برائحته النتنة وعدم نفعه،  وسعدا حين نبت ريش فى  أجنحة العجوز وفر إلى ما وراء البحر. 

المورال 
أراد ماركيز القول إن الملائكة لا تنزل على الأرض لتحيا بين الناس كما أن الملائكة لا تسقط فى الوحل. 

كما أن التعلق لا يكون إلا بالله، بالإضافة إلى ذلك أن المال ليس هو مصدر السعادة، لقد كان بيلايو وزوجته أكثر سعادة قبل أن يهبط عليهم المسخ.